بقلم: إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم كانت تشاهد مع خالتها مجموعة من الصور العائلية لاحظت تأملها لصورة تجمعها مع والدها الراحل والدموع تملأ عينيها حاولت التهوين عنها وسألتها عن حكاية تلك اللقطة..

ابتسمت الخالة وهي تتحدث عن الجد وكيف أنهما كانا صديقين، ثم استطردت مؤكدة أنه كان تجسيد لأسطورة "الخل الوفي" الذي يعد المستحيل الثالث بعد الغول والعنقاء.. ليس لعدم وجود وفاء بين الأصدقاء، ولكن لأنه يعبر عن حالة خاصة جدًا وهي أن يحبك صاحبك أكثر من نفسه وهذا هو المستحيل فلا يوجد شخص يفضلك عن ذاته إلا الأب هو الرجل الوحيد الذي تقابله الفتاة في حياتها يراها أهم من حياته ذاتها.

فمبالك لو كان الوالد حنونا ويحب كل الناس وقتها كيف يتعامل مع ابنته حبيبة قلبه؟! إنه يغمرها بفيض من المشاعر الرقيقة التي تجعلها ملكة على عرش قلبه.

ردت ريم عليها بأن هناك العديد من الدراسات التي ترى أن حنان الوالد الزائد قد يكون له بعض الجوانب السلبية حيث إنه يرسم للفتاة عالما مثاليا ويعطي لها صورة شديدة الإيجابية للرجل قد لا تجدها على أرض الواقع.

ردت عليها خالتها منكرة كل ما تقوله، وفسرت ذلك بأن قسوة الحياة والنماذج السلبية التي تواجهها الفتاة في حياتها اليومية لا يخفف من شدتها غير حنان والدها سواء كان على قيد الحياة أو ما تبقى لديها من ذكريات جميلة تجمعهما وتكون بالفعل الزاد الوحيد في الواقع القاسي.

فما أجمل أن تنعم أي ابنة بأب حنون يكون صديقا مقربا لها يأخذ بيدها ليعبر بها كل مصاعب الحياة ويسدي لها النصائح الغالية لتكون في النهاية أفضل منه.