الرحماء يرحمهم الله هكذا يعلمنا الإسلام حيث يدعونا وغيره من الأديان السماوية للرحمة والعطف وتقديم يد العون للضعفاء من كبار السن والمحتاجين لكن للأسف يعيش بعض الصغار فى رفاهية جعلتهم لا يهتمون بالرحمة أو العطف على الضعيف المحتاج بل يبعدون عنه وينفرون منه ويعتقدون أن القسوة هى طريقهم للاحترام من قبل هؤلاء لذا علينا إشاعة روح العطف بين الأطفال وتشجيعهم على الأعمال التى تجعلهم رحماء ونصحح لهم مفهوم أن الرحمة ضعف.

ولأهمية توضيح مفهوم العطف والرحمة من خلال الأفعال لا الأقوال تحدثنا مع د. جمال شفيق أستاذ علم نفس الطفلفقال: الأطفال عادة يتأثرون بالصفات المنتشرة فى مجتمعاتهم وبمرور الوقت تترك آثارها على شخصياتهم لذا فانتشار القسوة وقلة العطف والرحمة بالضعفاء من الآفات الاجتماعية التى يجب حماية أطفالنا منها, وكل الأديان تحث على الرحمة وتقديم يد العون للأضعفوالأكثر احتياجا, لذا من الجميل قيام بعض المدارس والمناطق بتجميع الصغار وتشجعيهم على المساهمة بملابسهم القديمة الجيدة للفقراء أو أن يزوروا دور المسنين أو الأيتام, ويجب ألا يقتصر هذا الأمر على شهر بعينه لكن يجب جعلها سلوكيات معتادة لأهل البيت لنغرس فى الأطفال روح العطف والرحمة, وهذه الخصال الطيبة تعلم المسئولية وتقلل سقف الطلبات لدى الأبناء وتساعد فى تقديرهم للحياة التى يعيشونها, وتقتل بداخلهم اللامبالاةوالأنانية والتفكير فى الذات, وبالتالى يكون عطفنا ورحمتنا بالآخرين قد هذبأنفسنا وزاد ارتباطنا بمجتمعاتنا وانتمائنا لهالأننا نشعر أننا أصبحنا جزءا فى تغيير الواقع الصعب لمن حولنا, ونصح بأن يبدأ الأمر بالفقراء من حولنا مثل عمال النظافة فعندما نرحمهم ونشعرهم بأهميتهم ستزداد كفاءتهم فى العمل, وأيضا مساعدة الآخرين باصطحاب الصغار لأن ممارسة العطف والرحمة يقرب الفكرة للطفل ويجعله حريصا على ممارستها بنفسه,وألا يلجأ الأهل للعنف مع الأبناء ليكونوا رحماء بالبسطاء,فالأفكار والقيم النبيلة يتم التعويد عليها بهدوء وتكرار لا بالأمر المباشر, وختم حديثه مؤكدا على أن من يزرع الرحمة والعطف فى أبنائه صغارا تجاه الآخرين سيحصدها فيهم عندما يكبروا سيهتمون به ويسألون عنه لأن الرحمة ستصبح جزءا من شخصياتهم.