كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى  طرفا من حكاية الابن زكريا «28 سنة» وهو صحفى شاب خريج كلية الإعلام يعمل فى صحيفة أسبوعية، وكان قد جاء ليأخذ مني حديثا صحيفاً عن ذكرياتى خلال حرب أكتوبر المجيدة، وقال لى إنه وجدها فرصة جيدة لكى يحكى لى عن متاعبه النفسية بصفتى أم لكل الصحفيين الشباب من الجنسين. قال لى إنه عرف اليتم والحرمان من عطف ورعاية الأم وهو فى الخامسة من عمره، لكن الله سبحانه وتعالى عوضه خيرا إذ تزوج والده من مطلقة لا تنجب واشترط عليها سعادة ورعاية الابن، وقال إن زوجة أبيه السيدة علية لم تقصر وكانت له نعم الأم ونعم الراعية والمرشدة فى حياته وأنه يناديها (ماما) حتى اليوم، وأنها كانت تؤثره على نفسها وظل ينام فى حضنها حتى بلغ سن التاسعة، وكانت سعيدة بتفوقه فى الدراسة، وقال إنها ربته على الفضيلة والصدق، وكانت تقول له دائما الملافظ سعد أى أن يكون كلامه مهذبا رقيقا محترما، وقال إن خالته أخت المرحومة والدته كانت تقول دائماً زكريا (بينكسف) زى بنت البنوت وهادئ ونادى يا بخت اللى هتتجوزه!

وقالت زوجة أبيه إن عروسته موجودة عندها قريبة ومحترمة مثله تماما، لكن زكريا قال لى إن قلبه ينبض بحب زميلة له فى كلية الإعلام، وبعد التخرج فاتح والده بشأن خطبتها فقامت الدنيا ولم تقعد وكأنه ارتكب جريمة نكراء أو مصيبة سوداء !!

***

واستطرد زكريا.. ودهشت لما جرى.. زوجة أبى تبكى وتقول لى يا جاحد يا خسارة تربيتى فيك !!قلت لها ليه يا ماما أنا عملت إيه علشان تقولى كده أنا بحبك زى بابا وأكثر شوية فيه إيه؟

قالت:

- عاوز تفضحنى يا زكريا وسط أهلى؟ أنا خطبت لك (نسمة) أختى، ونسمة زى القمر وخريجة آداب وأصغر منك بسنتين، وطبعاً إنت عارف عيلتنا والحمد لله مستورة والبنت متربية وأنا «حيشاها» لك عشان أضمن لك زوجة شريفة ومحترمة تعمر بيتك وتحفظ شرفك وتخلف لك الصبيان والبنات.

***

واستطرد زكريا.. وأسقط فى يدى! فعلاً نسمة بنت جميلة ومحترمة لكننى أشعر أنها أختى ولا تتحرك مشاعرى أو أحاسيسى نحوها مطلقا وكأنها بنت أبى وأمى لكنها فى الواقع عروس رائعة لأى شاب وتستاهل أحسن منى ألف مرة لا ينقصها شيء ولكن يا سيدتى القلب وما يريد ..أنا أحب زمليتى بالجامعة التى حدثتك عنها وهى تملك كل مشاعرى وتشاركنى فى كل شيء فى حياتى، وقد خفق لها قلبى ونحن فى السنة الثالثة بالكلية وهى إنسانة لطيفة وطيبة وأهم من هذا وذاك أحبها ولا أتصور لى زوجة غيرها، وأنا الآن لا أريد أن أكون جاحدا لزوجة أبى، ولا ناكر لجميلها فقد كانت تفضلنى على نفسها حتى اليوم ولا أريد أن أقلل قدرها أمام أسرتها الذين كانوا يعرفون أن نسمة أختها سوف تكون عروسي، علما بأننى كنت كلما قالوا ذلك أقول لهم يفعل الله ما يريد، فإذا كانت هى قسمتى فلن يكون غير ذلك، لكن ذلك كان قبل أن أقع فى حب زمليتى وأتعلق بها إلى حد العشق ..ماذا أفعل الآن؟

***

أقول للابن زكريا :لا تتعجل أمر زواجك الآن! أجل كل حديث فى هذا الموضوع حتى تثبت أقدامك فى عملك بالجريدة وتبنى مستقبلك، من عام من الآن اختبر شعورك نحو زميلتك، فإذا كان الحب والتمسك والتفاهم موجودا فلا مجاملة فى الزواج، وإذا لا سمح الله انتهت فرصة حبك فإننى أنصحك أن تتروى أيضاً وأن تحاول الاقتراب من أخت زوجة أبيك التى ربتك خير تربية، والتى تجد فيها بالنسبة لك الزوجة المريحة التى تأمنها الأم على ابنها التى ربته وتعبت معه وأثرته على نفسها دائما والله يوفقك ولكن لا تتسرع مطلقا فأنت ما زلت تحت التمرين.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 265 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,713

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز