موافقة البرلمان المصرى - بصورة نهائية - على مشروع قانون وكالة الفضاء المصرية، وإطلاق أول قمر صناعى بمكونات مصرية تعد خطوة هامة - طال انتظارها - لنقل مصر إلى مرحلة جديدة فى أحد أهم تكنولوجيات العصر، وهى تكنولوجيا الفضاء التى تؤدى إلى تنمية القدرات الذاتية لمصر فى هذه التكنولوجيات المهمة، وبناء أنظمة فضائية بتكنولوجيات مصرية خالصة، وهو ما يساهم بشكل كبير فى إعداد أجيال من الشباب وكوادر علمية مصرية تنهض بالبلاد وتدعم الصناعة المصرية ووصولها للمنافسة العالمية, بموجب هذه الموافقة من البرلمان سيتم إنشاء مجمع فضائى مصرى بالمدينة الفضائية المخصص لها 100 فدان بالقاهرة، على أن يكون لها أفرع فى جميع أنحاء الجمهورية بهدف إنتاج أقمار صناعية بالكامل بأيد مصرية، وتأهيل كوادر مصرية وتدريب الشباب - أمل هذه الأمة - على القيام بهذه المهمة، كما سيتم إنشاء مركز تجميع الأقمار بمصر مع بداية هذا العام 2018 بالتعاون مع الصين، والإعلان أيضاً عن إطلاق أول قمر صناعى بمكونات مصرية تتراوح هذه المكونات من 70 : 80 % بالكامل فى شهر يوليو القادم بالتعاون مع اليابان، يدعو للفخر خاصة إذا علمنا أن هذا القمر صُنع  بمكونات وعقول مصرية، كما أن وحدة التحكم فى هذا القمر صناعة مصرية بالكامل، هذا بالإضافة إلى الكاميرا المستخدمة فيه.

وعودة مرة أخرى لمشروع القانون الذى ينص على أن تُنشأ هيئة عامة اقتصادية تسمى وكالة الفضاء المصرية تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس الجمهورية، تتمتع بالاستقلال الفنى والمالى والإدارى، يكون مقرها الرئيسى مدينة القاهرة، على أن هذه الوكالة تهدف إلى نقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء لامتلاك القدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية من الأراضى المصرية بما يخدم إستراتيجية الدولة بمجالات التنمية وتحقيق الأمن القومى.

أهمية هذه الوكالة بالنسبة لمصر أنها جاءت فى وقت تسعى فيه مصر لحل مشاكلها المتعددة, وتدشين رؤية على الأرض للانطلاق العلمى والتكنولوجى والاقتصادى، حيث إن منظومة العلوم والتكنولوجيا الوطنية تعمل على الربط بين المجتمع الأكاديمى من جهة وبين مجتمع الصناعة والأعمال من جهة أخرى، وهو الربط الذى جاء فى عدة مسارات محققاً نجاحات ملموسة منها التعاون المتبادل بين المنظومة البحثية وبعض مؤسسات الدولة الفاعلة فى مجال الصناعة والتدريب والتعاون مع بعض مؤسسات الدولة التى تحتاج إلى استشارات وخبرات أكاديمية سواء فى المحافظات أو بخصوص المشروعات القومية الجارى العمل فيها فى شتى أنحاء مصر.. وتحيا مصر.