إشراف: إيمان عبدالرحمن - سمر عيد - أميرة إسماعيل - نهى عبدالعزيز - جلال الغندور- أمانى ربيع - هدى إسماعيل

الإنسان كائن اجتماعي والعاطفة والارتباط من ضروريات الحياة بالنسبة له، غيرأن البعض يوقعهم حظهم السيئ مع طرف آخر يمتلك شخصية مرضية من الممكن أن تدمر العلاقة بل والمحب نفسه وتحول حياته لجحيم، ومن هذه الشخصيات المرضيةالنرجسي، والمستغل ماديا، والمبتز عاطفيا.

"حواء" بحثت مع المتخصصين كيف تعرف إن كان شريك حياتك من أصحاب تلك الشخصيات، وكيف تتعامل معه بشكل آمن.

تحكي الأسطورة اليونانية عن شاب فائق الجمال اسمه "نرسوس"، أحبته حورية وكانت تهيم به عشقا، غير أن نرسوس كان مشغولا بحب شخص آخر، وهو نفسه، وكان يقضي الساعات يتأمل انعكاس صورته في بحيرة، حاولت الحورية جذب انتباه نارسوسلكن دون جدوى، فكلما فشلت ذبلت حتى قتلها الحب، وظل الفتى مشغولا بتأمل صورته في المياه حتى مات على شاطئ البحيرة ونبتت مكانه زهرة سميت باسمه نارسوس أو كما ترجمت للعربية "نرجس".

من هذه الأسطورة سمي الشخص المولع بنفسه بالنرجسي أو سميت شخصيته بالشخصية النرجسية، وعنها يقول هاني حسن،استشاري العلاقات الأسرية: الشخص النرجسي أسوء الشخصيات التي من يمكن الارتباط بها، فهو يأخذ بلا مقابل مهما فعلت فلن يحب غير نفسه وسيتعامل مع عطاءك كأنهحق مكتسب، كما أنه قنبلة موقوتة من الممكن انفجارها في أي وقت بمجرد أن يشعر أنك لمست نرجسيته.

ويتابع: من السهل جدا كشف النرجسي من تصرفاته فهو شخص مهتم بمظهره الخارجي بشكل مرضي، يتحدث عن نفسه بشكل مبالغ فيه، ويقضي الساعات في وصف إنجازاته، وبسبب غروره يشعر بأن من حقه أن يأخذ كل اهتمام ومشاعر الآخرين، يشعر بالظلم بمجرد تفوق أي شخص عليه وفي أي مجال، وهو ما يجلب داخله إحساسا بالحسد على أي إنجاز للآخرين لأنه يشعر أن هذا الإنجاز كان هو أولى به، وبالعكس يشعر أن الآخرين يحسدونه، وأنهم يتآمرون عليه بشكل مستمر، أما عن طريقة التعامل معه فيجب الابتعاد عنه لأنه لن يتغير إلا إذا خضع لعلاج طويل.

المستغل ماديا

يقول محمد عثمان، أخصائي تعديل السلوك:تكشفالإحصائيات العالمية أن واحدة من كل 7 نساء تتعرض لاستغلال الطرف الآخر سواء من الناحية العاطفية أو المادية، وأن صاحب الشخصية الاستغلالية يحاول بشكل دائم التقليل من الطرف الآخرليضمن خضوعه، ومن هذا التصرف يمكن كشف الشخص المستغل ماديا في أول العلاقة لأنه سيشعرك من البداية بأنك فاقد للأهلية تحتاج للتوجيه بشكل مستمر، فيبدأ بالتعليقات السلبية على طريقة صرفك لأموالك حتى لو كانت في حدود المعقول، بعدها يبدأ مباشرة في وصف قدراته الرهيبة على التدبير والنجاح، وسرعان ما يبدأ في طلب هدايا بعينها أو عزومات، ومع الوقت يتجه لطلب الأموال إما بحجة الاقتراض أو الحفاظ على أموال الطرف الثاني أو كما نقول بالعامية "حوش معايا".

وعن طريقة التعامل معه يوضح عثمان أن هذه الشخصية تكونت وتراكمت تفاصيلها منذ الصغر لذلك من الصعب تغيرها إلا إذا أرادت التغيير من داخلها، ولذلك ينصح بالابتعاد عنها إذا العلاقة فى بدايتها، لكن إذا كان الموضوع تطور للزواج فينصح بضرورة وضع حدود في الأمور المادية ورفض أي تنازل في هذا الشأن.

المبتز عاطفيا

هذا عن الاستغلال المادى لكن ماذا عن الابتزاز العاطفى وكيف يمكن التعامل معه؟

يقول د. مصطفى حسين،استشاري الطب النفسي: الابتزاز المادي يكون باستخدام سلاح أو تهديد أما الابتزاز العاطفي فهو صورة أشد خطورة لأن المبتز هنا يعرف طباع الآخر ونقاط ضعفه واحتياجاته النفسية ومشاعره تجاههفيستغل كل هذا ضده ليحصل على ما يريده.

ويتابع: للابتزاز العاطفي أنواع أولهاباستخدام العقاب وهو أكثر أنواع الابتزاز وضوحا لان المبتز يطلب ما يريده وعند عدم الامتثال له يبدأ في العقاب من خلال الخصام أو الغضب، وقد يكون بإيذاء النفس وهنا تكون عواقب عدم الامتثال للابتزاز هي امتناع المبتز عن الطعام أو أخذ الدواء وقد يصل إلى التهديد بالانتحار، وثالثها الابتزاز عن طريق المعاناة وفيه يقوم المبتز بإشعار الضحية بالذنب وإلقاء اللوم عليها، ولا يصرح بما يريده بل يترك الضحية أو الطرف الآخر يتوقع ما يطلبه المبتز، أما آخر أنواع الابتزاز هو استخدام الإغراء وفيه يبدأ المبتز في وعد الضحية بأشياء رائعة بمجرد تنفيذ ما يريده.

أما عن طريقة التعامل مع الشخص المبتز عاطفيا فيقول استشاري الطب النفسي: هناك عدة مراحل للتعامل مع الابتزاز العاطفي تبدأ أولا من داخلك وهي تقييم الأمر، وهل هو ابتزاز ينطوي على ضغوط نفسية وتهديدات أو حتى حرمان من العواطف والشعور بالأمان، أم أنه مجرد طلب منطقي من الطرف الآخر،وفي حالة التأكد منكونه ابتزازا تبدأ في المرحلة الثانية وهي المحافظة على الهدوء والمماطلة في تنفيذ الطلب واستخدم عبارات من نوعية "سأفكر في الأمر، أحتاج لوقت"، وفي المرحلة الثالثة حاول أن تتحدث مع الطرف الآخر فربما لا يعي خطورة تصرفاته، ثم ابدأ في المرحلة الرابعة وهي إيجاد حل وسط من خلال عمل مشترك يقدم فيه كل منكما جزء من التضحية والتعاون المشترك، وإذا فشل الطرف الآخر في التغيير من خلال المراحل السابقة هنا تأتي المرحلة الخامسة والأخيرة وهي إنهاء العلاقة قبل أن تقع ضحية لمزيد من التلاعب والإساءة.