عندما نريد الحكم على الأشياء أو الأشخاص فهل نتأثر بآراء من حولنا أم لا نهتم ونصر على أن تكون لنا تجربتنا الخاصة التي من خلالها نقيم الأمور؟ سؤال طرحناه على العديد من الأصدقاء فماذا قالوا؟

في البداية تقول آية أحمد، طالبة: أتأثر إلى حد ما بالشخصيات التي أثق في خبراتها وطريقة حكمها على الأمور مثل والدي وصديقاتي المقربات اللائي أعتبرهن محل ثقة لكن هذا لا يعني أنني آخذ أحكامهم كقضايا مسلم بها بل لابد أن يكون لي تجربتي الخاصة, وكان أبرزها عندما أصريت على الاستمرار في ممارسة الكرة الطائرة بعد العملية التي أجريتها في قدمي وبالفعل كانت تجربة ناجحة رغم معارضة الكثيرين.

الأشخاص غير الأشياء

"الأمر يختلف بالنسبة لتقييم الأشياء عن الأشخاص" بهذه العبارة تبدأ كلامها هالة الصفتي صيدلانية وتستطرد قائلة:أتأثر في الحكم على الأشياء بكل من لهم تجارب سابقة وآراء يحتذى بها وعلى رأسهم بالطبع والدي, كما أنني آخذ في الاعتبار ما أقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي إذا كان الأمر متداولا عليها لكن إذا تعلق الموضوع بشخص معين أفضل خوض التجربة والحكم عليه بنفسي دون أن أتأثر برأي أي شخص آخر.

وتتفق معها في الرأي مرام صفوت, مدرسة, وتذكر أنها يجب أن تتعامل مع الشخص الذي أمامها حتى تكون انطباعا عنه ولا تستمع لما يقوله الآخرون لكنها تأخذ تجارب الغير محل الاعتبار وتستفيد مما يقوله أصحاب الخبرات الذين مروا بالعديد من المواقف والتحديات فهذا يفيدها جدا في إصدار الأحكام حول ما تواجهه.

أما محمد أحمد طالب ثانوي فيؤكد أنه على الرغم من تأثره بنسبة كبيرة بآراء من حوله خاصة في الأمور العملية لكنه كثيرا ما يعتمد على أحاسيسه في النهاية ويترك لها الأمر لتوجهه في خوض أي تجربة في الحياة.

وتذكر حبيبة مرسي طالبة بكلية الفنون التطبيقية أنها تقرر دائما خوض التجارب وفقا لطموحاتها وظروفها لكنها تستمع لكل آراء من حولها لتتعرف على خبراتهم المختلفة وإن كانوا قد فشلوا فيما ستقدم عليه فما هي الأسباب لتتجنبها.

وتستطرد قائلة: عندما حصلت على الثانوية العامة كان الجميع ينصحني بالالتحاق بكلية الصيدلة لكنني قررت الالتحاق بالفنون التطبيقية ووجدتها تجربة ناجحة تتفق مع أهدافي وطموحاتي في الحياة.

خطط خاصة

على عكس الجميع فلا يستمع عمر سليم طالب لآراء الآخرين, ويفسر ذلك أن كل شخص يختلف عن الآخر من حيث الظروف المحيطة به وطريقة التفكير وبالتالي فأحكامه لابد أن تختلف, كما أن من يفشل في أي تجربة يحاول دائما أن يوهم من حوله أنهم سينالون نفس مصيره.

ويضيف أنه لا يحب أن يتعرض لأي إحباط قد يعرقل طموحاته في الحياة لذا أفضل شيء أن يكون له تجربته الخاصة التي تمكنه من تحقيق خططه في الحياة.

الحذر

تقدم الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية مجموعة من القواعد للحكم السليم على الأشياء والمواقف والشخصيات قائلة:عند أخذ آراء الآخرين يجب أن نكون حذرين جدا ونختار بعناية من سنسألهم لأنه يوجد البعض يصدر أحكامه بناءعلى تجاربه السابقة, فمن مر مثلا بتجربة خيانة سيحاول أن يضيق دائما الخناق على من حوله ويلصق به تلك التهمة، كما أن البعض يقيم الناس بما فيه من عيوب, فالكاذب يرى الجميع غير صادقين.

وتابعت: بالفعل التجربة خير برهان وعلينا أن نخوضها ولكن مع مراعاة أن كل تجربة لها ظروفها ولا يجوز أن أطبقها كما هي في كل المواقف, ويجب أن أدرس الأمر جيدا ومن جميع الجوانب قبل خوض أي تجارب حتى لا يتحول الموضوع إلى مغامرة طائشة غير محمودة العواقب.