أسماء صقر

تعد المبادرة الرئاسية حياة كريمة من أكبر المبادرات التنموية التي حققت إنجازات في تطوير المدارس وتحسين جودة التعليم في القرى الريفية وتجهيز المدارس بالوسائل التعليمية الحديثة وتخفيض كثافة الفصول الدراسية فضلا عن تحسين مستوى حياة المواطنين وتطوير وترميم المنازل و تطوير البنية التحتية وتوفير برامج الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي مع توفير فرص عمل للشباب من خلال إقامة العديد من المشروعات الخدمية والتنموية.

"حواء" التقت د. محمود فوقي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس للتعرف على ما حققته المبادرة فى مجال التعليم، وكيف أسهمت فى مواجهة الكثافة الطلابية فى الفصول؟ والأهم كيف غيرت حياة الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب؟ 

 

في البداية كيف تم تطوير المدارس والمنازل والبنية التحتية من خلال مبادرة حياة كريمة؟

جاءت مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة" في يناير 2019 بتحديد القرى الأكثر احتياجا وفقا لمعايير أبرزها ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي ومشكلات المياه وانخفاض نسبة التعليم وارتفاع كثافة الفصول بالمدارس والاحتياج للخدمات والرعاية الصحية وسوء أحوال شبكات الطرق وارتفاع نسبة فقر الأسر في تلك القرى ولم تكتفِ المبادرة الرئاسية على تطوير الريف المصري بتوفير الخدمات فقط بل عملت أيضا على بناء وتأهيل المدارس وتطوير الأبنية التعليمية والحرص على تقسيم اليوم المدرسي لفترتين صباحا ومساء لتخفيف كثافة عدد الطلاب وزيادة القدرة الاستيعابية.

 

وكيف أثرت المبادرة على الأجيال الجديدة في بناء طفل سوي نفسيا؟ 

أثرت المبادرة بشكل إيجابي علي الأطفال من خلال توفير برامج توعية لمساعدة أولياء الأمور على معرفة وملاحظة أي خلل نفسي أو مشكلات اجتماعية وسلوكية مثل التنمر وغيرها، كما تم إطلاق مبادرة " اتكلم هنسمعك " لتقديم الدعم النفسي وتوفير احتياجاته مع توعية الآباء والأبناء بكيفية التغلب على صعوبات الحياة والتعامل مع كافة المشكلات الأسرية بطريقة سليمة.

 

وإلى أي مدى أثرت المشروعات التنموية التي نفذتها المبادرة فى تعزيز قيم الولاء والانتماء فى نفوس الأبناء؟ 

تعد هذه المبادرة أحد أشكال إرساء قواعد حقوق الإنسان ما يجعل المواطن يشعر بقيمته وتقدير بلده له، فيصبح لديه الرغبة في التعمير والإنجاز، فكلما كانت هناك مراعاة لحقوق الإنسان من تحسين مستوى المعيشة وتوفير المسكن المناسب ينشأ داخل الوالدين قيمة حب وانتماء للوطن فيقوموا بدورهما بغرس هذه القيمة داخل الأبناء منذ الطفولة، وذلك من خلال تعرفهم على الخدمات والمشروعات التي تقوم بها الدولة لتوفر لهم حياة  أفضل، فالأطفال في الأماكن النائية غير الآمنة يتسمون ببعض السلوكيات غير المرغوبة مثل العنف والعدوانية والحقد والكراهية لكن مع تغيير هذه الظروف تتحول هذه السلوكيات السلبية إلي طاقة إيجابية وحب للوطن.

 

وماذا عن مساهمتها في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب؟ 

بالتأكيد ساهمت هذه المبادرة في التنمية الاقتصادية ووفرت فرص عمل للشباب من خلال عمل العديد من المشروعات الاستثمارية في مجال الصحة والتعليم وتطوير الصناعة من خلال مبادرة "ابدأ" وهي مبادرة وطنية تهدف إلي تنفيذ مشروعات صناعية تقلل من الفجوة الاستيرادية وتوطين الصناعات الحديثة وتوفير فرص عمل للشباب بجانب حل المشكلات التي تواجه المصنعين بالتنسيق الكامل مع كافة الجهات المعنية بالصناعة وإرشادهم فيما يتعلق بالإجراءات التي تضمن تيسير أعمالهم وكذلك تدريب العمالة ورفع مستوى إنتاجيتهم، وأيضا هناك توافر لفرص عمل للعمال في المشروعات الخدمية التي تقوم بها الدولة مثل إنشاء شبكات الصرف الصحي ومحطات المياه وتحسين الخدمات الحكومية في القرى وإتاحة الفرصة للتعليم عن بعد، ومن خلال هذا التخطيط الجيد وتوفير الاستقرار والأمن يمكن نشر الوعي بين المواطنين الذى يسهم فى التنمية الاقتصادية.

 

وأخيرا  كيف يمكن للأجيال الجديدة الحفاظ على المشروعات التنموية التي تقوم بها الدولة؟ 

تأتى المحافظة عليها من خلال الوعي بأهميتها ودورها في تنمية الفرد والوطن والحرص علي زيادتها بالنجاح والابتكار ومواكبة تطور سوق العمل وبالفعل الدولة تدعم الشباب من خلال القيام بالمبادرات الهادفة إلي دعم ورعاية المبتكرين وذلك من خلال تحفيز التطبيق العملي للمهارات ذات الأولوية في القطاعات الاقتصادية المهمة ووضع آلية لإكساب الشباب المهارات التي تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل، وزيادة الإنتاج من خلال التوسع في إنشاء المشروعات الصغيرة، ولعل تأكيد القيادة السياسية على الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وتشجيع الاستثمار فيها يعد فرصة يجب على الشباب اغتنامها من أجل زيادة الإنتاج والنهوض بالاقتصاد وتقدم الدولة، كما يجب على الأجيال الجديدة الاهتمام بالتعليم لأنه الركيزة الأساسية لتحقيق نهضة اجتماعية واقتصادية شاملة وخلق جيل واع وقادر على تحدي الصعاب والنهوض بمستقبل الوطن.


المصدر: أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 13 مايو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,308,409

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز