بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ياسمين كانت تتحدث مع جدتها والخوف يتملكها فقد شعرت بالقلق الشديد عليها بسبب ما تقرأه عن فيروس كورونا وخطورته خاصة بالنسبة لكبار السن..
فبدأت ياسمين بإعطائها مجموعة كبيرة من التعليمات حول ما يجب أن تفعله للوقاية من ذلك المرض اللعين..
ابتسمت الجدة وحدثتها بأن من الجميل الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصحية لتقوية جهاز المناعة حتى يقينا الله من الإصابة بالمرض ويمنع انتشاره لكن الأجمل من ذلك أن نفكر فيما يحدث حولنا وأنه ممكن في لحظة أن نفقد شخصا نحبه..
اغرورقت عينا ياسمين بالدموع وحاولت الكلام لكن الجدة لم تعطها الفرصة وأكملت حديثها مؤكدة أنه لو كانا في أوقات عادية كانت عانقتها حتى لا تبكي لكن كل شيء تغير وفي وقت قصير أفاق البشر على حقيقة أن التباعد بينهم أصبح هو أساس التعاملات وتزايد الأمر حتى أصبح عليهم البقاء في عزلة في منازلهم..
ومن الممكن في أي لحظة أن يصلنا خبر سيئ عن صديق أو قريب ووقتها لن نتمكن حتى من زيارته وقد نراه مرة أخرى أو يكتب الفراق السطر الأخير في علاقتنا معه..
حقا الأعمار بيد الله والموت لا يحتاج لكورونا لكن يجب أن تكون درسا لنا نتعلم ألا نؤجل التعبير عن مشاعرنا الطيبة للمحطين بنا من الأهل والمعارف والأصدقاء, إن الحب هو الدواء الفعال ضد أي مرض لأنه يقوى جهاز المناعة فلماذا نهتم بالأطعمة والأدوية ولا نبحث عن ذلك الكنز المختبأ في قلوبنا لنطلق الآن العنان لمشاعرنا ونتصل بكل من تربطنا بهم مشاعر طيبة ونقول لكل شخص كلمة واحدة هي الأهم في تلك اللحظات الفارقة في تاريخ البشرية كلمة:
- أحبك.
ساحة النقاش