بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا منى كانت تتحدث مع جدتها عن صاحبتها شيرين التي انتهت خطبتها بالفشل بعد أن تزايدت الخلافات بينها وبين خطيبها والتي بدأت بموقف بسيط كان ممكن أن ينتهي لواعتذر لها، لكنه تعامل معها بتكبر وقلب الموقف مدعيا أنها السبب فيما حدث ما أدى لتوتر العلاقة بينهما وأصبح كل منهما يحاول أن يتصيد الأخطاء للآخر، فتصاعدت الخلافات الحادة وفشلت العلاقة بينهما.
علقت الجدة على هذه الحكاية بهدوء وذكرت أنه للأسف الكثير منا يجهل فن الاعتذار ولم يتربى على أن يعرف متى يقول "آسف"، بل على العكس يعتقد أن من المهارة أن تحول الدفة ليصبح من أخطأت في حقه هو الذي على خطأ وأنت على صواب لتصبح أنت القوي المنتصر دائما وكأننا في حالة حرب مستمرة مع الآخر.
رغم أن الاعتذار يعتبر قمة القوة فهو اعتراف بالخطأ وجبر خاطر الآخر، كما أنه طلب غير معلن لبداية صفحة جديدة في العلاقة خالية من أي شائبة، لكن التكبر وقلب الدفة فهذا يجعل المشاعر غير صافية وسرعان ما ستتوتر العلاقات أمام أي موقف حتى لو بسيط والنتيجة دائما الصدام الحاد الذي سيفسد أي ارتباط.
واستطردت الجدة مؤكدة أنه على الجانب الآخر فهناك من يستخدم كلمة "آسف"لإنهاء الموقف بطريقة فجة وكأنه "يسكت" الطرف الآخر بأي شكل ويستمر بعد ذلك في فعل نفس المواقف التي تسببت في الخلاف، هنا يعتبر الاعتذار أسوأ من عدم الاعتراف بالخطأ، لذلك من المهم قبل التفوه بكلمات الأسف أن ندرك معناها جيدا ونعرف لمن سنتوجه بها والمسئوليات التي سنتحملها وإلا أصبحت مجرد كلمات جوفاء لا معنى لها.
ساحة النقاش