كتبت : هايدى ذكى
بعد قرار وزارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة للحد من انتشار الوباء العالمى كورونا بدأت الوزارة فى اتخاذ عدد من الإجراءات لاستمرار تحصيل الطلاب دراسيا وكان من أبرزها «التعليم عن بعد » وفى الوقت الذى يجد البعض الأمر سهلا بسبب تجارب سابقة يعانى الكثيرون صعوبة فى استخدام التقنيات الحديثة فى الدراسة، فكيف يمكن الاستفادة من هذه التجربة وما دور الأهل فى ذلك؟
فى البداية تقول د. رحاب أحمد، أستاذة أصول التربية بكلية التربية جامعة المنوفية: اليوم يدخل على عالمنا الكثير من المتغيرات على كل المستويات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الصحية والتعليمية أيضا ولابد أن نواكبها ولا نقف أمام العواقب التى نواجهها والتى من بينها التعود على فعل شيء ما، فالعملية التعليمية تأخذ طابعا روتينيا متمثلا فى الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة لتلقى الدروس ثم العودة للمنزل لمراجعة ما تم تعلمه، لكن اليوم مع الظروف الجديدة التى طرأت علينا هناك طريقة جديدة للتعلم لا تعتمد على مكان معين للدراسة ولا تقيد الطالب بالالتزام بمواعيد للحضور والانصراف وتتمثل فى التعليم عن بعد باستخدام المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، وخلال هذه العملية يكون الطالب هو المتحكم الأول فى الوقت، لذا يجب على الأسرة تشجيعه على تحمل المسئولية ومساعدته على تخصيص وقت للمذاكرة وآخر للراحة وتدريبه على كيفية وضع الخطط الدراسية التى تتناسب مع قدراته وإمكانياته فى تلقى الدروس عبر الإنترنت، كما تعد تلك التجربة فرصة للتعرف على قدراته وإمكانياته. الدروس الخصوصية أما د. هناء عبد المطلب، أستاذة المناهج بجامعة الأزهر فتقول: يجب استغلال هذه الفترة فى القضاء على الكثير من الظواهر المرعبة فى مجتمعنا ومنها الدروس الخصوصية وهو ما تم اتخاذ إجراءات بشأنه كما هو الحال فى مواجهة ظاهرة انتشار السناتر الدراسية، وإظهار قدرة الطالب والأهل على تحمل المسئولية، فضلا عن اكتساب الطلاب مهارات جديدة للتعلم عن بعد كمهارة البحث والاستكشاف والتى تزيد من التركيز وتظهر المهارات الفردية، وعلى الرغم من أن التجربة تتسم بقدر من الصعوبة فى البداية إلا أن الممارسة والدافع النفسى لدى الطلاب للإنجاز وإثبات القدرة على تحمل المسئولية يسهلها ويمنحه الفرصة للقدرة على التعامل مع الوسائل التكنولوجية المختلفة.
وتابعت: للأهل دور كبير فى توعية أولادهم وتوضيح طرق المذاكرة وماتحتويه من مميزات وعيوب والتى من أهمها غياب التفاعل بين الطالب والمعلم والحوار والمناقشة، بالإضافة إلى استبدال الأدوار حيث يحل الوالدان بديلا للمعلم، لذا على الأهل متابعة الأبناء باستمرار وتخصيص وقت لهم وترغيبهم فى الاستعانة بالوسائل التقليدية كالورقة والقلم وتدوين أهم الأسئلة والفقرات المهمة لاسترجاعها مرة أخرى، والالتزام فبعض الطلبة لا يجلسون فى مكان واحد مدة طويلة ويشعرون بالملل بعكس المدرسة، لذا يجب تشجيعهم على ذلك وتحفيزهم معنويا أو ماديا كتقديم الهدايا وتعليمهم أن التكنولوجيا ليست فقط «مواقع التواصل وألعاب خيالية قتالية » لكنها مهارة تعليمية ووسيلة للبحث والمذاكرة يجب استغلالها بطريقة صحيحة لبناء جيل يساير العصر وعلى قدرة عالية من التعامل مع مفاتيح المستقبل.
ساحة النقاش