ظهر العام الماضى العديد من الصفحات التعليمية عبر مواقع الفيديو الشهيرة، حيث تقدم شرحا كاملا وتفصيليا لبعض المواد الدراسية فى كافة المراحل التعليمية خاصة الثانوية، وبين إيجابية هذه الصفحات وسلبياتها خاصة مع استعدادنا لعام دراسى جديد يحمل إمكانية استمرار بعضها، كانت جولتنا بين بعض المهتمين بالتردد عليها لمعرفة ما إذا كانت تفيد الطالب وتحد من الدروس الخصوصية أم تروج لها؟
فى البداية يقول طارق محمد، طالب بالمرحلة الثانوية: أستفيد بشكل كبير من بعض المدرسين على قنوات يوتيوب, فهناك الكثير منهم لديه القدرة على الشرح الشامل والمبسط، وهم من أتبادل أسماءهم مع أصدقائى لنتابعهم حتى نستفيد من أسلوبهم فى الشرح.
ويقول محمود على، طالب: هناك بعض المدرسين يشرحون جزءا من الدرس حتى يتم الاشتراك فى قناتهم الخاصة ما يحول الفكرة إلى "بيزنس" وليس لتعليم مجانى.
ويتفق معه فى الرأى أحمد محمد، 15 سنة قائلا: هناك قنوات تعليمية تهدف إلى الربح وهو أمر أرفضه وجميع الطلاب لأن الهدف من إنشاء هذه القنوات إفادة الطلاب ومواجهة الدروس الخصوصية، لكن هناك الكثير من الصفحات التى تستلزم اشتراكا شهريا ما يجعل منها دروسا خصوصيا مقنعة.
أما آيه محمد فتقول: جمعت أغلب المدرسين المتميزين فى الشرح المبسط والسهل والذين لهم حسابات عبر يوتيوب على صفحتى الشخصية حتى يستفاد منهم كل طالب، وهولاء المدرسين لا هدف لهم إلا مساعدة الطالب فى الفهم وكيفية الإجابة فى الامتحان، ويمكن العثور على روابط الشرح بكل سهولة فهى متاحة أمام الجميع.
ساعدت تلك القنوات إسراء مصطفى فى التخلى عن الدروس الخصوصية فتقول: تعد القنوات التعليمية وسيلة جيدة ومريحة للمذاكرة كما أنها توفر للطالب مدرس خاص بالمنزل لكن دون مقابل مادى، وهى ما ساعدتنى فى ترك الدروس الخصوصية.
غياب عنصر التفاعل
ويرى إبراهيم سيد، مدرس رياضيات بإدارة الجيزة التعليمية أن فكرة القنوات التعليمة عبر الإنترنت وسيلة مساعدة ممتازة للمذاكرة، لكن يبقى تطبيقها بالطريقة الصحيحة صعب لأنها خالية من عنصر التفاعل المباشر مع المدرس فى الإيضاح والسؤال عن بعض النقاط وهو أمر مهم جدا فى العملية التعليمية, إلى جانب صعوبة التحقق مما إذا كان مقدم الشرح مدرسا أم لا, لافتا إلى وجود بعض الطلبة الأوائل أو المتميزين الذيم يقدمون المنهج بطريقة مبسطة وسهلة للطلبة الجدد، بالإضافة إلى القنوات التى تقدم الدرس فى شكل كرتونى جذاب.
ضوابط
يعلق محمد عبد الهادى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة سابقا على انتشار قنوات يوتيوب التعليمية قائلا: تقدم هذه القنوات نماذج رائعة لمدرسين يقومون بتقديم شرح مبسط للطلبة لكن يتم وضع هؤلاء المدرسين وسط مجموعة غير مؤهلة للتدريس للطلاب، لذلك لابد وأن تعمل هذه القنوات وفق تصاريح تضمن حق المدرس والطالب فى التعلم والمذاكرة، لافتا إلى أن معظم العاملين بمراكز الدروس الخصوصية ليسوا بمدرسين بل هم أصحاب مهن أخرى لكنهم اختاروا "بيزنس" الدروس الخصوصية وبالتالى قد لا يكون مقدم الدروس على يوتيوب فى الأصل مدرسا بل صاحب مهنة أخرى.
سلاح ذو حدين
ترى د. ماجى الحلوانى، عميدة كلية الإعلام سابقا أن البرامج التعليمية فى عهدها الذهبى كانت الأساس للطلبة الأوائل، معتبرة قنوات اليوتيوب سلاحا ذا حدين، قائلة: ليس كل ما يقدم على يوتيوب يصح أن نعتبره ضمن البرامج التعليمية فهناك نماذج غير مؤهلة تقدم شرحا للطلبة، ومن هنا لابد وأن يكون هناك إشراف من قبل وزارة التربية والتعليم على تلك القنوات لتفادى طرق التدريس الخاطئة أو امتهان من لا مهنة له للتدريس، مع التأكيد على استفادة الطالب أولا وأخيرا خاصة وأنها وسيلة تعليمية سهلة وجيدة بالنسبة له.
ساحة النقاش