في مشهد لا ينساه محب أو بالمعنى الأدق عاشق لتراب هذا الوطن مصر، تذهب الحاجة غنيمة أحمد الكحال  إلى الرئيس  جمال عبد الناصر لتقدم إليه جلباب جدها قرني الكحال الذي استشهد  أثناء حفر قناة السويس، وتشد علي يده قائلة: "اليوم فقط يقام العزاء في وفاة جدي، لقد أخذت بثأره وثأر كل مصري أريق دمه في حفر"الجناة" أى القناة، وهذا الجلباب الشاهد على العمل والكفاح، أنت الأحق به.
السيدة الصعيدية التى كانت من نفس قرية جمال عبد الناصر"بني مر بأسيوط" وكل مصري ومصرية استشعرا الحرية والثأر لذويهم عندما أمم"ناصر" قناة السويس التى حفرت بأيد مصرية خالصة وعلى أرضها الغالية، فأعادها إليهم ليرد لهم اعتبارهم،  هذا ما شاهدناه في فيلم"ناصر ٥٦"، نقلا عن واقع حدث بالفعل وسجله التاريخ لأجيال وأجيال.

وتمر السنون ويتكرر نفس المشهد، ولم نكن نتوقع أن نعيش لنرى هذا اليوم رؤية عين ونحن من الأجيال التى سمعت ولم تر تأميم القناة فلم نكن ولدنا بعد، يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي شامخا رافع الرأس وهو يعلن عن حفر قناة موازية لقناة السويس، ويتزامن الإعلان عنه مع بدء العمل بالفعل، إذن هناك حلم مصري آخر يترجم إلى واقع ملموس وحقيقي على الأرض، إنه العمل الذي ننشده، أفعالاً لا أقوالاً.. هكذا وعد وها هو ينفذ.
 المدهش في الأمر أن يحدث هذا في ظل ظروف غاية في الصعوبة تمر بها مصر، من إرهاب داخلي وخارجي، مؤامرات لهدم الوطن، حالة اقتصادية قاسية، ورغم كل ذلك، وكما حدثنا في لقائه بنا بعد تولينا مهام مناصبنا كرؤساء تحرير، حين قال في اللقاء بالحرف الواحد: سوف نعتمد على أنفسنا، لن نمد أيدينا لأحد، ولن ننتظر عطاء من أحد، لقد أعطوا الكثير، وحان وقت العمل، وبالفعل لم يمر شهر على اللقاء وتحقق الوعد وبدأ العمل بالقناة، ولمن لا يعرف فهذا المشروع العملاق سوف يستوعب أيادي عاملة لا حدود لها ويفتح الأبواب المغلقة أمام الرزق الحلال، ويدر علي مصر دخلا كبيرا يغنيها ويغني أولادها "أجيال ورا أجيال".

وقبل أن أستكمل هذا المشهد المهيب أعود عامين إلى الوراء"الله لا يرجعها أيام" حين أطل علينا المعزول "محمد مرسي" ليعلن عن مشروع عملاق، يحمل الخير للمصريين، وكان الاتفاق مع الأهل والعشيرة على تأجير القناة لقطر وبيع المشروعات على طول ضفافها لكل من هب ودب، بيع علني لمصر، ولهذا أعلنها"السيسي" واضحة، صريحة، الأسهم والمشروعات مصرية خالصة، والجيش يشرف من أجل الحفاظ على أمن مصر القومي، وموقفه ثابت لا تراجع فيه، لم ينس الرئيس توضيح الموقف، ولم ينس المصريون الذين حفروا قناة السويس بدمهم فترحم عليهم كما ترحم على شهداء الثورة من الشابات والشباب.

وأعود إلى الحلم المصري باب الأمل القادم من بوابة مصر الشرقية، وأقول لكل أم وشابة مصرية شاركت في ضرب أول فأس في حفر قناة الأمل، قناة المستقبل، علمي أولادك حقهم في  الحلم فهو ليس بالمستحيل، وطالبيهم بالعمل فهو صمام الأمان من غدر الزمن.

المصدر: ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 724 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,242

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز