كتبت : ايمان الدربي

المرأة في منظومة التعليم وعلاقتها بالمواطنة بعد ثورة 25 يناير أهمية بالغة في المرحلة القادمة حيث تجلي مفهوم المواطنة والانتماء للوطن وتجلت قدرات المرأة واندماجها وتفاعلها في تلك الثورة علي أمل أن تتمتع بكل حقوق المواطنين دون تمييز في جو من الحرية والقدرة علي الاختيار والمشاركة في صنع القرار والأهم الاعتراف بأنها شريك في كل ماحدث والتأكيد علي أهمية اعتمادها علي ذاتها والقضاء علي استكانتها والاحتفاظ بما أخذته والاهتمام بتعليمها للوصول لحقوق المواطنة..مشكلات المرأة في التعليم وعلاقتها بالمواطنة هو موضوعنا >>

البداية مع الكاتبة الصحفية "أمينة شفيق" التي أكدت على أن فجوة التعليم بين الإناث والذكور ليست عددية ولكنها نوعية .. فلدينا 69% من تعليم النساء تجاري ومتوسط ولا يوجد توازن بين الذكور والإناث في الكليات العملية والنظرية في التعليم الجامعي .

كما أن بُعد مسافة مدارس البنات الإعدادية والثانوية تحديدا عن القري والنجوع بلا مواصلات مريحة وميسرة يؤثر بالسلب علي تعليمهن .

والمساواة والمواطنة أن تلعب الدولة دورا ليس بالقوانين ولا بالكلام ولكن بوسائل تحل المشكلات الحقيقية للفتيات علي أرض الواقع .

وأضافت "شفيق" أنه في ثورة 25 يناير كان السعي لإسقاط النظام "ألبطريركي" المستبد الذكوري في مصر وهذا ما حدث من خلال مجموعة من الإناث والذكور لخلخلة هذا النظام في حركة لا يمكن الحلم بها علي أمل أن يتحول المجتمع من فردي إلي مجتمع مؤسسات وتنتعش فيه قيم وثقافة المواطنة وتكون فيه بشكل طبيعي وقانوني ولكن هذا لم يحدث.

وللأسف بعد كل الثورات قد يحدث هذا فبعد الثورة الفرنسية ومشاركة المرأة فيها مع الرجل قيل عن النساء " نساجات التريكو " ولم يحدث ما يسمي بــ"حقوق المواطنة" إلا بعد الحرب العالمية بقرن ونصف القرن

اكتساب الحقوق

تحدث أيضا الدكتور "سمير مرقص" رئيس مجلس أمناء مؤسسة المصري - قائلا: إن المواطنة هي حركة المواطنين من أجل اكتساب الحقوق وتحقيق المساواة وعدم التمييز في كل المستويات دينيا وعرقيا وبين الطبقات وفي المكانة أيضا وأضاف : أنه عندما نتحدث عن مناهج التعليم ومفهوم المواطنة الحركة وليست المواطنة الساكنة .. بمعني حركة المواطنين علي أرض الواقع يجب هنا أن نتحدث عن مناهج التعليم ومشكلاتها وتأثيرها علي التلاميذ .

محتويات المناهج

ويستطرد : في مناهج التاريخ التي تشكل وجدان الفتيات والفتيان نجد تاريخ الحكام الطغاة الوافدين فيُذكر أن حاكما مثل " دقالديوس " الحاكم الروماني المضطهد للمصريين المسيحيين يتم تكريمه ولا نجد تكريم كتابات " طه حسين " عميد الأدب العربي عن أهمية التعليم وأحاديثه المبكرة عن المواطنة الاجتماعية والثقاية التي عرفها الغرب لاحقا ولا خطب "عبد العزيز باشا فهمي " أو "ويصا واصف" ولا أصحاب النضال الوطني والكتابات الأدبية المبكرة أمثال "يحيي حقي،ونجيب محفوظ،وعبد الله النديم،ورفاعة الطهطاوي" وفي النهاية أكد دكتور "مرقص" علي أهمية أن تضم مناهج التعليم تراثنا ومبادئنا الدستورية علي أن يتضمن التاريخ حركة المحكومين وليس الحكام فقط .

كثافة الفصول

أما الدكتور "مصطفي رجب " رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية لتعليم الكبار- فقد أشار إلي أنه قبل الحديث عن المواطنة وتعليم الفتيات يجب أن يكون هناك عدالة اجتماعية فلدينا 1079قرية من بين 5000 قرية ليس لديهم أي نوع من التعليم ولا توجد أي مدارس بهم ولا حتي مدرسة الفصل الواحد " صديقة الفتاة " أي أن خمس عدد سكان مصر محرومين من التعليم وهذا العام هناك 19.7 ألف قد بلغوا سن الإلزام ولم يجدوا مقعدا بالمدارس .. هذه هي قضية التلميذ سواء كان ذكرا أو أنثي ، وأعتقد أن من بين هؤلاء الأميين جاء هؤلاء المجندين الذين اغتيلوا بإهمال قيادات السكة الحديد ، ومن الجدير بالذكر أنه إذا لم توضع خطة لبناء مدارس لاستيعاب هؤلاء التلاميذ ستحدث كارثة .

أما الكارثة الأكبر فتتمثل في بعض المناطق العشوائية مثل "بولاق الدكرور"حيث تصل كثافة الفصل إلى 160 تلميذا والمدرسة بها ثلاث فترات يوميا كل مجموعة تدرس يومين بالأسبوع

صورة المرأة

أما دكتورة "هدي مصطفي" أستاذ المناهج بجامعة سوهاج -تحدثت عن نقطة أخري وهي صورة المرأة في المناهج الدراسية التي لاتعكس الواقع فلا توجد صورة لطبيبة أو عالمة ذرة أو صحفية أو أستاذة جامعة وإنما المرأة دائما الأم التي تدير المنزل وتربي الأولاد ورغم أهمية هذا الدور ألا أنه ليس الدور الوحيد للمرأة .

ويتحدث دكتور "محمد الطيب" الأستاذ بكلية التربية جامعة طنطا- أيضا عن منظومة التعليم لدينا بمصر والتي ليس لها مثيل في العالم والتي تؤثر بالسلب علي التلميذ سواء كان ذكرا أو أنثي ، فلدينا "تعليم أزهري ،وتعليم مدني ،وتعليم تجريبي، وتعليم خاص، وتعليم أجنبي" وهذا لا يحدث في الدول الأخري فتنوع واختلاف درجات التعليم يجعل هناك مستويات مختلفة ومتفاوتة من التعليم ويجعل هناك فرص غير عادلة لهذا التعليم .

المؤهل

ويتناول دكتور "أحمد زايد" الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة والعميد السابق للكلية - مسألة التعليم وتأسيس منظومة القيم قائلا: التعليم ليس للحصول علي الشهادة فقط ولكن وكما يؤكد كل الفلاسفة والمفكرين من أمثال "ابن خلدون " "وجان جاك روسو" "ورفاعة الطهطاوي " .. يجب أن تكون هناك علاقة بين التعليم والقيم الأخلاقية والالتزام الأخلاقي وأن هذه القيم هي سلوك فاصل نحو العدل والمساواة والتسامح تتفق مع كل الأديان وكل المبادئ الإنسانية.

والإنسان المتعلم من المفترض أنه يمتلك ما يطلق عليه النزاهة الأخلاقية ويصبح بلا تناقضات ويصبح ما يظهره مثل ما لا يظهره ،وكلما تقدمت المجتمعات ظهر هذا النموذج الأخلاقي ، وأن المنظومة التعليمية يجب أن تُظهر هذا النموذج الأخلاقي.

ثم أشار د."زايد" لنقطة أخري وهي المنهج الخفي والمنهج الظاهر فهناك مقرر مدرسي ولكن هناك منهج خفي من خلال علاقة المدرس والناظر وكل هيئة التدريس لتوجيه سلوك الطالب في اتجاه معين .

وأخيرا أكد د."زايد" علي أهمية تعليم المرأة لتقدم المجتمع وأن تطوير التعليم والتأكيد والحرص علي حقوق الفتاة في المواطنة وحصولها علي التعليم مثلها مثل الولد طريقنا للتنمية .

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان الدربي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,465,814

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز