كتب : محمد عبدالعال

للمرأة المصرية مواقف مشرفة عبر التاريخ وفى القلب، حيث كانت المحرك الأول لوعى شباب وفتيات الأسر المصرية، وبرصد تلك المحطات منذ ثورة يونيو 2013 حتى مشاركتها في جميع الاستحقاقات الدستورية يبقى للمرأة دور فعال وحاضر في الاستحقاقات الانتخابية السابقة سواء البرلمانية أو الرئاسية أو التصويت على الدستور، وحول دور المرأة وبالتحديد ربات البيوت فى الحياة السياسية كان لنا هذا التحقيق.

في البداية تقول فريدة إبراهيم، ربة منزل عن مشاركتها في ثورة 30 يونيو: عند نزولى إلى الميدان كنت أخشى ألا تنجح أو لا يتحرر الوطن من عصابة الإخوان، ورغم ذلك كنت حريصة وأبنائى على المشاركة، وكان في ذلك التوقيت تتراوح أعمارهم ما بين عشر سنوات والـ13 سنة، ولم يكن هدفى سوى أن أرى اللحظة التي يتم فيها عزل الإخوان بأيد الجيش والشعب.

وأكدت ثريا عبدالفتاح، ربة منزل أن مشاركتها في انتخابات مجلس النواب 2015 والانتخابات الرئاسية جعلها تشعر بالفخر بسبب ما رأته من عرس ديمقراطى يتمثل في طول الطابور الخاص بالمشاركين، ما أشعرها دائما أنها جزء ولو بسيط من أسباب تلك المكتسبات العديدة التي حصلت عليها المرأة المصرية في عهد الرئيس السيسي.

وتسرد لنا رانيا السيد، ربة منزل تجربتها مع التعديلات الدستورية وتقول: رغم كونى ربة منزل ولم أحصل سوى على دبلوم تجارة إلا أن متابعتى لما يحدث من تطور على مدى السنوات الماضية وما حصلت عليه المرأة من مكاسب في مجال الرعاية الصحية ودور الإعلام في توضيح ذلك وتخصيص كوتة للمرأة شجعنى على المشاركة خلال التعديلات الدستورية والانتخابات الرئاسية.

وتقول شريفة محسن: اعتدت المشاركة في كافة الانتخابات ولا أكتفى بمشاركتى بمفردى بل أعتبر ذلك اليوم عيدا أو احتفالية، لذا أحرص على تجميع أكبر عدد من جيرانى للذهاب للجنة الانتخابية والسبب في ذلك شعورى بالوقوف بجانب بلدى.

أما شيماء السيد فقد علمت بموعد انتخابات برلمان 2020 عبر التليفزيون فعزمت على المشاركة رغم صغر أولادها الثلاثة واحتياجهم إلى رعاية، لكنهم لم يمثلوا عائقا أمام مشاركتها فتركتهم عند والدتها وذهبت للإدلاء بصوتها خلال اليوم الثانى.

وتقول أم الحسين، ربة منزل: رغم انشغالى مع أبنائى بسبب الدراسة إلا أننى كنت حريصة على المشاركة في انتخابات الرئاسة لدعم الرئيس السيسي لاستكمال المشروعات وتحقيق الأمان، فضلا عن حرصها أيضا على التواجد في انتخابات مجلس النواب 2020 و2015 قائلة "بنزل أنا وكل جيرانى علشان نختار حد يكون هيخدمنا بجد".

قائد يقدر المرأة

يعلق د. سعد الزنط، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية على دور ربات المنازل فى المشاركة السياسية قائلا: من حسن حظ المرأة المصرية أنه صادف قيام ثورة يونيه مولد زعيم يقدر دور المرأة ليس كونها أم ربت فأحسنت التربية والتأهيل بل وغرست كل بذور منظومة القيم الأخلاقية وقد انسحب ذلك التأثير العميق على القائد تجاه المرأة بشكل عام أيا كان موقعها في مصفوفة المجتمع زوجة وأخت وابنة ربة منزل أو عاملة.

ويتابع: أثبتت الأيام والأحداث أن السيدة المصرية تبقى هي رمانة الميزان والأكثر تأثيرا في خلق وتكوين الوعى الأولى للأسرة المصرية التي بدورها نواة بنية المجتمع كونها ربة المنزل وهى أيضا الموظفة والعاملة في المصنع، ولم تخيب الظن فيها مطلقا فقد أعطتنا في كل المجالات ولا ينكر دورها - أثناء وبعد ٣٠ يونيه - إلا كل فاقد للبصيرة؛ بأمانة وموضوعية لولا المرأة المصرية ما كانت تتم استحقاقات بناء الركن السياسي الأهم في الدولة خاصة الدستور والرئاسة والبرلمان فقد خرجت بشكل مشرف وأخرجت معها باقي أفراد الأسرة وكانت ملحمة تركت نقشاً ذهبياً في الذاكرة التاريخية أدهشت الغرب وقد سبقته بخطوات كبيرة فى وعيها بأهمية دورها؛ فقد كانت الأكثر استشعاراً للخطر المحدق بالدولة والأكثر استجابة للمطلوب، من هنا وبقراءة واعية ومنصفة لتاريخ المرأة المصرية نجده ناصعاً ومشرفاً على مدار عمر الدولة المصرية الذي يضرب بجذوره لآلاف السنين؛ وربما يكون من غير الإنصاف أن نتحدث اليوم عن المطلوب من المرأة المصرية فيما هو قادم لأنها تتسم بالمبادرة والإيجابية ولديها القدرات الكفيلة بتوافر نظام ضبط داخلي قادر على الاستباق والاستشراف بشكل فعال.

وأكد أن المرأة المصرية فقط تحتاج للدعم المستمر والإيمان الحقيقي بإمكانياتها ومحاولة توسيع هذا الدعم للمرأة البعيدة عن العاصمة وعواصم المحافظات؛ فهن في تقديري قادرات وذكيات فقط مزيد من التأهيل، قائلا: المرأة المصرية - وبفخر - تسطر لنفسها ولبلدها بأحرف من نور في كافة المواقع كمشرعة بالبرلمان وكوزيرة ونائب محافظ وكسفيرة ومهندسة وطبيبة ومقاتل بالقوات المسلحة والشرطة المدنية.. لقد شغلت كل المواقع باحترافية شديدة وأثبتت أنها بحق حفيدة لجداتها التي تعكس طهر الحضارات الإنسانية الفرعونية والمسيحية والإسلامية.

الانتماء محركها الأساسى

ترى سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية أن المرأة المصرية والوطن كيان واحد، وتقول: إذا نظرنا إلى التاريخ سنجد المرأة منذ عام 1919 وهى تخرج للنضال ولم تكن متعلمة آنذاك بل هي ربة المنزل البسيطة ولكنها تؤمن بقضية الوطن دون أن يعلمها أحد، فهى أساس هذا الوطن من خلال زرع حبه في جميع أبنائها على مر العصور وكانت من أوائل الشهيدات في ثورات 19 بخلاف اشتراكها بفرقة كاملة سميت الفرقة العاشرة مكونة من فتيات فقط لمقاومة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956م في مدينة بورسعيد الباسلة، وفى 30 يونيه وقفت المرأة المصرية لحماية الهوية في كافة ميادين مصر وكانت في المقدمة ربات البيوت لشعورهن بمحاولة اختطاف الوطن على يد جماعة تدعى التدين.

وتتابع: يجب على الدولة أن تستمر في دعم المرأة المصرية من خلال زيادة وعيها وتكون دور في مساندة الدولة بخلاف مشاركتها الفعالة في كافة الاستحقاقات بأن تسمع صوت القيادة السياسية من الخطر الذى يلتهم التنمية بسبب الزيادة السكانية.

بوصلة الوطن

تقول المستشارة فاتن عريفى، الحقوقية بمجال المرأة: إن مشاركة ربات البيوت خلال ثورة  30 يونيه كان بسبب ما استشعرت به المرأة المصرية من خطر في ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية مع وجود قيادة سياسية مؤمنة بدور المرأة كونها نصف المجتمع وتؤثر على المجتمع ككل فالتجربة الصينية قامت اقتصاديا على أكتاف ربات البيوت، وإذا نظرنا إلى نسب تصويت في جميع الاستحقاقات لوجدنها أعلى نسبة خاصة في انتخابات البرلمان والتعديلات الدستورية موضحة أن نسبة الــ25% كوتة للمرأة في البرلمان كان بفضل مشاركة المرأة وخاصة ربات البيوت في جميع المناسبات السياسية وإيمان القيادة السياسية بها .

وتؤكد فاتن أن لربات البيوت دورا كبيرا في دعم وتحريك كافة أفراد المجتمع من الأبناء الشباب والفتيات للمشاركة مؤكدة أننا لو نظرنا إلى المقاعد الفردية بالانتخابات الأخيرة لمجلس النواب سنرى كيف تغير نظرة المجتمع للمرأة من خلال نجاحه في الفردى بأصوات عالية.

المصدر: كتب : محمد عبدالعال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 11 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,702,640

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز