حوار :  هايدي زكي

جمعت بين الموهبة والدراسة فهي خريجة كلية  تربية فنية ونجحت فى إثبات موهبتها فى الرسم على المفروشات والجلود، لا تستسلم للإحباط أو اليأس، الصبر والألوان الزاهية هما مفتاح نجاحها ودعم أهلها وزوجها لها سبيل وصولها للأفضل دائما، وتحاول تعليم الآخرين من خلال كورسات وتدريبات لتعليم الرسم.. إنها منة حسن صاحبة حرفة التطريز والرسم.

ما المعوقات التي قابلتك في العمل بموهبتك الحرفية؟

شعارى دائما فى الحياة ’’لا للاستسلام والإحباط’’، فبالفعل شاهدت الكثير مما حولى شعروا بالإحباط والاستسلام نتيجة عدم بيع منتجاتهم وما هذا إلا ضعف، فهناك مواقف تبث قوة وعزيمة لدى الشخص فلا يعنى عدم البيع هو عدم الموهبة ولكن هو رزق وجهد ولكل مجتهد نصيب، فهناك أعمال ورسومات لم يحالفنى الحظ ببيعها فى نفس الوقت ولكن لها وقت ولا أقف أمامها، بل أقوم  برسم أعمال أخرى ويوفقني الله دائما فى كل الأعمال وأشعر بمسئولية تجاه وطني لأن مصر وأهلها ومؤسساتها متمثلة فى وزارة التضامن بلد غنية وتقدر ومحبة للمواهب وخاصة الأعمال اليدوية، وهناك الكثير يحب اقتنائها والاحتفاظ بها.

 

وكيف كانت بدايتك مع فن الرسم والتطريز؟

أحب الرسم منذ الصغر فأختى خريجة تربية فنية ووالدى محب للرسم ويرسم باستمرار، تربيت فى بيت محب للفن بكل أنواعه ويحترمه ويقدره فكانت أمامى الألوان والخامات والإمكانيات وأعتبر نفسى محظوظة لذلك فهناك من لديه الموهبة ولا تتوافر لديه الظروف، فاستخدمت هذه الإمكانيات ورسمت على ملابسى فى البداية وبدأت المشروع بأبسط الأشياء المتوفرة لدى، وعندما وجد أبى رسوماتى ورد فعل الناس على شغلى اشترى لى منتجات لمساعدتى، ومع بداية بيع أول رسوماتى ادخرت هذه الأموال لشراء أدواتي وبعدها أصبح لدى اسم ومصدر دخل خاص بى يكفى مستلزماتى ويحقق لى ربحا إضافيا، ثم صفحة على صفحات التواصل الاجتماعى فيس بوك، وانتشرت رسوماتى وأصبح لى رواد يطلبون منتجاتي ويقدرون فني ويحترمونه وخاصة الرسم بالتنقيط، ونجحت فى التواصل مع الآخرين وشاركت فى بعض المعارض.

 

وكيف تغلبت على ما واجهته من صعوبات خلال مشوارك الحرفي؟

من أكثر الصعوبات التى واجهتنى هى إقناع الآخرين بمنتجاتي وإثبات أنه منتج مميز وأن الألوان لا تسبب الأذى للملابس والجلود، وأن أقنعهم بجودة المنتج وقيمته، فالشخص الذى يرتدى من تصميمى هو شخص منفرد بالقطعة لا يملكها غيره، فهناك الكثير يحب التميز والاختلاف، ونجحت فى توصيل فكرتى وأعمالى ورسوماتى وزرع جسر ثقة بينى وبين عملائى فأنا لا أبيع فقط المنتج لكننى أتواصل مع المشترى وأتابع المنتج والألوان والرسومات وأسال باستمرار عن الجودة وما بعد الاستهلاك ورد فعل الآخرين عليه، وإذا كان هناك أى استفسار أو طلب لا أتردد وأفعله، فلابد على البائع والمستهلك أن يكون  بينهما حلقة تواصل وحب، وأعتبر المستهلك هو رمزا للدعاية لى أيضا وآلية تسويق جيدة للمنتج الخاص بى، فعندما أرى صورة للمنتج مثل شخص يرتدى شنطة أو مرآة عليها رسوماتى هى لحظة فرحتى ومولد طاقة قوية ومشجعة لدى لأعمال أخرى.

 

وماذا عن الخامات التى تستخدمينها في التطريز والرسم؟

اختار الخامات مثل الجلود بالنسبة للحقائب فأنا أصمم كل شيء من البداية للنهاية من اختيار الجلد لتقطيعه وتنفيذه بيدى وخياطته والرسم عليه، أما الحذاء أعمل على الاتفاق مع مصنع لتنفيذ ما أطلبه منه ثم أقوم بالرسم عليه وأحاول التوفيق بين الألوان والخامات على قدر الإمكان، ونجحت بعد تجارب عديدة بالألوان والخامات إلى الوصول لدرجة جيدة من جودة الخامات التى أستخدمها وخاصة عند الغسيل والاستخدام، فالألوان زاهية دائما وأحيانا أستعين ببعض الألوان والخامات من الخارج لتحسين جودة المنتج.

 

وهل تحقق الحرف اليدوية العائد المادي لأصحابها؟

أحيانا كثيرة يقول لى البعض أننى لا أقوم بتقدير  شغلى على قدر إتقانه وجودته والكثير يطلب مني زيادة أسعاره لكن العمل الفنى كالحرف اليدوية لا يقدر بالمال، فأحيانا كثيرة القطعة تستغرق الكثير من الوقت والأيام والجهد ولكننى أقدر أعمالى بشكل يرضينى ويحقق أرباحا ويغطى تكلفة المنتج من خامات وألوان، وهناك البعض يقدر أعماله بصورة زائدة ولا أقبل ذلك لأنى لا أحب أعجز المشترى، وكل مشروع يحقق أرباحا ولكن هناك من يقبل أرباحه البسيطة وتزيد وهناك من يريد الربح السريع وهو غير موجود ولا يشبع صاحبه.

 

وما نصيحتك لكل شخص لديه مشروع وموهبة حرفية؟

نصيحتي لكل من يمتلك موهبة يجب عليه استغلالها وأن يبحث عن مستلزماتها ويوفرها من خلال الادخار سواء من مصروف أو عمل وليس شرط شراء كل المتطلبات مرة واحدة بل يمكنه تقسيمها، وأنصح كل موهوب بالاهتمام بموهبته فهى كنز وبالتأكيد هناك صعوبات كثيرة فى الطريق لكن يجب عليه أن يواجهها ويتخطاها ويتعلم من الأخطاء لأنه سيصل في النهاية  للأفضل مادام تمسك بحلمه.

 

وما طموحاتك المستقبلية؟

أحلم بمعرض خاص بى فى أكثر من مكان إلى جانب الآن أهتم بالمشاركة فى المعارض القادمة وأحضر نفسى لمعرض ديارنا وتراثنا وأقوم بتنفيذ بعض القطع للمشاركة لأننى مع الأسف كنت أنفذ القطعة وأبيعها، وأنصح كل موهوب فى البداية عدم بيع كل المنتجات والحرص على الاهتمام بالبعض للمشاركة فى المعارض والمتابعة المستمرة لمواعيدها.

المصدر: حوار : هايدي زكي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1055 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,112,658

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز