ابتسام أشرف
حلول شهر رمضان أثناء العام الدراسي أو خلال فترة الامتحانات يسبب القلق للطلاب وأولياء الأمور وذلك لما يحدث في الشهر الكريم من الصيام لساعات طويلة قد تؤثر على التركيز والاستيعاب، بجانب ذلك عاداتنا الاجتماعية المتعلقة بالشهر الكريم من عزائم وزيارات عائلية، ما يجعل المذاكرة في رمضان وتنظيم الوقت مهمة صعبة عند الكثيرين.
في التحقيق التالي نوضح لك طرق التعامل مع المذاكرة والصيام وروتين رمضاني تتناسب مع الزيارات العائلية.
تحكي يمنى خالد، ربة منزل 33 سنة أن لديها طفلين في مراحل دراسية مختلفة لذا تعاني في نهار رمضان صعوبة تنظيم الوقت نظرا لصغر سنهم، وأنها تحتاج أن تكون بجوارهم وقت المذاكرة، لذا تحاول جعلهم يذاكرون في الصباح أو قبل النوم.
وتقول سهيلة رأفت، طالبة بالصف الثاني الثانوي: رمضان شهر روحانيات وأجواء عائلية والشيء الوحيد الذي يجعلني أستمتع بكل ذلك هو جدول المذاكرة الذى أضم فيه كل الرفاهيات والمهام، وأحاول بكل طاقتي أن التزم به.
وتعرض مروة إبراهيم، موظفة خططتها للحفاظ على وقت أبنائها في رمضان وتقول: يجب التخلص من الأشياء المشتتة للانتباه مثل مشاهدة التليفزيون، خاصة وأنه في شهر رمضان تزداد البرامج والمسلسلات، لذا يجب تحديد ما يشاهده الطالب في رمضان بوقت محدد.
وتقول منى محمد، معلمة: يجب تخصيص جدولًا ورقيًا وتعليقه على المكتب يكتب فيه الأشياء التي يراد إنجازها في كل يوم مع الوقت بالضبط والالتزام بكل ما فيه، ولا توجد أوقات محددة للاستذكار نظرًا للاختلافات بين الطلاب مثل الحالة الصحية ومدى بذل الجهد الجسماني منذ بداية اليوم وساعات النوم وتوقيتاته.
وتتجنب صفوة يوسف، لديها توأم في الصف الثالث الإعدادي تواجدها في أي مكان يوجد به أي مشتت عن المذاكرة كالتليفزيون أو حتى مع تواجد التجمعات العائلية، وتقول: يأخذ طفلاي قسطا من الراحة مع العائلة وأيضا يقضيان وقت الإفطار في الترفيه، وأثناء المذاكرة أحرص على أن أجد لهما مكانا هادئا بالمنزل وأشعرهما أنني أشاركهم المسئولية.
تنظيم الوقت
ينصح د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بأنه يجب تنظيم الوقت والمذاكرة في رمضان للطلاب، وتعديل وقت مذاكرتك حسب ظروفك وقدراتك الخاصة، وجعل رمضان نقطة انطلاقك نحو النجاح وتحقيق الآمال، ولا تعتبره ثلاثين يومًا من الكسل وضياع الوقت، ولا تنس أن في رمضان بركة ستراها عندما تهتم بتنظيم وقتك كما يجب.
ويشير د. فرويز إلي أهمية الإكثار من تناول المياه في الفترة ما بين الإفطار والسحور لأهميته في سلامة الخلايا العصبية، مع تجنب السهر لأنه يستهلك الطاقة ويؤثر سلبيًا على الصحة النفسية، كما ينصح بالمذاكرة في فترة الصباح لأنه أنسب وقت يكون الأكسجين متوفرا في المخ.
وينوه فرويز بتخصيص بعض الوقت لممارسة التمارين الرياضية، ويفضل أن تكون بعد تناول وجبة الإفطار بثلاث ساعات على الأقل أو قبل تناول وجبة السحور بساعة إلى نصف ساعة، مؤكدًا على أهميتها للتخلص من التوتر والمساعدة على تحسين الحالة المزاجية، وممارسة التأمل والتنفس لتهدئة الأعصاب وتقليل توتر العضلات.
ويتابع: بسبب تغير عاداتنا اليومية في أيام الصيام في شهر رمضان تتغير أنشطتنا ويختلف مستوى قدرتنا على بذل مجهود بدني أو حتى ذهني، لذلك عليك تنظيم وقتك لتصل إلى أقصى استفادة ممكنة منه ما يصب في مصلحة مذاكرتك لدروسك وأداء واجباتك المسندة إليك.
تحديد الأولويات
تقول بسمة سليم، استشاري العلاقات الأسرية: من أهم النصائح أن تضع جدولًا ليومك يشمل على موعد لكل شيء تريد إنجازه في يومك، مثل وقت النوم والاستيقاظ، وكذلك الدروس والمواد الدراسية التي تريد مذاكرتها ووقت الراحة والعبادات، ويجب الالتزام بالجدول، وهناك بعض النصائح التى تساعدك على إدارة الوقت بطريقة أفضل، بداية من تحديد أولوياتك في رمضان نظرًا لظروفك، وأيضا تبعا لأوقات قوة تركيزك وضعفها حدد الأشياء التي ستفعلها ومتى، فمثلًا، خصص لمذاكرة دروسك أفضل وقت يكون ذهنك فيه صافيًا ومستوى تركيزك في أعلى درجاته لمذاكرة المواد الدراسية التي تحتاج لتفكير وتركيز، مع الحصول على قسط من الراحة يعادل العشر دقائق ليس أكثر بعد مرور كل ساعة من التركيز والمذاكرة لتجديد الطاقة.
ساحة النقاش