بقلم : إقبال بركة

أعرف سيدات كثيرات أصبح تفوق أبنائهن الدراسى هو الهدف الأسمى فى حياتهن، ولا اعتراض على ذلك فغاية كل أم إسعاد أولادها، والتعليم هو القاطرة الأساسية التى توصلنا للنجاح والسعادة وتحقيق أحلامنا، ولكنى أتوقف لحظة لألفت نظر الأمهات إلى وسيلة أخرى لا تقل أهمية، بل لا بد أن تكون موازية للتعليم المدرسى، هى الهوايات.

كانت صديقات أمى يمارسن كل الهوايات، وكانت مفارش البيت كلها والستائر من تطريزها هى وخالاتى، وكانت العائلات تفتخر بمواهب بناتهن، فمنهن من تعزف على البيانو ومن تعزف على الكمان أو العود، ومن تجيد الغناء ويشكلن فرقة موسيقية كاملة، وكن يلتقين يوما فى الأسبوع ليستمتعن بتلك الهوايات، كانت لى زميلة متفوقة فى الدراسة وموهوبة فى الرسم، وكانت مدرسة الرسم تعجب برسوماتها وتشجعها وتزين حوائط المدرسة بها، كانت ترسم الأشجار والطيور وموج البحر وكل ما تراه حولها من إبداع الخالق عز وجل، فلما تزوجت تركت الدراسة ونسيت الرسم، ولكن الموهبة لم تفارقها، فعشقت الخياطة وكانت تبتكر الأزياء وتهدى صديقاتها بالملابس وظفرت منها بالعديد من الأثواب التى كانت تلفت نظر كل من يراها، وقد صادفت فى حياتها مشاكل وعقبات كثيرة كانت تتغلب عليها بانهماكها فى ممارسة هوايتها.

فى إحدى الفترات الزمنية كانت المدارس تشجع الهوايات بين تلاميذها وتنظم يوما أسبوعيا لتدريبنا على الهوايات، وتقيم احتفالا فى نهاية العام الدراسى لتعرض فيه ما أبدعته التلميذات، وقد التحقت بفريق الموسيقى وتعلمت العزف على الأكورديون فى المدرسة والتحقت بفريق التمثيل، والتحقت زميلاتى بفرقة الرقص التوقيعى، وأخريات بالفرق الرياضية المختلفة، وكانت المدارس تشجع أولياء الأمور على ممارسة الهوايات والرياضات، فالتحقت والدتى، رحمها الله، بفريق الرياضة وشاركت فى العرض فى الاحتفالات بثورة يوليو.

لم تعقنى الهواية عن المذاكرة مطلقا، بل كانت فاتح شهية للاطلاع والتحصيل والإقبال على الحياة.

زرت مدرستى الجميلة منذ عدة سنوات فروعت بتقلص مساحات الملاعب، واختفاء النادى، وقاعة الجمنيزيوم، والبناء فى الأماكن التى كانت مخصصة لها، واليوم مع اهتمام وزارة التربية والتعليم بدعم وتشجيع أبنائنا على ممارسة الهوايات وإبراز مواهبهم يبقى الدور علينا كأباء وأمهات فى تشجيعهم على هذا، بل وإيماننا بأن ممارسة الهواية سواء كانت هواية فنية أو رياضية لا تعطلهم عن تحقيق النجاح والتفوق بل تساعدهم على هذا، إن مصر تذخر بالعديد من المواهب الثقافية والرياضية بين شبابها وقد ظهر ذلك فى الفترة الأخيرة، وقد حرص سيادة الرئيس على تكريمهم جميعا، إن الهوايات الفنية والأدبية حائط صد ضد إغراءات الشيطان، وهى مصدر رزق لمن يخلص لها ويتفوق فيها. فلنتذكر هذا قبل بدء العام الدراسى خلال شهر أكتوبر المقبل

المصدر: بقلم : إقبال بركة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 780 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,851,200

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز