كتبت : سكينة السادات
كتبت لك فى العديدين السابقين وفى هذه الصفحة حكاية وكانت الحكاية نقلا عن ،» الجارة الحسناء والعاشق العجوز « بعنوان زوجة الرجل العجوز الحاجة أم تامر، 61 سنة، التى قلت عن حكايتها مع زوجها الحاج رمضان، 71 سنة.
والتى ألخصها لك فى أنها بعد أن نجحت فى الحصول على شهادة الثانوية العامة كان بمجموع قليل جدا لأنها كما قالت )مش غاوية تعليم( وتفضل الزواج وإنجاب الأطفال، قالت إنه كان قد تقدم لها الكثير من طالبى الزواج فهى من بيت طيب ووالدها موظف مرموق، وقالت إنها رضيت بشاب متحمس له والدها لأنه ابن لأحد الأصدقاء المقربين له وخلال الخطبة لم تجد فيه عيبا سوى أن )عينيه زايغة( ويهتم اهتماما شديدا بالجنس الآخر، وعندما سألته عن ذلك الأمر أنكر وقال إنه سوف يكون عند حسن الظن بعد الزواج، وقالت الحاجة أم تامر إنهما تزوجا وعاشا حياة هادئة لم يعكرها سوى شغفه بالنساء، وفى كل مرة كانت تواجهه أو تضبطه كما قالت كان يعتذر وينكر أنه ارتكب ما يغضب الله سبحانه وتعالى، ومرت السنوات الطوال وتزوج الأبناء والبنات ثم أديا فريضة الحج هى وزوجها بعد أن خرج الحاج رمضان على المعاش وانتقلا إلى شقة جديدة بعد أن تزوج أحد الأبناء فى الشقة القديمة ولأنها كبيرة بعد إنجابه ثلاثة أولاد وقريبة من عمله، وسارت الحياة طبيعية حتى لاحظت الحاجة أم تامر أن زوجها الحاج رمضان يولى اهتماما شديدا بإحدى الجارات المطلقات فى أحد الأدوار السفلية من العمارة التى يسكنوها، وأنه يجعل من شقتها محطة للراحة فى صعوده وهبوطه، وتلك الجارة الحسناء فى الأربعينات من العمر ولها ولد وبنت فى سن المراهقة وهى موظفة فى إحدى الشركات، وتساءلت الحاجة أم تامر لماذا تقبل الجارة الحسناء زوجها وهو بلا حياة ولا شباب ولا مال ومعاشه لا يكاد يكفى مصاريف بيته إذ يساعد أبناءه فى مصاريف الشهر، وقالت إنه يكبر الجاره الحسناء بأكثر من ثلاثين سنة، وطلبت منى أن أحادثه وأن أفهم ما يحول برأسه، وأن أحادث السيدة إسراء الجارة الحسناء، وعندما حادثته قال لى بكل جرأة إنه لم ولن يرتكب شيئاً يغضب الله سبحانه وتعالى وأنه ينوى أن يتزوج منها إذا وافقت على الارتباط به، وأن الدين والشرع يبيحان له الزواج على سنة الله ورسوله، وأن شيئاً لن ينقص على زوجته أم أولاده الحاجة أم تامر، ثم كان علي أن أتحدث للسيدة إسراء الجارة الحسناء كما طلبت منى أم تامر فقالت إسراء كلاما عجيباً.
***
لاحقتنى الحاجة أم تامر تليفونيا تسألنى لماذا لم أكلم الجارة الحسناء التى تريد أن تخطف زوجها بعد ثلاثة وثلاثين سنة من عمر زواجها! صارحتها بأننى أشعر بالحرج وربما لا تقبل أن يتدخل أحد فى شئونها الخاصة، فقالت لى إنها سيدة محترمة وسمعتها طيبة وأنها لن تغضب منى لأنها تقرأ لى كثيرا كما قالت لها، فتشجعت وأدرت الرقم الذى أعطته لى الحاجة أم تامر وكان هذا الحديث مع إسراء!
***
قالت السيدة إسراء بعد التحية إنها تقرأ صفحتى فى حواء دائما، قلت لها: آسفة.. ربما تغضبين عما سوف أحدثك بشأنه فقالت بالعكس أريد أن أتحدث معك وأعرف أن الموضوع خاص بالحاج رمضان والحاجة أم تامر فهل تعطنى الفرصة لكى أشرح لك الأمر بالضبط؟ وأخذت وبدأت إسراء كلامها معى بأن قالت إنها نشأت يتيمة الأب، فقد مات والدها وهى فى العاشرة من عمرها وتولت أمها تربيتها هى وأخيها الذى يصغرها بستة أعوام، وكانت تفتقد والدها بشدة وتحسد البنات اللائى لهن آباء. والأسبوع القادم أكمل لك باقى الحكاية!
ساحة النقاش