إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا مي كانت تتحدث مع جدتها عن الحالة النفسية السيئة التي تمر بها في العمل نتيجة للعديد من الضغوط الخاصة بطبيعة العمل وأخرى ناتجة عن مضايقات بعض الزملاء ما جعلها تقرر أن تأخذ إجازة لمدة أسبوع.

أيدت الجدة قرارها ودعتها للسفر معها إلى إحدى المدن السياحية التي تزدهر في الشتاء، لكن كان لها شرط وحيد وهو ألا تستخدم شبكة الإنترنت طوال أيام السفر وحتى لا ترجع في اتفاقها معها احضرتك الجدة جهازين لهاتف من الطراز القديم والذي لا ينتمي للهواتف الذكية.

وعندما سألتها مي عن السبب في البعد عن النت وخاصة أن في ذلك بعد عن العالم وكل ما يحدث فيه.

أجابتها الجدة بأن هذا ما تريده بالضبط، فالهدف الرئيسي من أي رحلة هو الاسترخاء التام أن يأخذ الفرد هدنة من كل ما يحيط به من ضغوط ومشكلات شخصية أو عملية.

ففي رحلة الحياة نجد أنفسنا دائما في دوامة من التوتر الناتج عن العمل وما به من صراعات، والأزمات التي يتعرض لها الفرض سواء نتيجة لأفعال خاطئة قام هو بها أو فعلها غيره لكن كان لها تأثير كبير عليه وهذا يجعلنا دائما فريسة للضغوط المتزايدة، وحتى نستطيع مواصلة الرحلة علينا أن نأخذ هدنة بسيطة نستريح خلالها من كل شحنات التوتر لنعود بنشاط لنستأنف رحلة الحياة، لكن في حالة وجود النت سندخل دوامة مواقع التواصل الاجتماعي ونقرأ كل ما يكتب على مجموعات العمل وما يكتبه الأصدقاء والزملاء لنجد أنفسنا في النهاية نعيش كل المشاكل التي نحاول الابتعاد عنها، لذلك علينا أن نفصل تماما بعيدا عن مشاكل الواقع الحقيقي والافتراضي ونعيش في هدوء.