كتبت : سكينة السادات
يا بنت بلدي ما هى الحدود التى يتعين أن يتدخل فيها الأهل فى حياة أبنائهم وأحفادهم؟ هل يتدخلون بالنصيحة فقط؟ أم إنه فى بعض الأحيان يجب أن يجبروا الأبناء على سماع كلامهم وتنفيذ ما يطلبونه منهم؟ لا شك أن الآباء والأمهات يريدون لأولادهم أحسن وأفضل ما فى الحياة، إسلام (١٨سنة) جاء يشكو مر الشكوى من والده ولكن ماذا عن مزاج الأولاد أنفسهم؟ ورأيهم فيما يفرضه آباؤهم وأمهاتهم؟ إن الابن الشاب إسلام تدخل والده فى كل شىء فى حياته! قال إنه يحاصرنى ويكاد يزهق أنفاسى فماذا أفعل وإليك الحكاية:
***
إسلام وهو ابن إحدى قريباتى وهو طالب بالثانوية العامة قال: أعرف ما سوف تقولينه لى من وجوب طاعة الابن لوالدين وأقسم أننى ابن مطيع محب لوالديه أعرف أنهما يفضلانى على حياتهما ويبذلان معى أقصى جهد لكى أنجح فى دراستى لكى أكون ابناً مشرفاً للأسرة.
واستطرد إسلام.. تعرفين أننى الابن الذكر الوحيد لأسرتى وقد سبقتنى إلى الحياة أختان لطيفتان ثم كنت أنا الابن الثالث للأسرة والولد الوحيد الذى جاء بعد بنتين، وقالت أمى إنها كانت فرحة غامرة للأسرة وكنت موضع اهتمام واحتفاء للجميع بما فيهما أختاى الكبيرتان فهما تدللانى وكأننى طفلهما الصغير، وعن أسرتى فأنت تعرفين أن والدى أطال الله عمره يعمل موظفاً كبيراً، كان مديرا عاما فى إحدى الشركات المعروفة، وأمى وهى قريبتك تعمل محاسبة فى أحد البنوك الوطنية، وشقيقتاى اللتان يكبرانى بسنوات بسيطة لا تزالان تدرسان فى الجامعة فى السنوات النهائية وبيتنا مستور والحمد لله وحالتنا المالية مستقرة ونعيش مثل كل الأسرة متوسطة فى هدوء واستقرار إلا فى بعض حالات الطوارئ التى تصادف كل أسرة! باختصار نحن أسرة سعيدة مستورة إلا ما سوف أحكيه لك عن نفسى أنا شخصياً لكن أختاى والحمد لله فإننى أعتقد أنهما لا تشكوان من أى شىء.. هكذا أعتقد!
***
واستطرد الابن إسلام .. والدى إنسان مثقف تخرج فى كلية العلوم والتحق بالشركة التى ما زال يعمل بها حتى وصل إلى درجة المدير العام وله احترامه وكلمته المسموعة فى الأسرة وخارجها وأنا أحبه جدا يا سيدتى وأحترمه وأثق فى حسن تفكيره إلا فيما يختص فى تدخلاته فى حياتى أنا شخصياً، وقبل أن تثورى فى وجهى وتعتبرينى ولدا قليل الحياء لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب أريد (أن أمشى على كيفى) كما يقولون، أقسم لك أننى أعرف أن أبى يريدنى شاباً مثالياً فى كل شىء لكن الكمال لله وحده يا سيدتى، وليس معنى كلامى هذا أننى أريد أن أغضب أبى وأن أعصاه ولكننى أريد شيئاًَ من حريتى الشخصية المكفولة لكل إنسان على وجه الأرض، أريد أن آكل ما أشاء وقتما أشاء لا أن أكل ما يراه أبى مفيداً ومغذياً والذى قد أكون لا أشتهيه، أريد أن ألبس ما أحب، أن أبدو به أمام زملائى والذى يشعرني أنا شخصياً أننى مبسوط ومرتاح وأنا ألبسه وليس ما يراه أبى محترماً ومدفئاً ويستاهل الفلوس المدفوعة فيه، أريد أن أخرج بحريتى مع صديقتى وجارتى التى أعرفها منذ أن كنا سوياً فى حضانة الأطفال وأن آخذ كفايتى من «الخروجة» وأعود حينما أريد أن أعود لا أن يحدد لى موعد خروج وموعد عودة فأنا لست طفلاً صغيراً كى أتوه، وأرجو أن يتسع صدرك لكى أحكى لك بالتفصيل بعض الوقائع التى تؤلمنى وتؤذى مشاعرى.
الأسبوع المقبل أكمل لك الحكاية!
ساحة النقاش