كثيرا ما تباغتنا الحياة بالانكسارات فنرى أنه لا مكان لأحلامنا، وآن أوان تحقيق السعادة ولى فات، لتبدأ الأفكار السلبية فى التزاحم حولنا لنشعر أننا غير قادرين على البدء من جديد بل وكأننا مكبلون بسلاسل من حديد، لكن لماذا لا يكون هذا الشعور بوابة إلى سعادة أكبر ؟

داليا نبيل، مدربة أسلوب الحياة وخبيرة التنمية البشرية تكشف فى هذا الحوار عن طرق فتح صفحة جديدة مع الحياة بعد علاقة حب أو زواج أو صداقة فاشلة خذلت قلوبنا، أو حتى وظيفة لم تكن على قدر أحلامنا..

- بداية هل قدرة الإنسان على البدء من جديد سهلة؟ وهل تختلف من شخص لآخر؟

تختلف على حسب طبيعة القرار الذي يريده الشخص، هل يريد البقاء في المنطقة التي يقف فيها حيث أحزانه أم لديه استعداد للتغيير والشجاعة لمواجهة أحزانه وتخطيها ليبدأ من جديد، وهو أمر ليس سهلا حيث يحتاج من الشخص إلى قوة وإصرار وانفتاح على العالم، وكما أقول دائما "السعادة قرار"، لذا يجب أن يقف الإنسان أمام نفسه ويتبين ما إذا كان قادرا على اتخاذ هذا القرار أم لا.

- كيف نستعيد طاقتنا على بداية جديدة ونحول مشاعرنا السلبية إلى إيجابية تمنحنا القدرة على الاستمرار والمضى قدما؟

مع بدء عام جديد أو اقتراب عيد الميلاد تنتاب الإنسان حالة من الحيرة والارتباك لمشاعرنا، ويبدأ في التساؤل من أنا؟ ماذا حققت؟ وأين وصلت؟ ولمواجهة هذه الحالة يجب أن يقوم الفرد بعمل "ديتوكس" للمشاعر يخلصها من سموم أي مشاعر سلبية، حيث يتساءل الإنسان هل التجربة التي مر بها أو الذكريات السيئة يمكن نسيانها أم يمكن الاستمرار فيها؟

- وكم يستغرق هذا البرنامج، وكيف يمكن تطبيقه؟

على مدار أسبوع يقوم الإنسان بتفكيك مشكلاته لكن أولا يجلس فى مكان بالمنزل ينعزل فيه عن من حوله، يسجل خلال الثلاثة أيام الأول أحداث المشكلة ويحدد أطرافها ويخصص وقتا معين للتعامل معها مع الامتناع باقي اليوم عن التفكير فيها لمنح العقل مساحة للتفكير فى المشكلة، وفي الأيام التالية يقوم بتحليل الأخطاء التى تسببت فى المشكلة، ليخرج فى اليوم السابع بنتيجة مفادها إذا تكرر هذا الموقف كيف سيتعامل معها، وكيف يتجنب الوقوع في المشكلات المماثلة، وخلال هذه المدة إذا ما تم كتابة كافة المراحل على الورق سيتخلص من هذه المشاعر لأنها غير متجددة، وبعد الوصول إلى نتيجة ومعرفة أساس المشكلة يبدأ في تحديد الأهداف الجديدة التي يجب أن يعمل عليها.

- وهل هناك أهداف ثابتة للتعامل مع أي مشكلة؟

هنا كأهداف أساسية للتعامل مع أي مشكلة عبارة عن عدة أسئلة منها:

لماذ؟ هو أهم الأسئلة والمحرك الأساسي لتنفيذ الأهداف والخروج من الأزمة والبدء من جديد، والسؤال الثاني كيف؟ وهو الخطة التنفيذية أو طريقة تحقيق الهدف، ثم متى وهو المدة الزمنية التي أكون ملتزما بتنفيذ الخطة خلالها.

- وما المطلوب لتحقيق هذه الأهداف؟

لابد من وجود إصرار ورغبة حقيقية في التغيير والتخلص من الخوف من الفشل وكلام الناس، وأهم خطوة اتخاذ قرار البدء الفعلي فى التغيير وتحويله من كلام على الورق إلى واقع، ولو وجدنا أن ورقة أهداف العام الماضي ما زالت كما هي ولم يتحقق منها شيء يجب أن أقوم فورا بتغيير هذه الأهداف بدلا من حملها على ظهرى ما يشعرنى بالفشل.

- في الفرصة الثانية هل يجب أن يتغير الحبيبان أو الصديقان ويتغاضيا عن أمور معينة؟

فى البداية على الإنسان تحديد مميزاته وعيوبه وكذلك الطرف الآخر، وما إذا كان لديه عيوب يمكن التعامل معها أم أنها سبب فى إنهاء العلاقة، أما إذا كانت وظيفة فيجب النظر للأسباب وما إذا كانت المؤهلات أو القدرات الشخصية سببا فى ترك الوظيفة أم لا؟

- هل نحتاج فترة توقف وإعادة حسابات قبل البدء من جديد؟

يجب أن نلتقط أنفاسنا، وأن نستسلم للحزن فهو أمر صحي على أن يكون لفترة محددة لإعادة الحسابات واستعادة التوازن، كما أن الاستسلام للمشاعر مهم للتخلص منها فكبتها يكون مخزونا من الطاقة السلبية، لكن يجب أن نغلق الجرح وهو نظيف، وأهم شيء ألا أخرج من العلاقة بأخرى جديدة بل يجب إعطاء جروح المشاعر فرصة لتلتئم مع الاهتمام بالمظهر واللجوء إلى الله فهذا يمنح الفرد القدرة على الاختيار السليم.

- بالنسبة للصداقة كيف أتجاوز علاقة صداقة منتهية؟

في بداية كل سنة نضع الناس من حولنا في فلتر متعدد المراحل ونسأل من أقرب الناس إلينا، ونحدد مواصفات الناس القريبة منا، ولتحديد دائرة العلاقات يجب أن نرتب الأولويات، وسنجد أن هناك من يجب أن يخرج منها إلى الأبد، وهكذا مع تحديد الأشخاص الموجودين في كل دائرة سأصنف كل شخص حسب درجة قربه مني ومميزات كل دائرة لأعرف من يجب أن أجلس معهم دائما ومن أسأل عنهم من وقت لآخر.

- وماذا عن الزواج أو تجربة الحب الفاشلة؟

بعد الخروج من علاقة زواج أو خطوبة يجب أن يعرف الإنسان السبب وما ينقصه وما يريده، وقبل دخول أي تجربة جديدة يجب تحديد مواصفات الشريك بشكل كامل مع التركيز على المميزات والعيوب التي يمكنه التعامل معها، وفي النهاية الاختيار الثاني والفرصة الجديدة تكون أسهل إلى حد ما لأنها أكثر وضوحا.

المصدر: حوار: أماني ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 927 مشاهدة
نشرت فى 31 يناير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,932,345

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز