بقلم د. صبورة السيد
مع اقتراب موسم الدراسة يشعر الطالب بالكثير من التوتر بشأن الحياة الجديدة التي سيُقدم عليها قريبًا في أول سنوات الدراسة بالجامعة، حيث تُمثل المرحلة الجامعية للكثير من الشباب نقطة تحول رئيسية تجعله يكتسب الكثير من المهارات والخبرات بعكس ما يسبقها من أعوام.
ومن المعروف أن المرحلة الجامعية تتطلب مستوى أعلى في الثقافة وكذلك إتقان اللغات الأخرى وعلى رأسها الإنجليزية، حيث تعد الأكثر استخدامًا في دراسة التخصصات العلمية في كافة الجامعات العربية والغربية، مثل دراسة الطب والهندسة وتقنية المعلومات وغيرها، لذا أُنصح بالاستفادة من الوقت وتنظيمه والعمل على دراستها والتعمق فيها لتصل لنسبة مُرضية من الإتقان قبل الالتحاق بالجامعة، وبالرغم من ذلك؛ نجد أن هناك الكثير من الجامعات التي تشترط مستوى إتقان محدد للغة الإنجليزية، وهو ما يجعلها تعتمد سنة تحضيرية قبل البدء في دراسة التخصص العلمي.
كما أن نسبة إطلاع الطالب وثقافته تسهم بشكل كبير في استيعابه للعلوم المختلفة وتطوره بشكل ملحوظ خلال الدراسة بالمرحلة الجامعية، ولذلك ينبغي أن يكون الطالب مُحبا للتعلم والاطلاع بصفة مستمرة، كما يمكن للطالب أن يعتمد في البداية على أحد القواميس العلمية التقليدية أو الإلكترونية؛ للتغلب على مشكلة كثرة المصطلحات العلمية الجديدة، كما يمكنه أن يقوم بتسجيل المحاضرات في شكل ملفات صوتية؛ ليتمكن فيما بعد من مراجعتها وتلخيصها حين يرغب في ذلك حتى لا ينشغل بالكتابة والتلخيص أثناء المحاضرة، ومن المرغوب أن يقوم الطالب قبل الالتحاق بالجامعة بتنمية مهارات البحث والتلخيص والكتابة وغيرها من المهارات التي تُمكنه من التغلب على صعوبات الدراسة فيما بعد.
وقد يشعر نسبة ليست بضئيلة من الطلاب في العام الأول من الدراسة الجامعية بالقلق والتوتر ما يدفعهم إلى الانغلاق والانطوائية، ويرجع السبب في ذلك إلى شعورهم بعظم الفرق بين تلك المرحلة وما يسبقها أثناء الدراسة بالمرحلة الثانوية، مع تواجد البعض وحيدًا بعيدًا عن زملاء الدراسة، ورهبتهم من تكوين صداقات جديدة، وللتغلب على تلك المشاعر السلبية؛ لابد للطالب من أن يعي تمامًا أن هناك فرقا كبيرا بين المرحلة الثانوية والجامعية، وكلاهما يملك سحره الخاص، فعالمه الجديد بالجامعة يؤهله بشكل كبير لاكتساب مهارات اجتماعية وخبرات لا حصر لها ما يجعله قادرا على تكوين علاقات وصداقات أكثر عمقًا ووعيًا في الحياة العملية فيما بعد.
ولأن المعرفة تزيد من ثقة الفرد بالمرحلة يمكنك للطالب التعرف على مكان الحرم الجامعي وتحديد موقع أهم الخدمات المتاحة به والتي ستوفر عليك جهد البحث فيما بعد، كما يُمكنه التعرف على أماكن قاعات الدراسة الخاصة به والمرافق التعليمية المرتبطة بها كالمكتبات والمعامل، كما يُفضل حجز السكن الملائم له سواء كان تابعا للجامعة أو مستقلا قبل البدء في العام الدراسي وذلك للتقليل من وقت التكيف والتأقلم مع الحياة الجامعية.
ساحة النقاش