هدى إسماعيل
مع اقتراب الإجازة الصيفية، يبدأ الكثير من الآباء والأمهات في التخطيط لكيفية قضاء أطفالهم لهذه الفترة الطويلة بعيدًا عن مقاعد الدراسة، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها العديد من الأسر، يبرز سؤال مهم: كيف نستعد للإجازة الصيفية بأقل التكاليف، دون أن يشعر الأبناء بالحرمان أو الملل؟.
في البداية تقول دعاء محمود، ربة منزل: تعلمت من فيديوهات على يوتيوب كيف أحوّل التيشيرتات القديمة إلى فساتين أو إكسسوارات بسيطة، والآن أصبح لدي مشروع صغير أعيد فيه تدوير ملابس لأبنائي وصديقاتي، وأصبح الأمر توفير وفي نفس الوقت يعود عليٓ بالدخل المادي حتي لو بسيط.
أما سعاد عبدالله، أم لثلاثة أطفال، فتقول: أحاول أن أعد برنامجًا منزليًا مليئًا بالأنشطة مثل الأشغال اليدوية والقراءة وزيارة المكتبات العامة، لا يمكنني إرسال أولادي إلى النوادي المكلفة، لكن يمكنني خلق بيئة ممتعة داخل المنزل.
ويقول خالد منصور، أب لطفلين: أبحث دائمًا عن الأنشطة المجانية أو منخفضة التكلفة التي تنظمها الجمعيات الأهلية أو المراكز الثقافية، وأحيانا ننظم رحلات عائلية بسيطة إلى الحدائق العامة، وهي فرصة للترفيه والتواصل الأسرى.
وتشير أمينة حسن إلى أن "تعليم المهارات الجديدة هو استثمار حقيقي لإجازة الصيف، لذا تلحق ابنتها بدورات رسم مجانية، كما تستفيد كثيرًا من المحتوى المتوفر عبر الانترنت.
ويرى أحمد علي أن الإجازة ليست فقط للترفيه، بل يمكن استغلالها في تعزيز المسئولية لدى الأطفال، حيث يشرك أولاده في أعمال المنزل، ويمنحهم مكافآت على آدائها ما يقلل من التكاليف ويشعرهم بالإنجاز.
اليوم الواحد
تعلق ولاء عدلان، الخبيرة الاقتصادية على الاستغلال الأمثل للإجازة الصيفية قائلة: في ظل استمرار تراجع القدرة الشرائية لكثير من الأسر من أصحاب الدخل المتوسط قد تتجه الغالبية العظمى منهم إلى إعادة ترتيب أولوياتها المالية، وبالنسبة لفترة الصيف فإن الكثير من الأسر كانت في السابق تستعد لقضاء المصيف لأسبوع أو أكثر أما الآن فقد تخطط بعض الأسر لخفض المدة إلى أيام وربما تتجه لفكرة مصيف اليوم الواحد في محاولة منها لإسعاد الأبناء دون زيادة العبء المادي ووضع الأسرة في وضع مادي غير مستحب، وفيما تركز بعض الأسر على الاستعداد طوال شهور الصيف لموسم عودة المدارس عبر تدبير مصاريف المدارس والأدوات الدراسية والتخطيط لذلك بمساعدة دائرتها المحيطة، وقد تفضل الدخول في جمعيات من أجل هذا الهدف فقط، وأمام هذا قد تلغي أي خطط ترفيهية كالمصايف وغيره وتكتفي بنزهات قصيرة في الحدائق العامة، والمكتبات والمتاحف وهو أمر متاح طوال الوقت وتكلفته بسيطة، وتحاول كل أسرة جاهدة خلق توازن بين الاحتياجات الأساسية وترفيه الأبناء خاصة بعد عام دراسي حاول فيه الأبناء فعل كل ما عليهم من أجل إرضاء آبائهم وتحقيق التفوق والنجاح.
وتضيف: إعادة التدوير سواء الملابس أو أي شيء أخر ليست مجرد حل اقتصادي، بل وسيلة لتعليم الأبناء قيمة الأشياء وتنمية الحس الإبداعي لديهم، من المهم أن تشارك الأسرة كلها في هذا الأمر، وتحوّله إلى نشاط ترفيهي وتعليمي.
على قد الإيد
تقول د. نادية جمال، استشاري العلاقات الأسرية: من حق الأبناء والآباء الاستمتاع بإجازة الصيف بعد عام دراسي طويل بذلوا فيه طاقة هائلة من أجل تحقيق النجاح والتفوق ما يدفعه للتفكير فى السفر إلى السواحل والتنزه لكن قد تشكل التكلفة المادية عائقا أمامهم، لذا فإن رحلات اليوم الواحد هى الخيار الأمثل حيث إن تكلفتها قليلة وتشعرنا بمتعة السفر والصيف والبحر، بجانب التعرف إلى أماكن جديدة داخل مصر فكل محافظة لها جمالها الخاص، كما تساعد على زرع الانتماء في قلوب أبنائنا، ومن خلالها يمكن أن يقوم الآباء برحلات يومية وذلك عن طريق تخصيص يوم في الأسبوع وهي زيارة داخل نطاق المحافظة التي نقيم بها سواء كان متحفا أو حديقة عامة أو مكتبة مع إعطاء الأبناء حرية اختيار المكان الذي سيقومون بزيارته وتجميع معلومات حوله، ويتم وضع خطة لكل ما تحتاجه الأسرة أثناء التنزه من تسالي أو ساندويتشات تم صناعتها في المنزل، مع اصطحاب الفاكهة المفضلة والعصائر الطازجة، كل هذه الأمور تجعل النزهة غير مكلفة.
وتضيف: يمكن أن نصنع يوم ترفيهي في المنزل، وذلك عن طريق اختيار فيلم أو مسلسل محبب للجميع نشاهده في جو أسري مع تناول الفشار والفواكه المفضلة لكل منا والتسالي المنزلية وبالطبع لا ننسى لعب المنزل التي كنا نمارسها في الصغر والتى يمكن أن نمارسها مع أبنائنا، كما يمكن أن ندعو العائلة لهذا التجمع كنوع من صلة الرحم وزرع حب العائلة في نفوس الأبناء، أما عن إجازة المصيف فيمكن الاستفادة من العروض التى تقدمها شركات السياحة، وليس شرطا قضاء أسبوع كامل بل يكفى عدة أيام حتى لا تشكل هذه الإجازة عبئا على ميزانية الأسرة.
وتنهى حديثها قائلة: لا شك أن أساس الأسرة السعيدة المستقرة هو التعاون والحب والمشاركة فإذا أعطينا فرصة لأبنائنا أن يشاركونا القرار والاختيار سيكون من السهل علينا التعامل مع كل الأمور دون القلق من ردود أفعالهم، فإذا أعطينا الابنة على سبيل المثال فرصة تحضير الطعام بميزانية محدودة ستتعلم كيف تدير حياتها بعد ذلك وستشعر بقيمة الأموال، وإذا منحنا الابن فرصة شراء طلبات المنزل الضرورية بميزانية محددة سيتعلم معنى المسئولية.
ساحة النقاش