هدى إسماعيل
شهدت صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية بمحافظات المرحلة الأولى إقبالا كبيرا من النساء اللاتي تحدين المسئوليات وعوائق المسافة، ليؤكدن مجددا أن المرأة هي الفاعل الأهم والأكثر تواجدا في المشهد الوطني، هذا الحضور الكثيف ليس مجرد ممارسة لحق دستوري، بل هو تعبير عن قوة النصف الفاعل من المجتمع، الذي يرى في عملية التصويت أداة مباشرة لصناعة المستقبل والدفاع عن مصالح الأسرة والوطن.
من أمام إحدى لجان محافظة الجيزة التقينا الحاجة سيدة، 65 عاما والتي قالت: جئت أصنع مستقبل أحفادي فعمري 65 سنة لذا فأنا أهتم ببناء مستقبل أبنائي وأحفادي وبالتالي لا يمكن أن أجلس في البيت وأترك واجبي تجاه بلدي، فصوتي أمانة للي شايفاه هيخدم البلد فعلا، الانتخابات دي مش لعبة دي بناء بلدنا للأجيال اللي جابة .
أما حنان، في منتصف العمر (ربة منزل من الأسكندرية فتقول: نزلت النهاردة انتخب لأنني متأكدة أن صوتي يفرق، اخترت اللي هيمثلني وهيتكلم عن طموحاتي الحياة أفضل لأبنائي خاصة في التعليم والصحة، فصحيح أن الدولة تحسن أوضاعنا يوما بعد اليوم ولكن أحيانا ما تطراً بعض المشكلات البسيطة التي تحتاج إلى علاج ومن هنا تأتى أهمية مشاركتنا، فقد نزلنا عشان نقول إن المرأة هي اللي بتشجع الأسرة كلها تنزل لو الأم نزلت الكل بينزل وراها، أنا جاية أختار الأفضل لأولادي.
أما الحاجة وفاء فقد اتفقت مع جيرانها على الذهاب إلى لجنة الانتخابات كما فعلن بانتخابات الشيوخ، وتقول: في انتخابات الشيوخ جمعت جيراني وذهبنا إلى اللجان مع بعض، واليوم جمعت جيراني، وأبنائنا فلازم نتعود نشارك ونقول رأينا ده حقنا لازم ننزل نختار الشخص اللي لما نحتاجه نلاقيه، وفي نفس الوقت تقدم لأبنائنا نموذجا وقدوة في المشاركة الإيجابية، ونعودهم على المشاركة. ومن ربات المنازل وكبار السن إلى فتيات الجامعة لم يختلف الدافع الوطنى رغم اختلاف الفئة العمرية والاهتمامات فنهال أحمد طالبة جامعية حرصت على المشاركة خاصة وأنها لأول مرة تدلى بصوتها في الانتخابات، وتقول: أخيرا لينا صوت مسموع، أنا وصديقاتي قررنا نخوض تجربة التصويت لأول مرة زمان كنا بنقول مش فارقة، لكن دلوقتي حسينا إن التصويت واجب وطني وأمل في بكره لازم نختار ناس بتمثل رؤيتنا كشباب خصوصا في إتاحة فرص العمل للشباب وإمكانية فرص التدريب وإقامة المشروعات الصغيرة.
أما سارة، طالبة جامعية فتقول: هذه أول مرة لي في الانتخابات، وأشعر بالحماس الشديد، نريد برلمانا يمثلنا كشباب ويتبنى قضايا المستقبل، مثل الرقمنة ودعم مشروعات الشباب، فلو أن كل شابة نزلت هيكون لنا تأثير ضخم على النتيجة النهائية.
وتقول فاطمة مدرسة بالمرحلة الابتدائية: جنت إلى هنا ليس فقط الأمارس حقى، بل لأؤكد أن المرأة المصرية هي صانعة القرار الأول في بيتها ومجتمعها، اخترت نائباً أثق في قدرته على تحسين الخدمات المحلية الأولادي كما يتم حاليا من خلال مبادرة حياة كريمة كما أتمنى أن المشروعات الكبيرة التنموية التي تبينها الدولة من أجل المستقبل يكون لهم مكان فيها ، وهذا سيتحقق من خلال دعم الدولة كما يتم هذا حاليا وأيضا من خلال
مشاركتنا وتواجدنا اليوم. وتقول المهندسة نادية : أنا هنا لأني أؤمن بأن المرأة الواعية هي قوة دافعة للتغيير نحو الأفضل ولدعم وطنها لذا فصوتي موجه لدعم المرشحات الكفء. المشاركة السياسية للمرأة
تعلق ريهام أحمد عبد الرحمن، استشاري نفسي وتربوي على مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية قائلة: تعد مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية سواء كان ذلك بالترشح أو المشاركة فى التصويت دليل واضحا على تطور المجتمع وإدراكه لأهمية الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع من أجل تحقيق التنمية المستدامة لضمان حياة كريمة لأبنائها في المستقبل، فالمشاركة السياسية تساعد على تطور الفكر القيادي لدى المرأة وتجعلها عضوا فاعلا في المجتمع، كما تساهم في تطوير شخصيتها ويجعلها امرأة قادرة على البناء والتنمية حريصة على مستقبل وطنها .
وتضيف: المشاركة الانتخابية والتصويت ليس دور المرأة فقط بل عليها زرع المشاركة السياسية لدى الأبناء بعدة خطوات
تدريب الأبناء على المشاركة وتحمل المسئولية منذ الصغر بدءا من الأعمال المنزلية البسيطة مرورا بضرورة المشاركة في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بالأسرة.
- غرس حب الوطن والانتماء داخل الطفل منذ الصغر وذلك من خلال الكلام الإيجابي عن الوطن وعن أهمية المشاركة السياسية وتأثيرها في نهضة الوطن وضمان حمايته ..
- مساعدة الطفل على التفاعل الاجتماعي مع المحيطين به داخل الأسرة أو المدرسة، فالطفل الاجتماعي يتفاعل بسهولة مع الآخرين وبالتالي يستطيع التعبير عن مشاعره واحتياجاته.
- تعريف الطفل بحقوقه وواجباته تجاه أسرته واحترام مساحته الخاصة وأسراره حتى يشعر بالأمان ويستطيع تعلم كيفية الأخذ والعطاء.
لابد أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم في المشاركة السياسية مع شرح هذه المفاهيم والمصطلحات للطفل. الأم هي القدوة تقول د. نادية جمال الدين استشاري علاقات أسرية القدوة شئ مهم فى حياة الأجيال القادمة، ويجب أن تبدأ من المنزل متمثلة في الوالدين، والمشاركة السياسية من الأمور المهمة التي يجب يتعلمها الأبناء منذ الصغر، وتأتي الأم في المقدمة فهي المسئولة عن زرع كل شيء إيجابي في نفوس الأبناء، فهي لها دور في عدم الاقتناع أو مشاركة الشائعات أو أي شيء سلبي يضر بمصلحة الوطن فالترابط الاجتماعي والاتفاق على تغيير المجتمع هو هدف أسمى من أجل الوطن، والأم والأب هما القدوة لأبنائهما. وتتابع: يجب من وقت لآخر إقناع الأبناء بأن المشاركة واجب على كل مصري محب لبلده، ومنذ الصغر يجب تعليمهم التعبير عن آرائهم بحرية واحترام، وأن الوطن هو الحب الأهم في الحياة، لذا فالمرأة هي أساس نجاحالعمليات الانتخابية بجانب الرجل وبدعمه، هي من تزرع في الأبناء الانتماء والوطنية حتى يصبحوا شبابا واعيين مهمومين بالوطن وتطوره



ساحة النقاش