ابنى عمره 11عامالا يحب الجلوس معنا ويفضل قضاء معظم وقته على النت, وكلما أخبرت والده ليحضره ويجلس معنا يطالبني بتركه لأن الجيل الجديد كله كذلك, أخاف عليه ولا أعرف كيف أجعله يحب الجلوس معي ومع شقيقته أو مع والده, دائما هو والنت ولا ثالث لهما؟
ماما زينب
بداية أنت محقة في مخاوفك وعليك الانتباه لما وصل له ابنك من تباعد بين العالم الحقيقي الذي نعيشه واختيار عالم النت الوهمي ما بين ألعاب وفيس بوك وغيرها من أمور بعيدة تشغله وتجذبه أكثر من الحياة الواقعية التي نعيشها, ومع الاحترام للوالد لكن انسحابه من الأمر يزيد الأمور تعقيدا, فمن الطبيعي والتربوي أن يكون الأب صديقا لابنه لا أن يتركه لهذا العالم الذي يعيش فيه من خلال أزرار "الكيبورد", وما يحدث الآن ربما يكون مقدمة لأمور أخرى أكثر خطورة, فنحن كأهل وسط انشغالاتنا الكثيرة ارتحنا لوجود الفيس وتويتر وغيرهما على أساس أنها تشغل الطفل وتجعله يتركنا نكمل أعمالنا دون أن ندرك أن هذا يشكل خطورة كبيرة على عقله وانتمائه لأسرته, فمن يترك جلسة عائلية مع أهله مفضلا عليها أناس لايراهم بشكل مباشر ومنهم من لا يعرفهم أساسا هذا يعنى أنه يعانى مشكلة ما في التواصل داخل أسرته وقد يعانى من مشاعر الوحدة وعدم الاهتمام, هنا عليك محاولة جذب ابنك للأسرة بشراء ألعاب بعيدة عن النت وإشراكه في رياضة واتخاذ قرارات بتحديد ساعات محددة للجلوس على النت من خلال الموبايل أو الكمبيوتر وعدم قول إنه أصبح من الصعب فعل ذلك أو تبرير سلوك ابنك كما يقول والده بأن الأجيال الجديدة كلها كذلك, فكثرة الخطأ لا يحوله لصواب, الأمر يستحق أن تجلسي معه وتتحدثين عما يضايقه في البيت وأن تكرري نفس الطلب من والده,وأن تحتويا ابنكما وهو على أعتاب سن المراهقة قبل أن يسيطر على عقله وأفكاره آخرون ويصبح البيت مكان إقامة لا مقرا للحياة والسكن, اهتمي بابنك واحتويه ولا تملى من محاولات جذبه للعائلة قبل فوات الأوان.
ساحة النقاش