كتبت : أميرة اسماعيل
إذا كان أول الغيث قطرة فأول الحب هو الأسرة بكل أفرادها عرفنا الحب من حنان الأم وعاطفة الأب ، لمسنا التعاون والتنافس مع اخواتنا كبارا وصغارا وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الأسرة " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " ، والمودة هي الحب لأنه إذا غابت المودة والرحمة فلن يكون هناك حب.. وفى عيد الحب نبعث برسالة لكل الأسرة المصرية .. دعوة مفتوحة للتصالح وبداية أجمل فى أيامنا القادمة
تقول كريمة محمد 47سنة- ربة منزل- : أسرتى متفرعة ولى أحفاد كثيرون ولكننا نحافظ على هذا الترابط فقد عودت أبنائي منذ الصغر على مشاركة أخواتهم في كافة أمور حياتهم وتواجد الأب والأم بحنان وليس بالقسوة هو ما يزرع الحب بداخل الأبناء أو الأحفاد وفى عيد الحب أؤكد على حبى لزوجي وصبره معي في رحلة الحياة.
وتشاركها بعض الوفاء أميمة عبد السلام 45 سنة فى إحساسها بالامتنان لكل أسرتها بدءاً من أمها وأبيها (رحمه الله)الى أبنائها التي وتحلم أن ترى أحفادها قريبا وتقول: بالحب استطعت أنا وزوجى بناء أسرة نفخر بها، فالاختلاف وارد ولكن التصالح والتراضي يتم سريعا،والأهم أن تكون الأم قدوة لأبنائها في التعامل مع زوجها بكل حب وتفاهم وأن تكون كلمات الحب والإطراء موجودة بين الحين والأخر لأنها تهيىء جواً سعيداً داخل الأسرة.
الإهمال
"الحب هو الإنفاق على أسرتك ومراقباتك لأحوال أبنائك وعدم إهمالهم " هذا ما بدأت به فاطمة أحمد32سنة -طبيبة- وتضيف ليس معنى كلماتي الاهتمام بالجانب المادي على حساب المعنى ولكن أن تكفى بيتك وأبناءك وتحرص على إرضائهم سيعم الحب بداخل النفوس وسيحب الأبناء فكرة الأسرة والترابط ومعرفة مهام كل شخص داخل الأسرة والتزامه بواجبه يجعل المودة والتراحم يصل لكل العائلة ولا يقتصر على أسرة بعينها.
الزواج
وترى ثريا السيد 35سنة - موظفة - أن الحفاظ على مساحة الحب بين الأزواج حتى وإن تم الانفصال بينهما فهو أمر ضروري خاصة في وجود الأبناء، فوجود مساحة الاحترام والود بعد الانفصال تساعد الأبناء نفسيا في تقبل هذا الأمر والتعامل معه بهدوء ،ولكن أن يختفي مجرد الاحترام سيزداد التوتر وسيكون التأثير السلبي أكبر على ترابط الأبناء فيما بينهم وحدوث فجوة عميقة فى التعامل مع من حولهم.
الأب و الأم
يرى محمد رضا 40سنة - مهندس- أن الزوجة بحاجة للرومانسية وقليل منها يسعدها ويجعلها قادرة على الاستمرار فى الحياة وتحمل الكثير فيها، وفى عيد الحب لو تذكر الزوج وردة واحدة أو تذكر الأبناء تبادل عبارات الإطراء والحب فيما بينهم سيكون هناك تجديد للأسرة بأكملها.
خلافات الأسرة
ويقول سامي عبد اللطيف 45سنة - موظف- أن خلافات الأسرة قد تؤثر على علاقات الأبناء بوالديهم، لذلك لابد من التسامح وإنهاء أي خلاف بين الأبناء ومفاجأة الأبناء بهدية بسيطة وكذلك الزوجة فالأشياء البسيطة تمحو كثيرا من متاعب الحياة اليومية.
ويؤكد أحمد مصطفى 39سنة - طبيب- أن الحب عاطفة بداخل كل أب وهى بالطبع غريزة فى الأم لذلك فالمودة والتراحم فيما بين الأسر يخلق مجتمعاً أكثر هدوءا، ومن حق الزوجة الخروج للفسحة والترويح على الأبناء لأن هذا الحب هو ما يجعل كل فرد يتمسك بوجوده في أسرته بل ويضحى من أجل إسعاد الطرف الأخر وهو ما ينعكس على مجتمعه الخارجى.
نظرتنا للحب
يقول د. شحاتة زيان -أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية- إن نظرة الفرد للحب هى ما تسمو بمعناه أو تقلل منه فكلما أردنا الحب النقى الخالى من الأنانية والمصالح والرغبات المتدنية أصبحنا مجتمعا صالحا تقل فيه الانحرافات الأخلاقية ،وقياسا على ذلك الأسرة وتواجد الأب والأم بالمعنى الروحى والعاطفى هو يغرس نبتة الحب من الأساس ولكننا نراعى أيضا ضغوط الحياة المستمرة والفتور الذى قد يصيب الزوج والزوجة مما ينعكس على العلاقة بينهما وعلاقته بالأبناء وفى هذه الحالة لابد وأن يقدم أي طرف على أحداث تجديد ولو بلفتة رومانسية أو كلمة حانية تزيح وتخفف من روتين اليوم.
ويضيف د. زيان أننا لو حاولنا التعبير عن كافة أمورنا بحب فستختلف نظرتنا للأشياء فلينتقد الزوج زوجته وأبناءه أو العكس ولكن بحب كأن يرغب فى تعديل سلوكيات ما للأفضل ولينتبه الأزواج أن الحب يكبر مع سنوات العمر ومع كثرة المسئوليات لابد وأن نحافظ على مساحة من المشاعر والإنسانيات التي تربط الأسرة ببعضها البعض.
التصالح مهم
من ناحية أخرى توضح د. سوسن فايد -أستاذة علم النفس الاجتماعى -أن عيد الحب هو بداية للتصالح بين الجميع وتبادل الرسائل البسيطة المعبرة عن الحب والود فيما بينهم، وعلى الأسرة المصرية المحافظة على هذا الترابط. ففي ظل الصعوبات التى يعيشها الجميع نحن في حاجة لكلمة رقيقة لمسة عطوفة لتجديد الجانب الروحى والإعلاء من العاطفة ولو قليلا فلا ينسى الزوج إهداء زوجته ولو هدية بسيطة أو يهدى الأبناء هدية بسيطة للأباء والأمهات فهذه الأمور لها مذاق خاص وبخاصة إن كانت مفاجأة للطرف الأخر وليتسامح وليغفر كل منا أخطاء الأخر حتى تصفو النفس وتصبح أكثر هدوءا.
ساحة النقاش