كتبت : منار السيد

«فرقتنا الأزمات.. ولمتنا بقت ذكريات.. ازاي نرجع لمتنا » شعار رفعناه ونحن على أعتاب استقبال الشهر الكريم بعد استمرار الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد على العالم، فهو لم يستهدف صحتنا فقط ولكنه أيضا سيضرب بشعائرنا الاجتماعية والدينية التي ننتظر إحيائها في الشهر الكريم، وبالرغم مما نعيشه لكننا إذا سمحنا بالتباعد المكاني حفاظا على أرواحنا فسنجد البدائل لإحياء طقوسنا الرمضانية الاجتماعية والدينية من داخل منازلنا ونحن ملتزمين بكافة الإجراءات الوقائية لمواجهة الفيروس..

فى البداية تقول أماني عادل، مدرسة لغة عربية: نشعر بالحزن لما أصابنا من وباء وبلاء خاصة في هذه الأيام المباركة,فرمضان شهر لمة العائلة التي ننتظرها كل عام للاتفاف حول مائدة واحدة،لكن هذا العام سنحرم منها بسبب هذا الفيروس اللعين الذي أصابنا بالهلع من فكرة التجمع والتي سنعانيتوابعه لفترة ليست بالقصيرة بعد انتهاء تفشي الوباء، لكنني فكرت أن أهزم الوباء وأعيش مظاهر اللمة مع عائلتي حيثأجتمع مع عائلاتناعن طريق "الفيديو كول" وقت الإفطار لنشعر بلمتنا وإفطارنا سويا حتى لانسمح لهذا الفيروس اللعين بقتل أجمل شعائرنا ومشاعرنا.

وتقول رانيا محفوظ،مهندسة: بعد فترات الخوف والذعر التي نعيشها خاصة في فترات الحظر والتي عانى منها الأطفال قبل الكبار فسأحاول أن أعيد البهجة والاطمئنان في نفوس أبنائي، حيث قررت أن أعيش معهم كل طقوسنا داخل المنزل ولننسى ماأثاره بداخلنا هذا الفيروس من رعب، وقد بدأت باستخراج زينة رمضان التي كنت أحتفظ بها وشاركتهم تعليقها بالإضافة إلى وضع الفانوس الكبير عند مدخل الباب وإنارته، وبدأنا في استعادة روح رمضان بأغانيه الرائعة، وتحاورت معهم أننا بالرغم من البلاء الذي نمر به لكن يجب أن يكون لدينا يقين أن الله سيرفع عنا البلاء وسننعم بخير الشهر الكريم.

موائد ووجبات

أما شيماء المنصوري، ربة منزل فقد أعدت خطة شاملة لمواجهة الكورونا في شهر رمضان وتقول: حتى لانفقد روح الشهر الكريم ببركته وخيره وأفضاله فقد وضعت برنامج عمل بشكل يومي سأطبقه مع أبنائي وأسرتي الصغيرة يشمل تطبيق كافة الطقوس الرمضانية التي اعتدنا عليها من تعليق للزينة لأداء التراويح في المنزل وإجراء مسابقات بينهم لقراءة القرآن ومن يفوز ينال جائزة تشجيعا له، مع الالتزام بسماع كل يوم قصة من قصص القرآن أو الأنبياء المصورة والمسموعة فهي من أكثر الوسائل الجاذبة لانتباه الأطفال خاصة من عمر ثلاث سنوات، بالإضافة إلى الحديث معهم على نعمة الصبر على البلاء وأن الله يحبنا لذلك ابتلانا وأننا سننعم بالخير وفضل الصبر على البلاء بعد عفو الله لنا.

كما وجدت سالي إبراهيم، موظفة بأحد البنوك طريقة بديلة لإحياء الطقوس الرمضانية مع أبنائها وتقول: قررت وأبنائي أن نستغل أوقات مكوثنا في المنزل بسبب الحظر في الاستعداد لشهر رمضان بإعداد كافة الزينة والديكورات الرمضانية بالمنزل واستعنا بأدوات الرسم والفوم الذي لم يتم استخدامه في المدرسة وأعددنا زينة رمضانية بصنع منزلي وبأشكال متعددة،بالإضافة إلى تصميم بعض الشخصيات الكرتونية المرتبطة معنا بالشهر الكريم, كما أنني وجهتهم إلى أن يكتب كل منهم دعاء بشكل منسق يتمنى من الله استجابته وتحقيقه وأن يعلق كل منهم دعوته على حائط سريره مع اليقين أنها ستتحقق في نهاية الشهر الكريمترسيخالمبدأ حسن الظن بالله واليقين عند الدعاء إليه.

كان حزن سناء محمود  في إلغاءموائد الرحمن بسبب التجمعات وتقول:أكثر مايحزنني هو إلغاء موائد الرحمن حيث اعتدت منذ 10أعوام على المشاركة في إقامة هذه الموائد كل عام، لكن بسبب الظروف الذي يعيشها العالم لانستطيع إقامتها لذلك فكرت في إعداد الوجبات الجاهزة بجانب الشنط الرمضانية التي يتم توزيعها في بداية الشهر.

القيم الرمضانية

من نظرية "من البلاء نخلق الفرص" تتحدث د. هبه حمدي، أستاذ علم الاجتماع عن كيفية الاستعانة بالروح الرمضانية للتعلم من البلاء فتقول:يجب أن نستغل مانعيشه من بلاء عظيم لتعلم الدروس المستفادة منه كقيم الصبر والإيمان وكيفية التكيفمع المواقف مهما كانت صعوبتها،فعلينا أن نعلمهم كيفية طرح خطط بديلة لمواجهة مايمرونبه من أزمات، ولعل أزمة فيروس كورونا من أعظم الأزمات التي عاشها أبناؤنا لما أثارته بنفوسهم من خوف وذعر،خاصة وأننا نتعامل مع جيل واع مطلع على التكنولوجيا ومتابع للأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي لذلك يجب التعامل معهم بذكاء وعلى قدر وعيهم، بالإضافة إلى الاستعانة بروح الشهر الكريم ومواجهتنا للأزمة ومكوثنا وقت أطول سويا كأسرة واحدة في دعم قيم الترابط والتكامل الأسري وروح التعاون والمشاركة في كافة الأمور، بالإضافة إلى ضرورة إقامة كل الشعائر الدينية والطقوس الرمضانية وأن تظهر الأسرة السعادة والبهجةبحلول أيام الخير لنغرس في نفوس الأبناء حب هذا الشهر والتطلع إليه مهما كانت الظروف والأزمات.

وتتابع: يجب أن نعلم أبناءنا أن مانعيشه بسبب هذه الأزمة أن الابتعاد يجب أن يكون مكانيا وليس اجتماعيا حيث فرض علينا الأمر أن تقتصر موائد الإفطار على أفراد الأسرة الصغيرة  دون اختلاط بالأقارب والأصدقاء, ولكن لايجب أن ننسى التواصل الاجتماعي حتى ولو عن طريق الاتصال الهاتفي ونعلمهم أنه مهما بعدت المسافات لكن علينا أن نحيي صلة الرحم والتواصل الاجتماعي ولو بمكالمة هاتف أو الاتصال عبر تطبيقات الفيديو لنشعر بلمتنا الرمضانية.

المظاهر الدينية

أما فيما يخص حكم الصيام مع استمرار الإصابة بفيروس كورونا فقد أفاد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية  أنه لايجوز للمسلم أن يفطررمضان إلَا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة،فلقد حثَّ الإسلام على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر ومن ذلك ما وضعه الفقهاء من القواعد الوقائية في الشريعة الإسلامية منها"الدفع أقوى من الرفع": حيث قرروا فيها بأنه إذا أمكن رفع الضرر قبل وقوعه وحدوثه فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائي لأنه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يجنب المجتمع الأضرار والكوارث التي من الممكن أن تحدث إذا لم نسرع بمعالجة الأمور.

وتابع المركز فى فتواه: بالنسبة لما أثير حول أن من الأمور الوقائية كون الفم رطبًا دائما حتى لا يصاب الشخص بعدوى فيروس كورونا المستجد؟ وهل يتوجب على المسلم الإفطار في رمضان كإجراء وقائي بترطيب فمه ليحمي نفسه من العدوى بهذا الفيروس فهذا لم يثبت علميا -حتى هذه اللحظة- كما جاء عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية -المكتب الإقليمي للشرق المتوسط أنَّ شرب الماء من الإجراءات الوقائية من الإصابة بهذا المرض، كما أجمع العلماء على اعتبار عدم التجمّع واجباً شرعياً، سيكون على الناس الصلاة في بيوتهم والتخلي عن عاداتهم المصاحبة من موائد وسحور وعزائم.

المصدر: كتبت : منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 776 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,921,624

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز