نردد دائما عبارة "اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية" دون أن نهتم بشرح هذه القاعدة لأولادنا الصغار, لذا يكثر العنف المدرسى والضرب بين الأولاد وبسؤالهم نكتشف أن الأمر كان له علاقة بالاختلاف فى وجهات النظر ما دفعنا لسؤال د. سامية جلال, أستاذ التربية بجامعة الزقازيق عن كيفية تعليم أولادنا الاختلاف بتحضر وليس بالعنف الذى يفقد الطالب انتمائه لمدرسته ما يجعله يفقد انتماءه لكل شيء فقالت: المدرسة هى المكان الأفضل لتدريب الأطفال على كل القواعد الطيبة التى تجعلهم مواطنين فاعلين فى المجتمع, ومن الأمور المهمة تدريبهم على الاختلاف بتحضر لكن للأسف نترك الطلاب يضربون بعضهم البعض وتتربى داخل من تم ضربه عقيدة أن البقاء للأقوى وأنه لا مكان له وسط هؤلاء, ومن يضرب يتعلم أن البلطجة وسوء الخلق يجعل الآخرين يهابونه, وتمضى السنوات وتدفع الدولة فاتورة ما غفلت المدرسة عن تعليمه للطلاب, لذا الأمر يستحق أن نشرح للطلاب أن هناك طرق أكثر تحضرا للاختلاف عن الضرب, وأن نعلمهم كيف نتناقش وأن نسمع وجهات النظر المختلفة ونتبنى ما نريده دون الإقلال من وجهات النظر الأخرى, فالعيب ليس فى الاختلاف فى الجنس أو اللون أو العقيدة لكن فى كيفية تعاملنا مع الاختلافات, لذا يجب على الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين أن يهتموا بشرح هذه الأمور ليساهموا فى غرس الانتماء للمدرسة والأسرة والوطن, فعندما نعلمهم أن الضرب والبلطجة سلوكيات لا تتفق مع الإنسان المتحضر وأن هناك أساليب أخرى لعرض وجهات النظر المختلفة سنقدم للمجتمع مواطنين أسوياء, وأضافت من المدرسة نتعلم الانتماء ومنها نتعلم الكراهية لكل ما حولنا, وختمت حديثها مخاطبة الأخصائيين فى المدرسة بأن يجلسوا مع الطلاب وينظموا المحاضرات للتعرف لماذا يلجئون للعنف والضرب, وبالتدريب سيتعلموا التحضر والرقى فى الاختلاف, وعلينا ألا نيأس وندعى أن المجتمع أصبح عنيفا لكن نركز مع الصغار لأنهم الأمل.
ساحة النقاش