الكلام فى الممنوع

كتبت / ايمان عبد الرحمن

ربما يخجل البعض من الكلام في بعض الموضوعات ، ولكن الضرورة تحتم علينا مناقشتها لأننا لا يمكننا تجاهلها، ولأن القضية المطروحة ملحة وتهم أفراد الأسرة وهي «الثقافة الجنسية أو ما يطلق عليها أحيانا (الصحة الإنجابية) ما بين الحق والتعتيم، أهميتها حتي تدرس في المناهج الدراسية وما هي العوائق التي تحول دون ذلك، وماهو التساؤل الذي تم مناقشته في الدائرة المستديرة التي نظمتها مؤسسة المرأة الجديدة ومؤسسة قضايا المرأة المصرية وذلك ضمن فاعليات «حملة يوم واحد واتصال واحد» وهي حملة دولية أطلقها تحالف «الحقوق الجنسية والجسدية في المجتمعات الإسلامية» والتي تشارك فيها مصر بجانب 11 دولة إسلامية أخرى 

هل الأمر ملح؟

فى الوقت الذى تسعى فيه المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدنى فى مناقشة أهمية الموضوع وضرورة تطبيقه ، طالعنا خبر على أحد المواقع الإلكترونية لإحدى الصحف المستقلة بأن وزارة التربية والتعليم تنوى شطب درس الجهاز التناسلى من كتاب العلوم للصف الثالث الإعدادى ، فى نفس الوقت الذى لم تنف أو تعقب فيه وزارة التربية والتعليم ، لذلك فإن القضية جدلية والنقاش محتوم وما بين مؤيد ومعارض كان على حواء أن تكسر حاجز الصمت وتناقش الموضوع بكل حيادية.

الصحة الإنجابية

داليا عبد الحميد من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تقول : مصر ملتزمة دوليا بتوفير تثقيف جنسى للشباب والذى يعنى أن نشرح للشباب أعضاء الجسم وأدوار النوع الاجتماعى ، وأضرار الممارسات الخاطئة قبل الزواج - والحمل غير المرغوب فيه وما يتبعها من عمليات إجهاض وماهية الأمراض المنقولة جنسيا.

وتضيف أنه لا يوجد ما يسمى بحق التربية الجنسية ولكنه حق متضمن فى اتفاقية حقوق الانسان ومصر موقعة عليها مثل الحق فى التعليم ، الحق فى التمتع بالصحة ، الحق فى الخصوصية ، الحق فى عدم التمييز ، الحق فى الحماية ، وتضمنت هذه الحقوق . فى اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية السيد او (منع التمييز ضد المرأة) والتى بها توصية لتوفير التربية الجنسية للشباب بجانب أن التشريع يحمى الأمومة والطفولة ويحتم توفير الخدمات الصحية لهم.

لذلك لجأت بعض المنظمات لتبنى مبادرات خطوط ساخنة ترد على تساؤلات الشباب أو عقد ندوات ومحاضرات ولكن تواجههم الكثير من التحديات.

ويقول د. ممدوح وهبة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لصحة الأسرة ومستشار أمراض النساء والصحة الإنجابية وعضو الكلية الملكية البريطانية للصحة الإنجابية أنه يعمل فى مجال تثقيف الشباب فى الجامعة والمدارس منذ 11 سنة ، لذلك فهو يعترض على مقولة أننا نتخفى وراء كلمة «الصحة الإنجابية» لأننا بالفعل نتحدث عن صحة إنجابية وصحة الشباب عنصر من عناصرها وكل مجتمع له خصائصه ولن نستطيع استخدام لفظ «الثقافة الجنسية» صراحة سواء أفراد أو مؤسسات لأنه فى حال استخدامها سيغلق الجميع آذانه ويعلل على ذلك بأنه فى عام 1999 قال له وزير الصحة آنذاك د/ اسماعيل سلام عندما حدثه من رغبته فى تقديم برامج توعية عن هذا الموضوع «أنت تريد أن تدخل عش الدبابير» أما د/ حسين كامل بهاء الدين قال له «إبعد عن تلاميذى» عندما أراد أن يوجه حملته لتلاميذ المدارس أما الآن فنحن نتحدث وبكل صراحة وعقدنا 503 ندوة فى الجامعات ولم يرفضها أى أحد ونتحدث بكل وضوح وقدمنا مشروع لـ 24 محافظة يتمثل فى ندوات تعقد فى المدارس عن الجهاز التناسلى.

برنامجا

وترى عزة سليمان رئيسة مؤسسة قضايا المرأة أن الدولة لا تضع برنامجاً واضحاً لمناقشة الأمور والقضايا التى تهم مشاكل المواطنين على أجندته ولابد أن نتحرر أولاً من موروثاتنا البالية التى ورثناها ولابد من أن نتخلص من الإذدواجية التى نعانى منها ونناقش مشكلاتنا بحرية.

التربية الجنسية

وترد د. صفاء الباز ممثلة المجلس القومى للمرأة لجنة الصحة على كلام أ. عزة فتقول أن للمجلس استراتيجية قومية للصحة والتعليم أفردت فى نقاط حول الصحة الإنجابية والصحة النفسية المسئول عن الرد على اتفاقية مكافحة أشكال التمييز ضد المرأة ، وتضيف أن الحكومة لم تهمل التربية الجنسية ولكنها تتناول قضية الحقوق الإنجابية ككل وتتضمن التربية الجنسية ونعمل جاهدين والحمد لله حصلنا منذ عدة سنوات على قانون لتجريم ختان الإناث يونيو 2008 ونفس القانون لتعديل سن الزواج إلى 18 سنة.

التوصيات

وعن التوصيات التى انتهت إليها الحلقة النقاشية وتضمنت ضرورة إيجاد آليات محققة للتوصل إلى التوعية الشاملة لأفراد الأسرة والاقارب وكيفية التعامل مع استفسارات وردود أفعال ما يواجهونه من الانحرافات المنتشرة فى الشارع والمدرسة ووسائل الإعلام المتنوعة والانترنت وإعداد وتأهيل كفاءات من الراشدين لتحمل مسئولية نقل المفاهيم الصحيحة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية لصالح أفراد المجتمع بدءاً من التلاميذ فى المدارس وطلاب الجامعات والمنتمين لمراكز الشباب والنوادى ، وفهم واضح للموضوعات المتعلقة بالتطورات الفسيولوجية والسيكولوجية واحتياجات وعى أفراد المجتمع على مختلف المراحل العمرية من اليوم الأول حتى 21 سنة

 

 

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان عبد الرحمن

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,461,765

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز