علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الذبح له آداب ينبغي على المسلم مراعاتها بقوله (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) .
لم يثبت أنه كان يقرأ
في ماء زمزم لأحد
أصحابه ليشربه تحقيقا
لغرض أو رجاء الشفاء
- ماهى شروط الذبح الاسلامى الحلال ؟ وماهو سبب تسميتها بالأضحية ؟ وماذا أقول عند بداية الذبح ؟ وهل يمكن للمرأة أن تذبح أضحية فى العيد عن نفسها وأسرتها ؟ وماذا أفعل اذا اشتريت أضحية سليمة ثم كسرت ساقها أثناء تنزيلها من السيارة .. هل يجوز اعتبارها أضحية ؟
- يوضح فضيلة الشيخ محمود عاشور _ وكيل الأزهر الأسبق _ أنه توجد بعض الاختلافات البسيطة بين المذاهب الإسلامية حول الطريقة لكن الأسس الرئيسية للذبح متفق عليها لدى جميع علماء المسلمين. حيث يجب أولا التسمية عليها ..أي ذكر اسم الله عليها ، وهذا واجب شـرعي لقوله تعالى (ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم_ اللهِ عليه) ثم يقول اللهم هذا عني وعن أهل بيتي كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما شروط الذبح الحلال لدى المسلم و التي من الواجب عليه الالتزام بها: فهى أهلية الذابح ويمكن أن يكون رجلا أو امرأة ،ثم توجيه رأس الذبيحة باتجاه القبلة و النطق بالبسملة قبل الذبـح واستخدام سكين حادة فى قطع الحلقوم والمريء والودجين وهما العرقان اللذان يحيطان بعنق الحيوان من جهة الحلقوم ..وبهذه الطريقة تعطي فرصـة للدم كي ينساب خارجـاً وبذلك يمكن الحصول على لحم صحي وطاهر
ويضيف الشيخ عاشور أن الله تعالى قد وضع في كتابه العزيز منذ اربعة عشر قرنا من الزمان مبدأين أساسيين فيما يتعلق بعملية الذبح والاكل, ثم توجيها الهيا ملزما واجب الاتباع: أما المبدأ الاول فيتعلق بصحة الانسان ،والثاني يتعلق بالانسانية والرفق بالحيوان في سياق ذبح الأضحية من أجل التغذي على لحومها.
وتجسدت تلك المبادىء من خلال الايات القرآنية حيث قال تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ) وهذا يوضح المبدأ الاول الخاص بصحة الانسان.
وقال تعالى (ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم_ اللهِ عليه) وهذا ما يتعلق بالمبدأ الثاني بالانسانية وبالرفق بالحيوان لما للتسمية من أثر كبير في سكون الحيوان واستسلامه عند الذبح.
أما سبب تسميتها بالأضحية فقد قيل في ذلك أنه نسبة لوقت الضحى لأنه هو الوقت المشروع لبداية الأضحية من بعد صلاة يوم العيد، ويستمر ثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد، والأفضل المبادرة بذبحها مسارعة في الخيرات .. وبالتالى يجوز الذبح نهاراً أو ليلاً لا حرج في ذلك، ولا يوجد دليل على النهي عن وقت من الأوقات لذاته.
و إذا تعيبت الأضحية بعد شرائها بأن تكون قد تعرضت للكسر أثناء تنزيلها أو تعيبت بأى عيب آخر فيجب على صاحبها أن يعمل ما فى وسعه لعلاجها والعناية بها ثم يضحي بها، ولا حرج لأنه غير مفرط، فهو معذور في الشريعة.
ماء زمزم
- ما حكم القراءة على ماء زمزم من قبل أشخاص معينين لإعطائه شخصا ما لتحقيق أي غرض منه أو لشفائه؟
- يروي فضيلة د . نصر فريد واصل _ مفتى الجمهورية الأسبق - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب من ماء زمزم، وأنه كان يحمله، وأنه حث على الشرب منه وقال: ماء زمزم لما شرب له فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضل، اذهب إلى أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال: "اسقنى" فقال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم فيه، قال: "اسقني " فشرب ثم أتى زمزم وهم يستقون ويعملون فيه فقال: "اعملوا فإنكم على عمل صالح" ثم قال: "لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل" - يعني: على عاتقه، وأشار إلى عاتقه رواه البخاري
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته يشبعك أشبعك الله به، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله ، وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله .. إلى غير ذلك من الأحاديث التي وردت في فضل ماء زمزم وخواصه. وهذه الأحاديث وإن كان في بعضها مقال؛ إلا أن بعض العلماء صححها وعمل بها الصحابة واستمر العمل بمقتضاها إلى يومنا. ويؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زمزم: إنها مباركة، وإنها طعام طعم وزاد أبو داود بإسناد صحيح: وشفاء سقم ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أويتمسح به؛ تحقيقا لغرض أو رجاء الشفاء من مرض مع عظم بركته وعلو درجته وحرصه على الخير لأمته ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة وفي اعتماره مرات وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة، ولم يثبت أيضا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة، فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأمته فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه. لكن لا مانع من القراءة منه للاستشفاء به كغيره من المياه، بل من باب أولى؛ لما فيه من البركة والشفاء للأحاديث المذكورة.
ساحة النقاش