كتبت :أسماء صقر

 تشكو الكثيرات من الأمهات من تعامل أطفالهم مع الآخرين بعدوانية سواء زملائهم في المدرسة أو الأخوات في المنزل ، مما يدفعهم للشعور بالقلق النفسي عليهم وأحياناً يتم اللجوء لاستخدام العقاب بالضرب للحد من عدوانيتهم والسيطرة علي سلوكهم .

وتتساءل الأمهات عن طرق للتعامل مع هذا السلوك بشكل سليم للتخلص من عدوانيتهم والسيطرة على سلوكهم .. الإجابة تحملها السطور التالية ll

 

فى البداية تحدثنا مع ياسمين الشناوى - موظفة - تقول:

ابنى فى الصف الرابع الإبتدائى ، بدأ يميل للسلوك العدوانى من حوالى سنة تقريباً ، حيث وجدته فجأة يضرب الأطفال الأصغر منه سناً ، وتطور سلوكه هذا وكاد يصيب إحدى قريباته بأذى ، وأنا حقاً لا أدرى كيف أتعامل معه ؟ .

 أما يحيى عبدالفتاح -موظف - يقول :

بعد انفصالى عن زوجتى وعدم رغبتها فى أن أرى الأولاد إلا مرة أسبوعياً فى ميعاد الرؤية الذى حددته المحكمة - بعد ما لجأت للقضاء طلباً للانفصال والطلاق بشكل نهائى، بعد ذلك وجدت أبنائى الثلاثة حالتهم النفسية غير مستقرة خاصة ابنى الكبير فسلوكه أصبح عدوانياً، فبدأ يسب ويضرب أخواته فى البيت وكثير المشاجرات مع الأطفال المدرسة وحاولت أن أتحدث معه ذات مرة فى المدرسة لكنه لم يستجب لنصائحى .

 وتقول حنان طلعت - ربة منزل - ابنتى تبلع من العمر 9 سنوات وسلوكها عنيف فى التعامل مع الآخرين بعد ، ولاحظت ذات مرة أنها متعلقة بشدة بالأفلام الكارتونية وتحب تقليد الشخصيات الكارتونية.

 

مخاوف الطفل

 وتشير د. عزة صيام - أستاذة علم الاجتماع ووكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث الإنسانية بجامعة بنها- إلى أن الطفل العدوانى يتسم بفقدان الأعصاب فى معظم الأحيان ويغضب بشدة ومزاجه يتعكر بسهولة ويتصرف بتهور وقد يفقد التركيز ويتملكه الشعور بالإحباط ويهاجم ويضرب الأطفال الآخرين والكبار بلا سبب كمجادلة ومقاتلة أحد أفراد الأسرة ولا يتقبل سلطة الوالدين والأوامر .

ويرفض تحمل نتائج تصرفاته العدوانية سواء فى البيت أو المدرسة .

عدوانيته هذه تنحصر فى عدة نقاط ، منها الخوف من الاعتداء الجسدى كالعقاب بالضرب سواء من الوالدين أو المدرسين فى المدرسة أو من طفل آخر فإنه يهاجمه ويقاتله ، لذلك يجب معرفة مخاوف الطفل والعمل على إزالتها ، وعلى المدرسة دور أيضاً فى توجيه الطفل ومعاملته معاملة حسنة فأحياناً يكون هذا التصرف ناتجاً عن الخلافات والمشاكل الأسرية فيتعامل الطفل بعدوانية كرد فعل للصراع العائلى .

لذلك يجب عدم الشجار وضرب الزوجة أمام الأولاد وتويجه الأخوات بمعاملته معاملة تتسم بالحب والأمان وعدم السخرية من سلوكه .

اضطراب التعليم

ونسبة كبيرة من الأطفال العدوانيين لديهم اضطراب تعليمى معين مثل صعوبة القراءة فإذا كان الطفل يعانى من مشكلة تجعله يستصعب القراءة أو الكتابة أو فهم اللغة فإن هذا سيجعله محبطاً ويعبر عن ذلك تعبيراً جسدياً عنيفاً .

وهنا يأتى دور المدرسة فى مساعدة الطفل على تنمية مهاراته اللغوية.

وعن كيفية التصرف عند مواجهة السلوك العدوانى للطفل تنصح د. عزة بألا يلجأ الوالدان للسلوك العنيف مثل الضرب والصراخ ورمى الطفل بأشياء قد تعرضه للأذى ويجب وصف الطفل بأشياء حسنة تحد من سلوكه العدوانى ، وإعطاؤه المثل الحسن فى ضبط النفس فهذا سيجعله أكثر قدرة وقناعة على ضبط سلوكه .

ويجب على الوالدين أيضاً تحديد الأفكار التي تثير غضبهما فربما يعتقدان أن الطفل فى كل مرة يتجاهل مايقولانه ويشن حرباً ضدهما وهذه الفكرة تثير غضبهما . لذلك يجب عليهما تذكر أن معظم الأطفال لايتقيدون بالتعليمات من وقت لآخر وإقناع أنفسهم بأن الأمر ليس معركة مع الطفل وعدم إظهار مشاعر الغضب أمامه .

وضرورة تعليم الطفل التمييز وفهم مشاعره وتوجيهه بشكل سليم عند التعبير عن غضبه وخوفه كالكتابة والرسم وسماع الموسيقى أو عزف البيانو .

مراجعة الأخطاء

ومن المهم مناقشة السلوك الخاطىء للطفل بشكل فورى قبل أن ينسى ما حدث وبهدوء ، كأخذ الأخ لعبة الطفل العدوانى فيمكن توجيهه بمخاطبة أخيه.

شخصية الطفل

ويوضح د. عبدالمنعم شحاتة - أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية -

أن تحويل سلوك الطفل من العدوانية أمر يحتاج للصبر وبذل الجهد ، وعند التعامل معه يجب معرفة الأشياء التى تثير غضبه وعدوانيته .

وعلى الأم أن تكون على معرفة تامة بشخصية طفلها لمعرفة قدراته وإمكانياته ومهاراته العقلية لأن هذا يمنحها القدرة على توقع تصرفاته وتحركاته .

ويشير إلى أهمية القدوة الأسرية .

 من الضرورى غرس الثقة بالنفس فى الطفل عن طريق امتداحه من وقت لآخر.

ويفيد اتباع أسلوب المكافأة بالنسبة للطفل عندما يجد ويتخلص من عدوانيته وقيامه بأفعال جيدة يستحق التقدير والمكافأة عليها .

 كما يجب عدم السماح للطفل بمشاهدة أعمال العنف ورؤية مشاهد الدم والجريمة كأفلام السينما والكارتون والألعاب على الكمبيوتر والإنترنت .

 وبالنسبة لدور المدرسة فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدور الأخصائى الاجتماعى والمعلمين ، وذلك من خلال تقدير وحصر الصفات الشخصية الجيدة التى يتسم بها الطفل والإشادة بها أمام الزملاء . وتشجيعه على ممارسة الرياضة التي يرغبها وضرورة وجود اتصال بين الأخصائى الاجتماعى وولى الأمر للمساهمة فى وضع خطة مشتركة تساعد الطفل على التخلص من عدوانيته 

 

المصدر: مجلة حواء- أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4924 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,594

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز