كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدى.. كتبت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى مرفت, 27 سنة, التى عاشت فى بيت غير سعيد لأب مهندس كبير مشغول للغاية فى شركته المعروفة التى تسند إليه المشروعات المهمة التى يتم إنجازها بتفوق وإتقان, وأم مثقفة ربة بيت عصبية جدا ومريضة بالسكر ولا تجد من تنغث فيه غضبها من الحياة وصعوبتها بعد جائحة كورونا, وغير ذلك من المشاكل مثل عدم وجود شغالات للقيام بأعمال المنزل والغلاء وصعوبات إنجاز أى شيء فى موعده, لم تكن تجد أمامها سوى أبى المشغل بالعمل والمسئوليات والأعباء, وكانت تتهمنى أنا وأختى الوحيدة التى تصغرنى بخمس سنوات فى التقصير فى مساعدتها فى أعمال المنزل رغم أننى وأختى تخرجنا فى الجامعة والتحقنا بالعمل فى إحدى الشركات المنبثقة عن شركة والدنا الكبرى ولم نقصر مع والدتنا فى أعمال المنزل, لكن ما نقوم به لا يعجبها لأننا لم نتعود على "شغل البيت" من قبل! ومن ثم فقد كان والدى المسكين دائما يخرج من البيت بعد سماعه الصراخ والنكد والبكاء من والدتى دون أن يأكل لقمة واحدة خلال اليوم!

وتقول ميرفت.. لم أجد أمامى سوى أن أتسلى بالسوشيال ميديا أى الإنترنت, ووجدت من يطلب الدردشة مع صديقة وتحدثنا وأخطأت أول خطأ عندما أرسلت إليه بصورتى بناء على طلبه, ولم يصارحنى هل هو متزوج أو مطلق فقد قال إنه كانت فى حياته امرأة ولكن "لم يحدث نصيب", واستمرت تلك العلاقة عامين كاملين حتى تقدم لى خلالها عريس ممتاز فرحت به الأسرة, ولما كنا أنا وصديق الإنترنت أصدقاء فقط فقد رأيت أن أخطره بخبر قرب خطبتى, فكانت المفاجأة التى لم أحسب لها أى حساب!

**********************

واستطردت مرفت.. عندما قلت له إننى سوف تتم خطبتى فى القريب العاجل فوجئت به يثور ثورة عارمة وتتبدل لهجته معى إلى العصبية الشديدة, وجدته يسألنى من هو هذا العريس؟ فقلت له بصراحة إنه شاب ممتاز وأسرتى وأنا سعيدة به وأننى أتمنى له أن يجد من تسعده وتملأ فراغه, وفوجئت بأنه غاضب جدا لكنه لم يجد الكلام المعقول الذى يقوله فكان يقول مثلا: ليه بس؟ ما احنا كويسين كده؟ أقول له: كويسين إزاى يعنى؟ أنت لم تطلب الزواج منى ولا أعرف عنك إلا القليل؟ فيقول: بس أنا لا أتصور أن تتزوجى وتتركينى؟

أقول له ربنا يرزقك بالزوجة الصالحة فيقول: لا.. لا يصح أن تتزوجى وتتركينى؟ فأقول له: أنت تعرف أن ما بيننا صداقة ولم أكذب عليك فى شيء فكان يسكت تماما!

**********************

واستطردت الابنة ميرفت.. فوجئت يا سيدتى بأنه أرسل إلى عريسي الذى كنا قد قررنا أن نتمم خطبتنا بعد أيام صورتى التى أرسلتها له بحسن نية فى وضع شائن بملابس فاضحة, وأقسم لك بالله العلى العظيم أن الصورة التى أرسلتها إليه كانت محتشمة, وكان قد ألح علي كثيراً أن أقابله لكننى رفضت تماما ولم أقابله مرة واحدة, وبكل جرأة ووقاحة وضع وجهى فى الصورة على جسد امرأة غير محتشمة وكتب لعريسى يقول: هذه هى العروس بنت الحسب والنسب التى تريد أن تتزوجها!

وبكل أدب واحترام طلب خطيبى مقابلتى على انفراد وأرانى الصورة الفاضحة, وبكيت وحكيت له الحكاية بكل الصدق وكل التفاصيل دون زيادة أو نقصان وخيرته بين أن يصدقنى أن الأمر كان فراغا وزهق ومحاولة للاهتمام بأى شيء ولم يكن حبا ولا غراما وإلا لماذا لم يتقدم لخطبتى إذا كان يريدنى فعلا؟ وقلت لخطيبى إذا اختار أن يتركنى إننى سوف لا أحرجه مع أبى وسوف أقول إننى غير مهيأة للزواج الآن.

أنى أتقطع ألما من خيانة وغدر ذلك السافل الذى استغل الموقف وللأسف تبين أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال وأن زوجته سيدة فاضلة.. ماذا أفعل لقد أخطأت فى حق نفسى وتسرعت فى أن أتكلم وأفضفض مع شيطان لا يعرف سوى الأنانية, وأخطأت بأن أرسلت إليه صورتى ففعل بها ما فعل وأخطأت لأننى وضعت ثقتى فى شيطان.

**********************

أيتها الابنة ميرفت ما جرى لك درس لكل الفتيات اللاتى يلجأن للشات والإنترنت لسد الفراغ أو الهروب من جو المنزل المتوتر, صارحي والدك ووالدتك بالأمر مهما كانت العواقب وقدمى بلاغا لأجهزة الأمن فمثل ذلك الوغد لا يستوجب الرحمة به, واتركى الخيار لخطيبك فإنما أن يصدقك أو يذهب كل منكما لحاله وربنا يوفقك ويوفقه, وهذا درس غال لكل نساء مصر.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 469 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,463,554

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز