مع الاستعداد لاستقبال عام جديد وتوديع آخر، تحتاج النفس البشرية إلى التسلح بالتفاؤل والإيجابية لبدء صفحة جديدة مع 360 يوما آخر من حياتنا، بجانب التخلص من الطاقة السلبية وشعور الإحباط الذى خلفته مواقف واجهناها خلال العام الماضى، فما هى الخطوات التى تساعد الإنسان على ذلك؟
فى هذا الحوار تقدم د. داليا محفوظ، خبيرة التنمية البشرية بعض النصائح التى تمكنا من تجديد طاقة الحب والسعادة بداخلنا والابتعاد عن الكراهية والطاقة السلبية مع بداية العام الجديد..
<!--فى البداية كيف نستقبل السنة الجديدة؟
لدي مبدأ مهم جدا أحب أن أتشاركه مع قراء وقارئات "حواء" وهو "صناعة السعادة" وهى فرصتنا فى بداية عام جديد أن نصنع سعادتنا بأيدينا ولن يتم ذلك إلا من خلال عدة خطوات, أولها التسامح مع النفس والآخرين والتنازل تماما عن الكراهية والأحزان والعفو عن الشخصيات التى قامت بإيذائى مع الحذر فى التعامل معها فيما بعد، وبدء فى صفحة جديدة مع التعلم من دروس الماضى, أما الخطوة التالية فتتمثل فى أهمية إدراك قدراتى ومقارنتها بأحلامى ومحاولة تطويرها تدريجيا لتحقيق التطلعات الخاصة حتى لا تفوق أحلامى قدراتى وبالتالى أصاب بخيبة الأمل، لكن مراجعة قدراتى وتنميتها ومكافأة النفس على كل إنجاز مهما كان بسيطا يشجعنى على الاستمرار، مع معرفة أنه لا يوجد جدول زمنى معين لإدارة الوقت يصلح لكل الأشخاص وبالتالى كل فرد لديه وقت معين يقوم بإدراته وفق أولوياته وخططه, فكل هذا سيعطينا إحساسا بالنجاح الذى هو أحد أهم أسباب السعادة، فالنجاح فى أى الأمور شىء إيجابى ويدفع للاستمرار فى التفوق.
<!--وما خطوات تجديد الطاقة الإيجابية؟
يتم تجديد الطاقة الإيجابية بعدة خطوات يأتى فى مقدمتها الاهتمام بتجديد الطاقة الروحية، فعلى كل شخص أن يجدد علاقته بربه كل حسب تعاليم دينه، بعدها تأتى أهمية تجديد الطاقة الفكرية بالقراءة والإطلاع، ثم النفسية من خلال الالتقاء بالصحبة الجيدة فى أجواء طبيعية مشمسة لأن الطبيعة مصدر قوى للشعور بالسعادة والتفاؤل, مع الاهتمام بتجديد المظهر من وقت لآخر وترتيب حافظة الملابس ما يولد لدى النفس الشعور بالرضا والحب لكل الأشياء من حولها.
<!--ماذا عن الأشخاص ذوى الطاقة السلبية؟
التخلص من تلك الطاقة يتوقف على مدى العلاقة بيننا ومن لديه طاقة أو حالة سلبية - والتى قد تكون حالة عرضية - فمثلا من تحكمنا به صلة قرابة أو دم لابد من مساندته والوقوف بجانبه دون التأثر بطاقته السلبية ونحاول وضع حلول مناسبة له، وإن لم نستطع ذلك يمكننا وقتها الاستعانة بمتخصصين أو استشاريين فى مجال العلوم الإنسانية لمساعدتهم, أما من لديهم طاقة سلبية سواء على مستوى العمل أو الأصدقاء العاديين فيمكن تحديد أوقات مقابلتهم والهدف من المقابلة حتى يتم الانتهاء سريعا من هذا اللقاء، مع تجنب الدخول فى حوار جانبى أو النظر إلى عينيه أثناء الحوار حتى لا أتأثر بطاقته السلبية.
<!--ما روشتك لنجاح العلاقات الأسرية؟
لابد من مراجعة كل من الزوجين لعلاقته بالآخر وتصحيح الأخطاء التى حدثت بينهما لكن بطريقة هادئة حتى لا يتسبب ذلك فى مشكلات للأبناء, مع إعطاء مزيد من الوقت للأسرة والاهتمام بها، والمصارحة بينهم من وقت لآخر حتى لا تتراكم المشاحنات بينهم، وأن يكون الهدف من المصارحة صالح الأسرة واستقرارها دون انفعالات أو تهديدات أو ضغط أى طرف على الآخر، مع اعتماد مبدأ التسامح بين الطرفين، كما أنصح الزوجين بضرورة مبدأ التفاهم والاحترام لأنه أساس نجاح العلاقة الزوجية, فالاحترام المتبادل يولد التقدير وحسن التعامل ومساندة ودعم كل طرف للآخر ما ينعكس على الأبناء من خلال شعورهم بالسعادة والاستقرار داخل أسرهم.
<!--وكيف نجعل أبناءنا فى سعادة دائمة؟
بأن نتفهم أن لكل طفل قدراته وإمكانياته وعدم مقارنته بغيره حتى لا يؤثر ذلك على نفسيته ويضعف شخصيته, والاهتمام بضرورة تنمية موهبة الطفل وتشجيعه المستمر على النجاح والابتكار ما يشعره بالسعادة والرضا عن حياته.
<!--وكيف نواجه ضغوط الحياة؟
بالمشاركة تهون صعوبات الحياة، ويمكننا تحمل ضغوط الحياة ونحن "يد واحدة"، فالتشارك فى المسئوليات المادية والاجتماعية والتربوية أمر مهم للغاية لأنه يشعرنا ببعضنا البعض ويخلق مزيد من المودة والتراحم فيما بيننا.
<!--وما نصيحتك للشباب فى بداية العام الجديد؟
لا تجعل أحلامك تفوق قدراتك بل طور من نفسك لتحقق حلمك وإن قمت بتقسيم مراحل حلمك تدريجيا فالمهم أن تصل إليه فى النهاية، وأقول أولا وأخيرا "أنت صانع سعادتك".
ساحة النقاش