الابتزاز العاطفى هو أسوأ أنواع الابتزاز لأنه سلوك ينتهجه شخص ما لتحقيق أهدافه الشخصية على حساب البناء العاطفى والوجدانى لشخص آخر، وهو يُعتبر نوعا من ممارسات العنف النفسى، وهو أسوأ بكثير من العنف الجسدى - كالضرب وما شابه ذلك - لأنه يترك أثراً قوياً فى وجدان الطرف الضحية، وهو يحتاج إلى سنوات من العلاج النفسى بعد إبعاده عن الشخص الذى يمارس الابتزاز العاطفى معه، وفتياتنا هن أكثر الفئات عرضة للتلاعب بهن وابتزازهن، لذلك هناك العديد من النصائح والإرشادات يجب أن تعرفها أى فتاة لكى تحمى نفسها من الابتزاز العاطفى، أو التعامل معه بالطريقة الصحيحة إذا تعرضت له فى يوم من الأيام، أول شيء هو المعلومات المتوفرة عن الشخص الذى سترتبط به، وتحاول أن تكون يقظة لاكتشاف بداية التلاعب بها، والنصيحة الثانية عززى جانب "احترام وتقدير الذات" خاصة مع من يتصف بحب النفس، لأن غالباً ما يكون ضحايا هذا النوع من الابتزاز الذين يشعرون بعدم الأمان ويعتمدون بشكل كبير على الأشخاص من حولهم، لذلك يستسلمون لسيطرة الآخرين بكل سهولة، ولكى تحمى البنت نفسها لابد من أن تُعزز فكرة "احترام وتقدير الذات" بحيث لا تدع ما يقوله الآخرون يؤثر عليها كثيراً، وتعرف قدرها وقيمتها فى المجتمع الذى تعيش فيه، ومن المهم والضرورى أن تتحدث البنت مع أمها أو أختها الكبيرة لتساعدها فى التعرف على سماتها البارزة وتساعدها على الوقوف فى كشف أى ابتزاز عاطفى تتعرض له، والنصيحة الثالثة أن تكون الفتاة مستعدة دائماً للصمود والثبات، لأن الرضوخ والاستسلام هو الخيار الأسهلوممكن أن يعيد البنت إلى حلقة الابتزاز نفسها ويستنفذ طاقتها، فهناك أشخاص لديهم القدرة على استخدام الابتزاز العاطفى للحصول على ما يريد، فمن الضرورى ألا تسمح الفتاة بأن تكون ضحية، ومن المهم جداً أن تتعرف على الابتزاز العاطفى فور التعرض له وتواجه الشخص الآخر بحقيقة أنه يستخدم أسلوباً دنيئاً فى التعامل معها، وربما يحاول الإنكار، أو الاستمرار فى التعامل معها بنفس الأسلوب، ويمكن رفع العيار إلى درجة أعلى من الابتزاز العاطفى وفى هذه الحالة عليها أن تراقب سلوكه تجاهها، وفى النهاية تستطيع أن ترفض هذا الأسلوب الدنيء حتى ولو كانت تحبه، ورغم أن هذا السلوك قد يبدو صعباً فى البداية ولكنه يمكن أن يُخلص أى فتاة من أنواع قاسية جداً من الابتزاز العاطفى، ولاشك أنه سينعكس بشكل إيجابى فى ثقتها بنفسها وعلى علاقتها بالآخرين، يجب على من يشتكى من الابتزاز العاطفى أن يعلم أنه هو قد قرر الخضوع له - ويوجد حولنا نماذج كثيرة من السيدات والبنات اللاتى يخضعن للابتزاز دائماً - وهذه مشكلته هو وليست مشكلة المبتزين عاطفياً الذين تغلب على شخصياتهم سمات حب التملك والغيرة الشديدة والتسلط والرغبة فى تحريك الآخرين كما يحلو لهم، وفى النهاية لابد أن تعرف فتياتنا أن أعظم قيد يمكن أن يقيد الإنسان هو الابتزاز العاطفى، وعندما نبحث فى الإنترنت عن كلمة الابتزاز العاطفى لا نجد الكثير من النتائج، ربما لأننا نعتبر أن الابتزاز العاطفى سلوكاً عادياً فى كل علاقة إنسانية، وللأسف القانون أيضاً لا يعتبر الابتزاز العاطفى جريمة أو جنحة يحاسب عليها المبتز، رغم أنه يحاسب على أفعال أخرى أقل خطراً بكثير.
ساحة النقاش