جيل هذه الأيام يختلف تماما عن جيلنا لابد أن نعترف بذلك، وأمام إعجابى وتعجبى من جرأة بنات اليوم وأفكارهن ولكنى أقر وأعترف أننى أعجبت بشجاعتهن وانبهرت بصراحتهن، «جنة وعائشة» فى أحد نوادى مدينة نصر كنت أجلس وجلست بجانبى فتاتان جميلتان واحدة ترتدى الحجاب جنة والأخرى غير محجبة اسمها عائشة، تجاذبت معهما أطراف الحديث والدخول إلى عقولهما الشابة، الصغيرة جنة فى الصف الثانى الثانوى مدرسة إنجليزية وعائشة فى الصف الأول الثانوى مدرسة فرنسية.. أفكارهما جميلة وأحلامهما كبيرة ولكن للأسف خارج مصر، جنة تريد أن تكون طبيبة نفسية وتقول أريد أن أدخل كلية الطب وأسافر بعد التخرج لدراسة تخصص أمراض نفسية والعمل خارج مصر.. وهنا قلت لها ولماذا خارج مصر ألا ينفع أن تعملى هنا؟ قالت للأسف إن نظرة الناس للمريض النفسى نظرة سيئة ويعتبرونه مجنونا، وحتى لو قمت بعلاجه ومساعدته فعندما يخرج إلى المجتمع سوف يتعب مرة أخرى ولكن فى الخارج النظرة أفضل بكثير، وعائشة تريد أن تكون مهندسة وتقول نريد أن نسافر خارج مصر وياريت نتزوج أجانب، ولكن لماذا أين الانتماء والحب للبلد، فى نفس واحد للأسف الشباب الآن غير زمان فلا يتحمل المسئولية ومن هنا نجد حالات فشل كثيرة فى الخطوبة والزواج وهذا يرجع إلى التربية التى يتربى بها الولد، فأنا أتعجب لماذا أنا أخدم أخى وأقدم له الطعام صحيح أخى أصغر منى ولكن لماذا لا يقوم هو بذلك وماما تطلب منى دائما مساعدة إخوتى الصبيان.. فتربية الولد تجعل منه إنسانا أنانيا امبراطورا لا يتحمل المسئولية ويترك المسئولية كلها على زوجته.
لماذا هذا التحول فى عقول بناتنا وأفكارهن إلى هذا الحد.. لماذا لم يعد الشاب المصرى حلم بنات اليوم وفتى أحلامهن، ولماذا تراجع دوره إلى هذا الحد، هل المسلسلات الأجنبية تلعب دورا فى تشكيل أفكارهن ويعتقدن أن فارس الأحلام لابد أن يكون مثل أبطال المسلسلات، أم أن الطريقة الفظة أحيانا لبعض الشباب تؤثر بالسلب على أفكار وأحلام البنات.. وقلت لجنة وعائشة هل والدتكما توافق على ذلك، قالت أعتقد أنها لن تمانع، وما هو السبب فى تغيير أفكاركما، هل المدارس الأجنبية لها دور فى ذلك وفى تغيير ثقافتكما؟ قالت جنة وعائشة أبدا السبب هو للأسف التربية التى يتربى بها الولد فى مصر فله كل الحق فى أن يخرج وينام ولا يعمل شيئا ومع ذلك نجد الأهل يحبونه، ولكن وجدنا فى المدرسة المدرس الأجنبى يساعد زوجته فى البيت وهذا لا نجده أبدا فى الرجل المصرى.. فلابد أن يعرف الشاب المصرى أن البنت مثله لا فرق بينهما ولابد أن يحترمها ويتعاون معها، حرام أن نجد الست تعمل خارج البيت وعندما تأتى إلى المنزل تبدأ العمل فى الطبخ ومذاكرة الأولاد والتنظيف وتصرف راتبها كله والرجل لا يعمل شيئا إلا عمله فقط لأنه رجل هذا حرام.
المصدر: فاتن الهوارى
نشرت فى 9 مايو 2018
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,805,099
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش