كتبت: شيماء أبو النصر

التعليم هو أحد الأعمدة القوية التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة التى تهدف إلى بناء الإنسان وتزويده بكافة وسائل التعلم الحديثة ومنها التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم الموجهة إلى جميع المراحل التعليمية بدءا من رياض الأطفال وحتى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية كما تشمل ذوى الاحتياجات الخاصة والتعليم المجتمعى لتوفر تدريبا للطلاب على مخرجات التعلم من خلال فيديوهات تعليمية ونماذج استرشادية للامتحانات بالإضافة إلى تمارين مكثفة على كل وحدة في المقرر.

حول أهمية المنصات التعليمة فى تطوير المنظومة التعليمية ومواجهة الدروس الخصوصية، وكيفية استفادة الطلاب منها لتحقيق التفوق والنجاح التقت "حواء" مجموعة من خبراء التعليم فكانت هذه السطور.

تتيح وزارة التربية والتعليم منصة البث المباشر لتحقيق التواصل المباشر بين المعلمين ذوى الخبرة والطلاب فى شكل لقاءات مباشرة يتم إعلانها على المنصة طبقا للجداول المتاحة وتهدف إلى تحقيق التواصل الفعال والبديل للحصص المدرسية عبر شبكة الانترنت والتعليم عن بعد، أما منصة حصص مصر فتقدم خدمة المناهج التعليمية والتدريبات والاختبارات للمرحلة الإعدادية والثانوية العامة، ومنصة التعليم الفنى وتقدم خدماتها التعليمية للمدارس الفنية، ومنصة تعلم معنا وتقدم الدروس التعليمية من خلال البث المباشر بين الطلاب والمعلمين فى إطار كل محافظة، بالإضافة إلى القنوات التعليمية "مدرستنا" والموجهة لجميع المراحل التعليمية، ومنصة نجوى التفاعلية والتى تقدم خدمة الفصول الافتراضي. 

وعن أهمية المنصات التعليمية التى أطلقتها وزارة التربية والتعليم كأحد أدوات تطوير التعليم يقول د. تامر شوقى، الخبير التربوى: مع التطور المستمر في التكنولوجيا اتجهت الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم إلى الاستفادة من تلك التطورات التكنولوجية في مجال التعليم، ومن أمثلة تلك المنصات حصص مصر، وإدارة التعلم، وذاكر، وبوابة التعليم الفنى، وبوابة التعليم الإلكتروني، وقنوات مدرستنا، والتعليم الإلكتروني لذوى الاحتياجات الخاصة وغيرها من المنصات المتاحة من خلال بنك المعرفة المصرى، وتحتل تلك المنصات أهمية كبيرة حيث تتماشى مع روح العصر والذي يتجه فيه الأطفال والشباب إلى التكنولوجيا المقدمة من خلال أجهزة اللاب والتاب والموبايل، كما تغطى تلك المنصات جميع الصفوف الدراسية والمقررات، وتتيح شرح الدروس بطريقة تفاعلية يتحكم فيها الطالب فيما يحتاج إليه في كل درس سواء شرح أو أنشطة أو تدريبات أو حتى الاطلاع على أهداف كل درس، بالإضافة إلى أنها تتيح للطالب الفرصة في أى وقت خلال اليوم  للدخول إليها والاستماع إلى الدرس الذي يحتاج إليه، وتكرار عرض الدروس الصعبة عليه حتى يتقنها.

ويضيف: يتحدد مدى إمكانية استفادة الطلاب من المنصات التعليمية وفقا لعدة اعتبارات تتضمن المرحلة العمرية أو الدراسية، فطلاب الصفوف الثانوية أكثر قدرة على الاستفادة منها مقارنة بطلاب الإعدادية، وطلاب الإعدادية أكثر قدرة على الاستفادة منها من طلاب الابتدائية، أيضا  تتضمن الاعتبارات الأخرى؛ مدى توافر الأجهزة التكنولوجية اللازمة لتشغيل تلك المنصات لدى الطالب، وكفاءة شبكات الانترنت في أماكن سكن الطالب الذى يجب عليه تحديد المنصة التى يرغب فى متابعتها وإدارة وقته عبرها وتجنب التلقي السلبي للمعلومات من المنصات.

أهم الأهداف  

عن أهداف المنصات التعليمية يقول د. شوقى: من أهم أهداف المنصات التعليمية ترسيخ مبدأ التعلم عن بعد أو التعلم الذاتي التى تقوم عليها التوجهات الحديثة في التعليم وهو ما يعرف بالتعلم النشط، فمع تعود الطالب على تلك المنصات سيقل اعتماده على المعلم ويكتسب القدرة على توجيه نفسه في التعلم وتحديد ما يحتاج وما لا يحتاج إلى تعلمه، والتعرف على نواحي قوته وضعفه في تحصيل الدروس المختلفة، وما يحتاج إلى إعادة تعلمه وهي كلها مبادئ مهمة في التعلم تؤهل الطالب إلى التعلم مدى الحياة والاطلاع على كل ما هو جديد، وهي أحد المهارات الضرورية للمتعلم في العصر الحديث، ومن إيجابيات المنصات التعليمية تخصيصها منصة لذوى الاحتياجات الخاصة تناسب مختلف الإعاقات سواء البصرية أو السمعية.

أما عن مدى تقبل الطالب والمعلم وأولياء الأمور للتعامل مع هذه المنصات والتعليم عن بعد فيؤكد الخبير التربوى على أنه غالبا ما يرجع سبب مقاومة بعض الطلاب وأولياء الأمور المنصات إلى كونها تتطلب توافر وسائل التكنولوجيا المتقدمة، والاشتراك في الانترنت، فضلا عن تفضيلهم الدروس الخصوصية والمباشرة، أما مقاومة بعض المعلمين غالبا ما ترجع إلى أنها تجعل الطلاب يهجرون الدروس الخصوصية مما يؤثر عليهم ماديا. 

ولفت شوقى إلى أن هذه المنصات تحتاج إلى الترويج والتوعية واستضافة بعض المعلمين المشهورين بها وتوفير اشتراكات مخفضة في الانترنت لها وهو ما يتم تطبيقه حاليا بمنح فرص التصفح  المجاني للمنصات التعليمية.

مزايا المنصات

من جانبها تؤكد د. منى طمان، محاضر واستشارى دولى فى تكنولوجيا التعليم وتطبيقاته وعضو المجلس القومى للمرأة أن المنصات التعليمية من الأدوات المهمة جدا فى مجال التعليم عن بعد وتحقيق فكرة التعلم الذاتي، كما أنها ترسخ فكرة اعتماد الطالب على نفسه وتقلل من الاعتماد على مراكز الدروس الخصوصية حيث توفر الوقت والأموال التى تنفق من ميزانية الأسرة عليها، لافتة إلى أن جهود الدولة واضحة جدا فى هذا المجال والتى تحقق استراتيجية التعليم الحديثة.

وتقول طومان: تتمتع المنصات بالكثير من المزايا وتقلل الكثير من المشكلات التقليدية لمراكز الدروس الخصوصية ومنها الازدحام، كما توفر الوقت والمال والمجهود وتمكن الطالب من متابعتها وفقا لظروفه الخاصة، وبالنسبة للمعلم فمن المهم أن يكون على دراية كافية بأنماط التعلم المختلفة، فهناك طالب نمط تعلمه بصرى وآخر سمعى والبعض حركى، لذلك يجب فى إعداد المواد التعليمية وتقديمها بواسطة المعلمين أن تحتوى على كافة أنماط التعلم، ومنها النشط والتفاعلى، حيث تتوفر بهذه المنصات إمكانية تدعيم المادة التعليمية بالفيديوهات والتجارب الحية والصور والأدوات التعليمية الإلكترونية الحديثة التى يجب أن يكون المعلم على دراية بها وكيفية توظيفها جيدا، أما وبالنسبة لأولياء الأمور فهذه المنصات مفيدة جدا حيث تتيحها وزارة التربية والتعليم دون مقابل مادى ما يجعلها تخفف عن كاهل أولياء الأمور مصاريف الدروس الخصوصية، وبالفعل فقد أثبتت هذه المنصات أنها تقلل بشكل كبير من الاعتماد على مراكز الدروس الخصوصية

المصدر: كتبت: شيماء ابوالنصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 339 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,787,877

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز