كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضي طرفا من حكاية قارئتي نورهان (29 سنة) وهي خريجة التجارة الإنجليزية وموظفة محترمة في بنك وطني وناجحة في عملها كما أنها تتمتع بقامة رشيقة ووجه مصري مقبول، وقالت إنها نشأت في بيت يسودة الحب والتناغم، فوالدها يعمل موظفا حكومياً في موقع متميز ووالدتها ربة بيت ولها ثلاثة إخوة، أخوان كبيران مهندسان وأخت صغيرة ما زالت تدرس بالثانوية العامة، وقالت إن قلبها تعلق بزميل لها في البنك إلا أن ظروفه كانت قاسية فهو يعول أمه الأرملة وإخوته الستة الذين يدرسون في مراحل التعليم المختلفة وشقيقته المطلقة وأولادها الثلاثة، وصارحها بأنه لا يملك ثمن شبكة ولا مهر ولا شقة وأن راتبة من البنك لا يكاد يكفي إطعام  أسرته، وظلت علاقة نورهان به ثلاث سنوات وهي تعرف أنه لا سبيل لتتويجها بالزواج لظروف زميلها القاسية حتى انتدبه البنك للعمل في أحد فروعه في بلد عربي شقيق، لكنه أرسل إليها أيضاً بأن راتبه الذي يرسله لأهله من الخارج لا يتوفر منه أي شيء نظرا لظروف علاج والدته الذي يتكلف الكثير ومصاريف أولاد أخته المطلقة في المدارس وأكد لها أنه لا يستطيع الزواج، وفي هذه الأثناء كانت أم نورهان ووالدها يلحان عليها في أن تفكر في الزواج حتى لا يفوتها القطار وقد أصبحت على مشارف الثلاثين من العمر، وهمست لها إحدى صديقاتها وهي جارة للأسرة بأن شقيقها رجل الأعمال يريد أن يتزوجها وأنه كان قد تزوج سابقا لكنه لم يستمر سوى بضعة شهور، وكانت نورهان تعرف أنه رجل أنيق ولطيف ودائم الضحك يأخذ الحياة ببساطة شديدة ولم ينجب من زوجته الأولى، وكانت أخت العريس عندما يسألها أحد عن أسباب طلق زواجه الأول كانت لا تزيد عن أنها القسمة والنصيب، ثم كانت المفاجأة عندما قابلت نورهان زوجة عريسها يوسف الأولى في النادي بالصدفة البحتة وجلستا تتحدثان، فقد كانتا تعرفان بعضهما البعض وسمعت نورهان ما قلب حياتها رأسا على عقب وكانت مفاجات غير متوقعة!

 

واستطردت نورهان.. وجدتها قادمة على استحياء تلك التي كانت زوجة يوسف عريسي الذي وافقت عليه أنا وأهلي، بل إن أهلي قد فرحوا به فهذا عريس جاهز من كله الشقة كاملة من كله وليس علي إلا ترتيب حقيبة ملابسي فقط، جلست مطلقة عريسي وهي إنسانة جميلة من عائلة محترمة بعد التحيات والسلام والحديث عن الأمور العامة والكورونا وغيرها تطرق بنا الحديث عن يوسف زوجها السابق فقالت لي بالحرف الواحد: أقسم لك أن ما سوف أقوله لك ليس من باب الغيرة أو الحقد فقد عرفت أنه تقدم لخطبتك يا نورهان وأنا أعرف أنك إنسانة (دوغري) وصريحة للأسف يوسف لا يعيبة شيء سوى الكذب، إنه يكذب عمال على بطال، يقول إنه دخل في مشروعات كذا وكذا ويتضح أنه لم يدخل في أية اعمال وأنه يكذب، كان في مشوار ويتضح أنه يكذب، وكذبه دائم وكأنه أقسم على ألا يقول الصدق أبدا، يقول إنه كان في زيارة لأمة وأسألها دون قصد أو تجسس عليه فتقول إنها لم تره منذ أكثر من شهر حتى أصبحت لا أصدقه في أية كلمة يقولها وانتهت الثقة بيني وبينه وبصراحة انتهي الاحترام، والعجيب أنه لا يعترف بكذبة، وعندما يواجهه أحد يقول السوق عايز كده من يعمل في السوق  لازم يكون كده ويداري أكاذيبة بالضحك والمزاح وليس لدية سوى أن يقول عن أية مشكلة تواجهه "بسيطة ماتحملوش هم"!

واستطردت أمنية مطلقة عريس لا أنكر أنه قبل مأساة الكورونا كان كريما معي لكن تجارته تأثرت كثيرا وصار مدينا للبنوك وعندما كذب علي آخر مرة صرخت في وجهه فألقى علي يمين الطلاق، وبصراحة كنت قد وصلت إلى مرحلة عدم الثقة وعدم الرغبة في معاشرته، ماذا أفعل الآن هل أقبل أم أرفض؟

 نورهان يا ابنتي هل تحققت من كلام السيدة أمنية مطلقة عريسك؟

فإن أيقنت أن كلامها صحيح وأنه كذاب بطبعه لا ترتبطي به فإن الكذاب ؟؟؟؟  وسوف لا تتحملين الحياة مع إنسان لا تثقين به، والزواج ليس شبكة ومهر وإنما راحة نفسية بين الزوجين وتفاهم ورحمة تأكدي من كلامها ثم أحكمي على عريس.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 270 مشاهدة
نشرت فى 18 ديسمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,984

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز