بقلم : طاهــر البهــي
إن الاسم الذي اختارته لنفسها هذه السيدة التي منحتنا الكثير من المتعة والحكمة وهو"أبلة فضيلة" يحمل إجابة عن سؤال لم نسأله لأي إعلامي: لماذا اخترت هذه الوظيفة؟ ما هي رسالتك؟ ماذا تريد أن تقول للناس؟
أبلة فضيلة حددت هدفها منذ البداية، وأجابت عن كل ما سبق من أسئلة وقالتها مدوية: أريد أن أخدم وطني وناس بلدي، وأن أساهم في تشكيل وعيهم ووطنيتهم، أريد أن أترك ذكرى طيبة في نفوسهم ومعلومة مفيدة في عقولهم، وأن أصحح مسارهم وأشكل شخصيتهم البريئة.. الإذاعة رسالة ومسئولية ضخمة ربما أخطر من وسائل الإعلام الأخرى لأنها تصل إلى كل طبقات المجتمع، بالإضافة إلى أن زمن فضيلة توفيق كان فيه إرسال التليفزيون محدود ـ ينحصر غالبا في فترتي المساء والسهرة، في حين توقظنا أبلة فضيلة توفيق من "أحلى نومة"، يا ولاد.. يا ولاد.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة"، ليس من قبيل النستالوجيا أن أقول: "الله على زمانك".. ولكن من قبيل الامتنان والحب.
أتمت أبلة فضيلة متعها الله بالصحة والعافية عامها التسعين، وهو رقم دائري كان فرصة لأن نرد لها الجميل، وأن نعيد تقديمها كقيمة وقدوة لشباب يبحث عن مثل أعلى ـ ولو في حقل الإعلام وحده، أقول كان يجب أن نحتفل بعيد ميلاد أبلة فضيلة التسعين ـ والطلب نكرره ونؤكد عليه للعام الثاني على التوالي ـ أطال الله من عمرها ومتعها بالصحة والعافية، وفي تقديري يجب أن تحتفل مصر كلها بهذه المناسبة، وعلى الإذاعة المصرية أن تتقدم الصفوف وتقود الاحتفال بالشكل الذي يناسب قدرها؛ فهي واحدة من أشهر الإذاعيات في مصر، ورائدة برامج الأطفال في العالم العربي، منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
ساحة النقاش