بقلم : إقبال بركة
كلما اتصلت بصديقة أو قريبة كى أطمئن عليها وجدتها فى حالة عزلة تعانى من القلق الشديد، وها هو شهر رمضان الكريم قد حل علينا، وقد كان دائما شهر المودة والعلاقات الطيبة بيننا جميعا، وأرجو ألا تنقطع تلك العادة مع الحرص على اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات لمقاومة الاجتياح اللعين « كورونا » .
هذا الشهر الكريم فرصة لتذكر ما يشجع عليه من التواصل والتراحم بالأهل وأولهم الأم أو المرأة بشكل خاص، ونعرف أن تكريم المرأة من أهم ما يتصف به الإسلام، وأن لها ما للرجل من الحقوق، وعليها أيضاً من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها، يقول الحق تبارك وتعالى: (يا أَيها الناس إِنا خلَقْناكُم من ذَكَرٍ و أَُنثَى و جَعلْناكُم شعوبا و قََبائلَ لتعارفُوا إِنَّ أَكْر مَكُم عند اللَِّ أَتقَاكُم إِنَّ اللََّ عليم خبِير (ٌ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .» النساء شقائق الرجال « :
كنا « : ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجاهلية لا نعد النساء شيئًا، فلما جاء الإسلام، ومظاهر » وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقًا احترام الإسلام للمرأة متعددة، نذكر أنه بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنه خصص باسمها سورة ،» النساء « من سور القرآن الكريم سماها سورة واستوصى بها النبي خيرا كما قال في خطبة حجة استوصوا بالنساء خيراً، فإنكم أخذتموهن « : الوداع .» بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله وجعل للزوجة حقوقاً على زوجها أجملها الله تعالى بقوله: )و عَاشر وُهن بِالْمعروف (ِ، وقوله تعالى: )و لََهن مثْلُ الَّذي علَيهِن بِالْمعروف (ِ، وقد
كرم الإسلام المرأة أماً، فقال تعالى: )و قََضى ر بَك أَلَّ تعبدوا إِلَّ إِياه و بَِالْوالدينِ إِحسانا( وفي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: من أولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قيل « ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم .» من؟ قال: أبوك كذلك كرم الإسلام المرأة زوجة، فجعل الزواج منها آية من آياته فقال تعالى: )ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة( وتقول بعض المراجع الإسلامية لم يكن للمرأة حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: لا يرثنا إلا من يحمل السيف، وجاء الإسلام فرفع شأن المرأة في هذا الجانب وأقر لها حقاً في الميراث زوجة وأماً وبنتاً وأختاً، قال الله تعالى: )للر جِّالِ نصيب مما تر كَ الْوالدان و اَلَْقْر بَونَ و لَلنساءِ نصيب مما ترك الْوالدان و اَلَْقْربونَ مما قَلَّ منه أَو كَثُر نصيبا مفْر وُضا(، ولم يكن للزوجة صداق ولا مهر عند بعض القبائل في الجاهلية بل كان الرجل يشتري زوجته بدفع ثمنها لأبيها، وجاء الإسلام فأبطل ذلك، وجعل للزوجة مهراً وصداقاً من حقها، لا يأخذ أحد منه شيئاً إلا برضاها وموافقتها، قال الله تعالى: )و آََتوا النساءَ صدقَاتهِن نِحلَةً فَإِنْ طبن لَكُم عن شي ءٍْ منه نفْسا فَكُلُوه هنِيئًا مرِيئًا(. كما لم يكن للمرأة، قبل الإسلام على زوجها أي حق، وليس للطلاق عدد محدود، وليس لتعدد الزوجات عدد معين، وكانوا إذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها، تصبح ميراثا للولد الأكبر، فهو أحق بزوجة أبيه من غيره، ويعتبرها إرثًا كبقية أموال أبيه! وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الرجل إذا مات أبوه، أو حموه، فهو أحق « بامرأته إن شاء أمسكها، أو يحبسها حتى تفتدي، أي ،» تدفع الفدية كأنها أسيرة، أو تموت فيذهب بماله وجاء الإسلام فرفض ذلك وأبطله، وكان العرب في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا، ويأخذون أجورهم، وجاء الإسلام فأنكر ذلك ونهى عنه واستقبحه.. وكل رمضان وأنتم جميعا بخير.
ساحة النقاش