صاحبة جوزي !

كتبت :أميرة اسماعيل

 مشكلة تؤرق معظم الأسر المصرية، وتهدد استقرارها، وإفساد حامضها النووي وهى فتور العلاقة بين الزوجين «الذي قد يدفع بالزوج إلي البحث عن امرأة أخري تعطيه من الاهتمام ما لم يجده عند زوجته.

 تساؤلات كثيرة يطرحها المجتمع حول هذه المشكلة، هل يعود السبب إلي الزوج أم الزوجة؟ وماذا يريد كل طرف من الآخر حتي يتجنبا تداعيات هذه الأزمة؟

 «حواء» تعرضت للمشكلة بحثا عن أسبابها ومحاولة إيجاد حلول لها..>>

 وعن أسباب لجوء الرجل إلى البحث عن امرأة غير زوجته تقول د. سوسن فايد - أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - إن لدينا أطراف ثلاثة (الزوج، الزوجة والمرأة الأخرى) ففى البداية يختار الرجل زوجته وفقاً لمعايير معينة، وتتسم العلاقة فى بدايتها بالعاطفة الشديدة والاهتمام المتبادل من الطرفين وتدريجياً تصاب العلاقة بالفتور نتيجة ثقة الزوجة بأنها حققت الاستقرار الذى ترغب فيه وتناسب القرب الفكرى والعقلى ومع تعدد الأدوار والضغوط المادية والحياتية خاصة إذا كانت زوجة وأم وتعمل فى نفس الوقت يشعر الزوج بالوحدة ولديه إشباعات يرغب فى تحقيقها والوصول إليها وتزداد فكرة ظهور المرأة الأخرى فى حياة الرجل فى مرحلة منتصف العمر أى ما بين (40 - 50 عاماً) هنا تقل اهتمامات الزوجة بالزوج، ويبحث عمن تعوضه إحساسه بالشباب والحيوية وهنا ننتقل للفتاة أو المرأة الأخرى والتى - وفقا للجميع الآن - لا ترفض الارتباط برجل متزوج فأصبح هدفها هو اللحاق بقطار الزواج وتحقيق حلم الأمومة خاصة لو تمتع هذا الشخص بإمكانيات مادية ومكانة اجتماعية ووظيفة مرموقة فما المانع إذن..

 وهناك العديد من الفتيات تقبلن أن يكن زوجة ثانية خاصة إذا امتلك الإمكانيات المادية.

 وتؤكد الناقدة ماجدة خير الله، أن الأنسان سواء رجل أو امرأة دائم البحث عن الشىء الذى يريحه ودائما الزوجة على اعتقاد أن الزوج فى حياتها أمر واقع وليس بحاجة لبذل جهدا لاستيعابه والحفاظ عليه.

 وتضيف الناقدة خير الله: إن الرجل والمرأة على حد سواء ليست لديهما ثقافة التعامل مع الآخر والبساطة لا تلغى الاحترام، وقد تهرب المرأة أحيانا - فى خيالها - بحثاً عن الرجل المثالى ولكن الرجل لديه نطاق أوسع فيجد زميلته أو صديقته وبالتالى يستطيع إيجاد الطرف الآخر سواء فى الواقع أو الخيال ومع تقدم العمر يحتاج الزوج - الأب - تحديداً - للتقدير والاعجاب لان ذلك يسعده نفسياً وإن حدث العكس كانت هناك فرصة لدخول أخرى.

 النشأة الاجتماعية


 ويرى د. عادل المدنى، - أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر - أن أى رجل ينشأ بين مجموعة من السيدات (أمه - أخته - العمة أو الخالة..!) وبالتالى يتمنى أن يرتبط بفتاة تشبه أمه أو تصرفات عمته، وعندما يصادف من تشترك فى نفس المواصفات يكون لديه امرأة أخرى فى خياله وهى أمه أو عمته.

 إلا أن الزوجة قد تختلف شخصيتها عن أمه أو عمته عندها تتكشّف العلاقات لأن كل منهما اصطدم بشخصية غير التى حلم بها.

 وقد يفاجأ الزوج بأن زوجته شبيهة بأمه ولكنه يرغب فى شخصية مستقلة، وهنا يبحث الرجل عن المرأة الأخرى.

 كما أن الرجل اعتاد أن يكون رقم واحد سواء كان أبا أو اخاً فإذا ما أهملت الزوجة هذا الاحساس اضطر الزوج إلى البحث عن أخرى تعطيه ما أهملته الأولى.

 احتياجات الزوج

 ويضيف د. عادل: احتياجات الرجل إذا كان كبير فى السن فهو بحاجة لفتاة صغيرة لتدليله وإعطاءه شعور الشباب ولو كان بحاجة لصديقة أو عقلية قريبة منه فإنه غالباً يختار من لديها الخبرة الحياتية.

 وقد يعيش الرجل حياة مزدوجة فيبقى على زوجته الأولى وأسرته ويتزوج التمس فيها الصفات التى يتمناها وقد لا يحدث هذا ويقتصر وجود الفكرة فى العقل ويشير د. عادل إلى ضرورة أن يدعم الازواج قوى الجذب بينهما من خلال علاقة زوجية صحية وحوار هادىء.

 ويضيف د. شحاته زيان - الخبير بالمركز القومى للبحوث -: عادة ما توصف العلاقة التى تجمع رجل وامرأة بمسميات خاطئة كانت تطلق عليها نظراً لغياب ثقافة الصداقة فى المجتمع.

 وتأتى نظرة المجتمع للرجل والتى أعطته كامل الحرية فى علاقاته وأدواره المختلفة دون خلق ضوابط لها ولكن الرجل الطبيعى يستطيع أن يعيش كل مراحل الحب طوال سنوات عمره وذلك مع زوجته وليست هناك نسبة توافق بين أى زوجين بنسبة 100 فى المائة ولكن الزوجة هى من تخلق التوافق دائما هى قادرة على تسيير أمورها ولكن ليس بتقديم التنازلات ولكن بالحب والتفاهم.

 ويتفق كل من د. شحاته زيان ود. سوسن فايد، أن إدراك كلا الزوجين لطبيعة كل مرحلة عمرية سيجعلهما دائما فى وفاق وخلق نقاط مشتركة تزيد من العلاقة وإعطاء كل طرف ما يحتاجه من الآخر فستختفى المرأة الأخرى - حتى وإن ظهرت لبعض الوقت.

 وترى الكاتبة والصحفية منى نور الدين أن الرجل المصرى يجب ألا يكون أنانياً فيبحث عن سعادته دون النظر لمردود هذا على زوجته.

 ولكى تحافظ الزوجة على زوجها تشير د.سوسن فايد لأهمية الصداقة والمشاركة النفسية له وأن يكون الحب هو الدافع لاستمرار الحياة الأسرية حتى لا يشعر أحدهما بالملل والرغبة فى الانفصال خاصة أن الرجل دائم البحث ليس عن أخرى بل أخريات..!

 

 

المصدر: مجلة حواء - اميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 996 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,103

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز