بقلم : نجلاء أبوزيد

أحيانا نشعر أننا لم نعد قادرين على الدخول فى معارك مع الحياة أو فى مناقشات مع المختلفين معنا فى الأفكار والدفاع عن أى حق فى أى مكان, حيث نشعر أنأقصى أمنياتنا أن ننزوى فى مكان ما لنحظى باستراحة محارب أنهكته الحياة بأحداثها الكثيرة المتلاحقة غير المنصفة, هذه الأحاسيس قد تصل بالإنسانإلى الاكتئاب وعليه الانتباه لهذا جيدا, فالانسحاب من الحياة والانزواء فى ركن ما لن يجعلها وردية لكنها ستزداد سوءا, وعلينا لتجاوز هذه الأحاسيس البحث فى دفاترنا القديمة عن هؤلاء الذين كنا نرتاح معهم دوما عندما كانت تنطلق الضحكات من بين شفاهنا دون خوف أوقلق عن هؤلاء الذين تشاركنا معهم أجمل الذكريات وأحلى الأيام,وألا نخجل من الاتصال بهم فالحديث معهم سيمنحنا طاقة إيجابية تساعدنا على تجاوز الأزمات, وعلى كل منا إدراك حقيقة مهمة وهى أنه فى حياة كلمنا أشخاص دون غيرهم مجرد سماعنالأسمائهم يفرحنا, والحديث معهم يسعدنا, ورؤيتهم تجعلنا نصغر أعواما, وعلينا فى أزماتنا البحث عنهم فهم يحملون ذكرياتنا وبراءتنا ويستخرجون ما بداخلنا من طاقة لنعود لسابق عهدنا نواجه الحياة نتفق ونختلف ونعيش, فليبحث كل منا بين الحين والآخر فى دفاتره القديمة ليستعيد طاقته فى مواجهةأزمات الحياة وأن نذكر أنفسنا دوما بأن هناك من يحبوننا كما نحن, ربما يكون عددهم قليل جدا لكنهم موجودون,وأنه مازال هناك خير وأن كثرة المشكلات التى نقابلها فى حياتنا لا تعنى أنه لم يعد هناك شيء يستحق بل على العكس فكوننا مازلنا على قيد الحياة أمرفى حد ذاته يستحق منا عدم الاستسلام, ولنبدأ من هذه اللحظة البحث فى دفتر الذكريات عن أصحاب زمان لنأخذ من ضحكات الماضى وبراءته طاقة نواجه بها المستقبل.