كتبت : إيمان الدربي

لأن التمكين الاقتصادي للمرأة أولى درجات ترقيها المجتمعي والإنساني، لذا كانت مبادرة سجون بلا غارمين وغارمات والتى أطلقت لحماية أم قد تسجن وييتم أبناؤها على عين حياتها بسبب ،  احتياجها المادى البسيط، أو أب قد يسجن لنفس الأمر.

تفاصيل هذه المبادرة وأهميتها اجتماعيا حماية لبعض الأسر المصرية وما تم إنجازه خلالها موضوع هذا التحقيق ..

تعج السجون بقصص الكثير ممن دفعهم الفقر والحاجة إلى الاستدانة لتزويج فتياتهم وأعجزتهم صعوبة الحياة على سداد ديونهم لتكون السجون مأواهم، فهذه زوجة تم حبسها وزوجها بسبب مديونية بسيطة لشراء جهاز كهربائي والكارثة أن لديهم خمسة أبناء في مراحل التعليم المختلفة بلا عائل، فدفع مديونية هذه العائلة بالتأكيد سينقذها من براثن الفشل والضياع ويحمي الأبناء من مصير مجهول.

أما فتاة الإسماعيلة التى توفى عنها والدها تاركا لها أخوات صغار فقد تحملت عبأ الأمومة دون أن تتزوج أو تلد، وبعد وفاة والدها انتقلت إلى الإسكندرية سعيا وراء الرزق لإطعام أخواتها الصغار, ومع صعوبة الحياة اضطرت للاستدانة لتلبية احتياجاتهم ومع عجزها عن السداد تفاقمت المشكلة وتزايدت الفوائد لينتهى بها الحال فى السجن وأخواتها فى الشوارع، لكن مبادرة الرئيس كانت طوق النجاة لها من سنوات السجن ولأخواتها من الضياع.

اهتمام رئاسى

يعلق اللواء محمد الشهاوي،مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية على مبادرة "سجون بلا غارمين وغارمات" قائلا: لا شك أن هذه المبادرة تعكس مدى اهتمام الرئيس بالمواطن المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية له وذلك من خلال الإفراج عن المسجونين فى قضايا تعسف السداد من الآباء والأمهات أو عائلى الأسر حيث يتولى صندوق تحيا مصر بسداد ديونهم، ويعد تنمية روح المواطنة داخل نفوس المواطنين الساخطين على الأوضاع الاقتصادية أبرز وأهم أهداف المبادرة, فمد يد العون لهم وإنقاذهم من السجون الذين زجوا فيها دون ذنب اقترفوه سوى عجزهم عن سداد ديونهم التى اقترضوا لتزويج فتياتهم يجعلهم يشعرون بالولاء والاتنماء لبلدهم وينشر التسامح بين المواطنين، وأدعورجال الأعمال أن يكون لهم دور في تخفيف العبء عن الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل حتى يكون لدينا مجتمع متسامح يشعر بالرضا، كما أن فتح مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر تخلق فرص عمل خاصة في المناطق الريفية لمثل هذه الأسر.

السجلات الجنائية

"العقوبة لهؤلاء الغارمين والغارمات أعنف بشكل كبير من الجرم ذاته, فالكثير منهم تعثر لأسباب جزء كبير منها خارج عن إرادتهم" بهذه الكلمات بدأ اللواء أشرف عمارة، الخبير الأمني حديثه ويقول: أعتقد أننا نحتاج تعديلا لبعض القوانين والتي من شأنها رفع هذه العقوبة من السجلات الجنائية لأنالمجتمع لا يرحم هؤلاء,ولأن الأغلبية منهم قد يتعثروا لظروف خارجة عن إرادتهم,فأي مهنة قد يحدث بها تعثر أو دين لايستطيع صاحب الدين رد المال ويدخل في دائرة العوز والحاجة ويجد نفسه واحدا من هؤلاء المساجين.

ويتابع: هذه المبادرة تهتم بأبناء المجتمع بكل شرائحه وبها تحفيز لبعض المواطنين لدفع زكاتهم للغارمات والغارمين، بالإضافة إلى الآثار المجتمعية والأمنية,فهؤلاء الأولاد الذي سجن ذووهم سيعانون الضياع والتفكك الأسري وغياب القدوة مع المرور بحالة نفسية سيئة ما ينشأ جيل معاكس للاتجاه الأمني, وقد يصبح لدينافرق من المسجلين لدى الفئات الإجرامية ما يزيد الأعباء على الأجهزة الأمنية للأحداث ويؤدي إلىمجهود مضاعف وانتشار أطفال الشوارع وزيادة في حجم التعاطي والسرقات، فى حين قد يكون البعض صيدا سهلا لأصحاب الفكرالمتطرف لكنإخراج هؤلاء من السجون سيؤدي إلى الاستقرا الأمني بلا شك وحماية هؤلاء من الضياع.

رؤية مستقبلية

يقول اللواء سامح أبو هشيمة،أستاذ الإستراتيجية العسكرية بأكاديمية ناصر: هناك رؤية مستقبلية للمجتمع المصري لدى الرئيس يسعى من خلالها لتحقيق الرفاهية والاستقرار لشعبه، ويهدف سيادته من خلال المبادرات التى يطلقها إلى إحداث تنمية بشرية بالتوازى من تطوير المجتمع، فتنمية البيئة تهدف إلىخلق الرخاء للمواطنين انطلاقا من إحساسه بالمسئولية تجاه شعبه الذى تعد أمامه بتحقيق نهضة شاملة، لافتا إلى أن المبادرة ستستمر حتى تعلن سجون مصر خالية من الغارمين والغارمات.

موروثات مجتمعية

تدعو د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع إلى أهمية تغيير العادات والتقاليد والموروثات التي تفرض ضغطا مجتمعيا على أهالي الفتيات لشراء احتياجات مبالغ فيها استعدادا لزواجهن، ما يدفعهم للاقتراض بأكثر من إمكانياتهم لتزويج فتياتهم، وتقول: لا شك أننا نستطيع تغيير هذا الوضع من خلال الاستفادة بالمشروعات القومية العملاقة التي أنشئت وفقا لتوجيهات سيادة الرئيس والتى يمكن للشباب والأباء والأمهات الحصول على فرص عمل من خلالها ما يحميهم من الوقوع فريسة للاقتراض وبالتالى التعرض للسجن، هذا بجانب امكانية الاستفادة من القروض الميسرة التى تم اتاحتها بشروط بسيطة تساعد الأمهات المعيلاد على وجه الخصوص على إنشاء مشروعاتهن الصغيرة والمتوسطة ما يسهم في توفير احتياجات اسرهن وعدم لجوئهن إلي الاقتراض.

وتضيف: الاستفادة من كل هذه الأشياء سيساهم وبشكل كبير فى حماية الأسر من الوصول إلى التعرض للسجن وبالتالى تهديد حياة أبنائهم بدلا من المساهمة فى بنائها.

المصدر: كتبت : إيمان الدربي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 298 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,653

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز