كتبت : أسماء صقر

كان أول حب .. أول مرة يدق القلب .. سبحت في بحار الأحلام الوردية ، وهي ترسم مستقبلا كله سعادة، لكن سرعان ما تبخرت المشاعر لتجد نفسها وحيدة تعاني من صدمة فشل حبها ...

قصة مكررة عاشها العديد من الأصدقاء ... لكن يبقى السؤال هل فشل تجربة حب المراهقة يؤثر على نظرتنا لهذا الساحر الجميل ؟!

تجيبنا عن هذا السؤال سمية محمد -أولى تجارة عين شمس - وتقول " حب المراهقة هو الحب الذي لا أستطيع نسيانه فقد كنا جيرانا نتبادل النظرات حتى وقعنا في الحب ، وكنت لا أتخيل أنني أستطيع الارتباط بشخص آخر ، ولكننا افترقنا ووجدته يتبادل الغرام مع العديد من الفتيات مما جعلني أشعر بالصدمة ، وتغيرت نظرتي للحب ، وبدأت أدرك أن الحب لا قيمة له بالنسبة لي ، فالمهم هو مستقبلي المهني ..."

وتتفق معها نرمين -م- بالفرقة الثانية كلية التربية جامعة عين شمس ، وتحكي لنا قصتها مع حب المراهقة ، فتذكر أن فشل قصة حبها في مرحلة المراهقة جعلها تفقد الثقة في كل الرجال ، وتستطرد قائلة :" لقد أحببت أحد الأصدقاء ، وكنا نتقابل بشكل يومي ، ونتبادل الهدايا ، ورغم وجود اختلاف كبير في طبائعنا ، فقد كنت أتحمله حتى جاء اليوم الذي قرر فيه إنهاء العلاقة دون أي مراعاة لمشاعري "

رفض حبي

" عندما طلبت منه أن يصارح أخي بحقيقة مشاعره نحوي رفض بشدة " بهذه العبارة بدأت حكايتها رضوي -ح- ثالثة حقوق عين شمس وتقول :" كان صديقاً لاخي ، ومعتاد على زيارتنا ثم بدأت تنمو بيننا مشاعر حب ، وعندما قابلته خارج البيت وجدته يرفض بشدة أن يعلن عن حبه ، ويخبر أخي بمشاعره تجاهي ثم بدأت زيارته تقل لنا ، وبعد ذلك عرفت من أخي أن صديقه يحب فتاة أخرى مما جعلني أشعر بأن الحب وهم ، وغدر ، ولا يوجد من يستحق أن أحبه "

الواقع المر

وإن كان بعض الأصدقاء قد فقدوا ثقتهم في الحب نتيجة فشل تجاربهم ، فهناك آخرون لهم رأي آخر

فصديقنا أمجد -ع- الفرقة الأولى آداب بنها يرى أن الحب لا يعني شيئاً أمام الواقع الذي نعيش فيه ، ويحكي لنا قصته بأنه أحب ابنة خالته منذ الصغر ، ونما الحب بين قلبيهما ، لكن خالته لم تتحمل ظروفه المادية ، فافترق عن حبيبته التي تم خطبتها لشاب يكبرها ب12سنة لكنه يتمتع بمستوى مادي أفضل ، وهكذا انهار الحب أمام صخرة الماديات

وهذا هو حال صديقنا محمد -ك- فيروي لنا قصته مع الحب والواقع ويقول :" أحببت ابنة عمي حبا من طرف واحد ، لكنني وجدتها لا تبادلني نفس المشاعر ... حاولت أن أصارحها بمشاعري تجاهها لكنني صدمت عندما علمت بأنها سترتبط بشخص آخر غني ، فهي تحب أن تعيش في مستوى أعلى من مستوى عائلتنا لذا أدركت أن الفراق والنسيان أفضل من عذاب العيش في دائرة فشل حب المراهقة ، ومن يدري فقد أقابل حبا جديدا يحقق لي السعادة التي طالما حلمت بها .

فارس الأحلام

ويعلق على صدمة الفشل في حب المراهقة أ.د فوزي عبد الرحمن -أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - ويقول : " المراهقون خاصة الفتيات يكون لديهن رغبة ملحة للوقوع في الحب ، فمن أكثر المشاكل التي تتعرض لها الفتاة في هذه المرحلة هي رغبتها في الحصول على الحب ، والتعبير عن المشاعر المتضاربة الموجودة بداخلها ، فنجد أن الفتاة المراهقة لا يراودها سوى حلم فارس الأحلام ، والحصان الأبيض ، والانسجام في دنيا الحب التي سمعت عنها .

وهذه المشاعر في تلك الفترة تعتبر أمراً طبيعيا سواء بالنسبة للفتاة أو الشاب ، وذلك نتيجة للتغيرات البيولوجية ، والفسيولوجية التي تطرأ على الطرفين ، ولكن الرغبة الشديدة في الحب تجعل المراهقين يقومون بتصرفات خاطئة تسبب لهم الصدمات العاطفية ، وتجعلهم يندمون على عدم توظيف مشاعرهم بشكل جيد ، والنتيجة أن بعض الشباب يتعاملون مع فشل تجاربهم العاطفية بأن يغلقوا أبواب قلبهم ، وتتغير نظرتهم للحب تماما ، فبعد بركان المشاعر الجميلة يصابون بالبرود ،والجمود العاطفي ، والخوف من الحب خشية الفشل مرة أخرى .

الحب من طرف واحد

كما أن هناك مشكلة كبيرة تتعرض لها البنت على وجه التحديد ، وهي الحب من طرف واحد ، فنظراً لخجل البنت ، وعدم قدرتها على التعبير صراحة عن مشاعرها ، لذا فمن الممكن أن تمضي سنوات المراهقة كلها ، وهي واقعة في حب من طرف واحد حتى تكتشف حقيقة الأمر ، وحقيقة مشاعرها ..."

ويستطرد د. فوزي ويتحدث عن دور الأسرة في توجيه النصح لأبنائها ، ومناقشتهم في أمورهم الخاصة ، واستيعاب مشاكلهم حتى تمر مرحلة المراهقة بسلام ...

 

المصدر: مجلة حواء- أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1361 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,696,687

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز