فى إطار دورها لدعم ومساندة الوطن نظمت مجلة «حواء » صالونها الشهرى تحت عنوان «هنواجه زيادة السكان ونقنن الإنجاب » برئاسة الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى رئيسة التحرير، وتحت رعاية الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، حيث شارك فيه نخبة كبيرة من الشخصيات العامة والمعنين بالقضية كان فى مقدمتهم د.عمرو حسن مقرر المجلس القومى للسكان، والنائب البرلمانى الكاتب يوسف القعيد والنائبة البرلمانية مايسة عطوة، والإعلامية فاطمة فؤاد.

تطرق الصالون إلى سبل مواجهة الزيادة السكانية وكيفية التعاون بين الجهات الحكومية والأهلية وكذلك الأفراد للتصدى لهذه المشكلة....

فى البداية أكدت الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى رئيس تحرير المجلة، أن مجلة «حواء » تحرص من خلال صالونها الشهرى على مناقشة كافة القضايا والتساؤلات التى تشغل ذهن المرأة المصرية فى مختلف المجالات، مشيرة إلى تطرق المجلة إلى عدد من القضايا فى هذا الإطار كالتعليم والمشاركة السياسية للمرأة، وكيف تكون سندا للوطن، موضحة أن المرأة المصرية هى حائط الصد الأول للوطن وقد تجلى دورها خلال ثورة ٣٠ يونيو ومواجهتها لجماعة الإخوان الإرهابية، إلى جانب مشاركتها فى كافة الاستحقاقات الدستورية كالاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية بهدف الوقوف بجوار الوطن حتى يصل إلى العبور النهائى كما أشار سيادة الرئيس.

وعن دور المرأة المصرية فى مواجهة الزيادة السكانية كإحدى القضايا التى تؤثر فى مسيرة الوطن إكمالا لدور الجهات المعنية فى هذا الإطار قالت الدسوقى: لا شك أن القضية السكانية كانت تشغل حيزا كبيرا من الاهتمام قبل عام 2011 ، ثم تركز الأمر خلال الأعوام الماضية على الوقوف بجوار الوطن حتى يستعيد عنفوانه بعد الحكم الإخوانى الغاشم، لذا تراجع الاهتمام إلى حد ما بها خلال هذه الفترة، إلى أن عادت مؤخرا إلى بؤرة الضوء بناء على ما أشار إليه سيادة الرئيس من تأثيرتها السلبية على مستوى معيشة الفرد بشكل عام بل والعائد المتوقع من المشروعات القومية العملاقة التى يجرى العمل بها.

مضيفة أن هناك عدة وسائل لمواجهة هذه المشكلة بجانب الجهود الحكومية التى تتم فى هذا الإطار منها ضرورة القضاء على الأمية، والاهتمام المكثف بتوعية المرأة والأسرة المصرية بخطورتها، بجانب تحفيز الأسر المصرية

 التى تحرص على إنجاب طفلين فقط من خلال امتيازات بالتعليم والمدارس والجامعات، مع إكمال الدور الفعال الذى يقوم به المجلس القومى للسكان فى هذا الإطار من خلال استراتيجيته لمواجهة هذه المشكلة، باتباع بعض الوسائل التقنية الأكثر حداثة كالإعتماد على تصميم «أبليكشن مجانى » على وسائل الاتصال لتقديم معلومات مجانية عن تنظيم الأسرة للمواطن العادى، مع زيادة كثافة الحملات التوعوية التى تقدم حول هذه المشكلة بكافة وسائل الإعلام، والعودة لإنتاج الأعمال الدرامية التى تتعرض للمشكلة السكانية وتبرز أثارها السلبية.

من جانبه أشاد الكاتب الصحفى مجدى سبلة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال بالدور الذى تقوم به مجلة «حواء » من خلال مبادراتها وصالوناتها الشهرية الهادفة لدعم المرأة المصرية والوطن ككل خلال فترة العام ونصف الأخيرة، لافتا إلى اهتمام المجلة بمناقشة العديد من القضايا المهمة التى تشغل المجتمع المصرى من خلال هذه الأنشطة وآخرها القضية السكانية التى تلتهم عائدات التنمية والمشروعات القومية.

كما ثمن الكاتب الصحفى يوسف القعيد عضو البرلمان المصرى مساعى مجلة «حواء » فى أداء الدور المنوط بها اجتماعيا من خلال تنظيم صالونها الشهرى المعنى بمناقشة القضايا الملحة، لافتا إلى أن مواجهة مشكلة الزيادة السكانية يحتاج إلى ضرورة توحيد الجهود الحكومية والأهلية مع تطوير الخطاب الدينى، وتضمن المناهج التعليمية لمادة تبرز أثارها السلبية وقبل هذا وذاك مواجهة مشكلة الأمية والتى تعد السبب الرئيسى وراء تفاقم أعداد السكان.

إستراتيجية 2030-2015

وقال د. عمرو حسن، مقرر المجلس القومى للسكان: حتى ندرك التأثيرات السلبية لمشكلة الزيادة السكانية علينا وأن نعود إلى ما أشار به سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما وضعها فى مكانة مساوية لإرهاب، وهو ما يعنى أننا أمام مشكلة خطيرة علينا أن نواجهها بطرق فعالة وسريعة.

وأضاف: إذا أردنا أن نبحث عن أسباب الزيادة السكانية المضاعفة خلال السنوات الأخيرة سنجد العديد من التفسيرات وراء ذلك، فقبل عام ٢٠١١ كان هناك اهتمام كبير بهذه المشكلة وهو ما يمكن ملاحظته من خلال حملات التوعية المكثفة التى كنا نتابعها جميعا من خلال وسائل الإعلام، ولكن الأمر اختلف بعد هذه المرحلة والتى شهدت انخفاضا ملحوظا فى معدلات الزيادة السكانية، حيث أصبح الاهتمام الأول والأخير بدعم الوطن فى قضيته ومساعدته، والأن علينا أن نعود إلى وضع هذه القضية فى بؤرة اهتمامنا وهو ما ننفذه كمجلس قومى للسكان لمواجهة الزيادة المضاعفة فى أعداد السكان والتى نلحظها فى السنوات الأخيرة، يعاونا فى هذا العديد من الجهات المعنية، وقد تم وضع إستراتيجية 215 – 2030 بهدف بالوصول بالمعدل السكانى إلى 111 مليون نسمة بحلول 2030 ، حيث ترتكز هذه الإستراتيجية على 5 دعائم هى تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية والتعليم ودعم الشباب وتمكن المرأة والإعلام، موضحا أن الخطة التنفيذية للاستراتيجية ترتبط بإستراتيجيات أخرى ذات صلة وهى مكافحة ختان الإناث والحد من الزواج المبكر ومواجهة الأمية والتسرب من التعليم وعمالة الأطفال وغيرهم.

وأضاف: أما عن وسائل تحقيق حملات تنظيم الأسرة لنتائج إيجابية على أرض الواقع فتستلزم تجديد الخطاب الدينى بشكل يخدم القضية ويساعد على حلها، موضحا أن هناك تعاونا جادا مع مراكز تنظيم الأسرة من خال وزارة الصحة لتقدم وسائل تنظيم النسل بأسعار رمزية، مؤكدا أن الرسالة الإعلامية المعنية بمواجهة هذه المشكلة يجب أن تتطور من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى التوعية بجانب الإعلام المسموع والمرئى.

دور الإعلام

أما الإعلامية فاطمة فؤاد فقد تطرقت خلال كلمتها إلى دور الإعلام والأعمال الدرامية فى مواجهة المشكلة السكانية، موضحة أن دور الوسائل الإعلامية كان مؤثرا جدا خلال فترة التسعينيات حيث ناقشت العديد من الأعمال الدرامية تلك القضية، مطالبة بتكثيف الحملات الإعلامية المعنية بالقضية خلال المرحلة الحالية.

ونوهت فؤاد إلى أن القنوات الإقليمية مناسبة جدا لتوجيه الرسالة الإعلامية، فكل قناة تعرف الطريقة الأقرب لإيصال الرسالة نظرا لقربها من ثقافة المتلقى، مع تحديد مواعيد مناسبة لعرض هذه الرسائل الإعلامية وبخاصة فى الفترات التى ترتفع بها معدلات المشاهدة كما هو الحال فى برامج «التوك شو »، وكذلك برامج المرأة، مع العودة لإنتاج أعمال درامية تليفزيونية وإذاعية تتطرق لنفس المشكلة.

جهود برلمانية

من جانبها طالبت النائبة مايسة عطوة عضو مجلس النواب بتغليظ العقوبة على التسرب من التعليم ومناهضة قضية العمالة غير المنتظمة من الأطفال من خلال الجهات المعنية، وكذلك تغليظ العقوبات الخاصة بمعاقبة من يجبر أبناءه على التسرب من التعليم أو العمل فى سن صغيرة والحرص على متابعة تطبيقها على أرض الواقع. كما لفتت المهندسة إيمان العجوز، سكرتيرة اتحاد عمال مصر للمرأة العاملة والطفل إلى ضرورة التعامل مع المشكلة بشكل مؤسسى وملزم مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى التوعية بخطورتها من خلال تعاطى أسباب المشكلة والتعامل معها، بجانب اختيار ضيوف البرامج الإعامية المعنية بالتطرق إليها من أطباء وعلماء دين، مع ضرورة إلزام وزارة التربية والتعليم بتسليط الضوء على خطورة المشكلة السكانية وأهمية تحديد النسل من خلال المناهج التعليمية، إلى جانب العمل على إقرار الحوافز النفسية والمادية لمن يلتزم بإنجاب طفلين فقط.

فيما أرجعت د. وهاد سمير، عضو المجلس القومى فرع القاهرة الزيادة المستمرة فى التعداد السكانى إلى عدة أسباب من أهمها الزواج المبكر وما ينتج عنه من عدم إثبات النسب لغياب عقد الزواج الذى يشترط إقراره بلوغ الفتاة سن الثامنة عشر من عمرها، والفقر والأمية لافتة إلى أن مواجهة مشكلة الزيادة السكانية يتطلب التطرق إلى هذه المشكلات ومحاولة علاجها فى البداية.

مداخلات

أشار د.عمرو محسوب النبى، رئيس قطاع الإعام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات إلى ضرورة عودة الاهتمام ب ن كافة الجهات الحكومية والأهلية لمواجهة هذه المشكلة كما كان الوضع قبل عام ٢٠١١ ، لافتا إلى أهمية الاهتمام بدور الاتصال المباشر فى التوعية بهذه المشكلة وهو ما كان ومازالت الهيئة العامة للاستعلامات تعنى به فى هذا الإطار.

وأشارت الإعلامية نفرتيتى أحمد، مديرة برامج بالتليفزيون المصرى، إلى إن طاب المرحلة الثانوية يحتاجون إلى دورات تدريبية وتعريفية بخطورة الزواج المبكر والإنجاب وكيفية الحد من الانفجار

السكانى، أسوة بالدورات التدريبية التى يتم إطلاقها فى هذا الإطار لطلبة الجامعات والأكبر عمرا، معربة عن استعدادها ومجموعة من الإعلاميين المشاركة فى هذه الدورات، داعية إلى ضرورة العودة إلى الاهتمام بالبرامج الإذاعية البسيطة التى تتناول هذه المشكلة بطرق مشوقة وبسيطة.

فيما أوضحت الإعلامية د.شيماء إسماعيل، إن الهيئة العامة للاستعلامات تبذل مجهودا كبيرا فى نشر التوعية بين المواطنين بخطورة الزيادة السكانية، داعيا جميع الجمعيات الأهلية والإعام والمؤسسات الدينية إلى توحيد جهودها للتحذير من مخاطر القضية والعمل على مواجهتها.

وقالت المحامية فاتن عريف: إن مواجهة مشكلة الزيادة السكانية لابد أن ترتكز وبصورة كبيرة على مناطق الريف والصعيد خاصة وأن بعضها ترتفع فيه معدلات الزواج المبكر وزيادة الانجاب مع الاهتمام بتفعيل دور مراكز تنظيم الأسرة بصورة كبيرة خلال المرحلة المقبلة.

التوصيات

- القضاء على الأمية.

- تحفيز الأسر المصرية التى تحرص على إنجاب طفلين فقط من خلال امتيازات مضاعفة بالتعليم والمدارس والجامعات للملتزم.

- تصميم «أبليكشن مجانى » على وسائل التواصل يتضمن معلومات مبسطة عن وسائل تنظيم الأسرة.

- تكثيف الحملات التوعوية بالقنوات التليفزيونية المختلفة والإذاعة.

- العمل على العودة لإنتاج أعمال درامية تتناول المشكلة.

- الاهتمام بالتطرق لخطورة المشكلة السكانية من خلال المناهج التعليمية المختلفة.

- عقد دورات تدريبية لطلاب المدارس والجامعات حول الآثار السلبية للزواج المبكر والزيادة السكانية.

- الاهتمام بتطوير الخطاب الدينى وطريقة تناوله لهذه المشكلة.

المصدر: كتب : محمد عبدالعال – تصوير : سارة حامد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1187 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,100,695

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز