أعد الملف : أميرة اسماعيل - سمر عيد – هايدى زكى- أسماء صقر – محمد عبد العال – نهى عبد العزيز

تصوير : ابراهيم بشير

لمة حلوة وهواء عليل وخضرة ومناظر خلابة، تصور بسيط لنزهة للعائلة المصرية فى الإجازة، ورغم قلة الأماكن التى كان يتوافر فيها ذلك الوصف في القاهرة والمحافظات المختلفة إلا أن الوضع تغير كثيرا الآن نتيجة خطة وطموح القيادة السياسية في تحويل مصر بأكملها لحديقة كبيرة ورفع نصيب المواطن المصري من المساحات الخضراء، ومنحة الفرصة للاستمتاع بأجواء جميلة وبإمكانيات بسيطة.

حواء تقدم لك فى جولتها العديد من المناطق التى يمكنك اصطحاب اسرتك إليها خلال إجازة الصيف  وبأقل التكاليف.

فى البداية تقول سوسن محمد، معلمة لغة عربية: تزخر محافظات مصر المختلفة بالعديد من الآثار والمعالم والمتاحف والأماكن الثقافية التي تشجعنا على اصطحاب أبنائنا لها وأغلب طلاب المدارس لا يدفعون ثمن هذه التذاكر، كما أن الدخول مجانا للأطفال حتى 6 سنوات في بعض المعالم، ولا يدفع المصريون إلا مبالغ رمزية للاستمتاع بكل هذا.

ميدان التحرير

سعادة بالغة تشعر بها لمياء شكري ربة أسرة حينما تقوم باصطحاب أسرتها فى جولة بميدان التحرير بعد تطويره وتقول: فوجئنا بجمال الميدان يوم موكب المومياوات، نظافة وإضاءة جميلة في العمارات بالإضافة إلى الورود التي تمنح طاقة إيجابية، كل هذا جعل مجرد السير مع تناول الآيس كريم والتقاط الصور نزهة جميلة وغير مكلفة بالنسبة لأي أسرة.

وقد أصبح ميدان التحرير بعد التطوير مزار اً سياحيا، حيث تحول إلى متحف مفتوح بعد تثبيت مسلة الملك رمسيس الثاني وسطه، ويحيط المسلة 4 كباش تم نقلها من معبد الكرنك بالأقصر، كما تم طلاء العمارات التراثية المطلة على الميدان لتظهر بشكل موحد يحافظ على الطراز المعماري الذي تشتهر به، ووضع منظومة إنارة على أعلى مستوى؛ لإنارة كل جزء بالميدان بما فيها المتحف والمجمع والعقارات.

بحيرة عين الصيرة

من ميدان التحرير إلى منطقة بحيرة عين الصيرة التي شهدت تحولا جذريا أكده ممدوح بدوي، 45 سنة أب لأربع أبناء وأحد سكان المنطقة الذي انبهر بالمظهر الجديد للبحيرة والمنطقة المجاورة، ويقول: مجرد رؤية البحيرة بلا مخلفات والرائحة السيئة التي كانت تغلفها في الماضي أمر جميل، فهناك مطاعم جديدة وكافيهات ومشايات مزروعة بالأشجار، منطقة البحيرة الآن تبعث على الفخر بعدما عانت من الإهمال طويلا، لذا أصبح هذا المكان من المنتزهات التى أحرص وأبنائى علي التنزه بها لجمالها ورخص أسعارها.

ممشى أهل مصر

لكورنيش النيل مكانة خاصة لدى المصريين، فمجرد رؤية النيل في حد ذاته نزهة، لكن كان البعض يعاني من الازدحام في مناطق الكورنيش الشهيرة بالقاهرة مثل كباري قصر النيل والجامعة وعباس وغيرها خاصة في المناسبات ما جعل منها ممشى لأهل مصر ومتنفسا حقيقيا للمصريين بكل مستوياتهم الاجتماعية، ومنهم ليلى إسماعيل، ٤٥ سنة ربة أسرة وموظفة، والتي أعربت عن فرحتها بظهور هذا المشروع، وقالت إن كورنيش النيل في ثوبه الجديد أصبح من أفضل أماكن التنزه للأسرة المصرية فالممشى به كل التجهيزات التى يحتاجها الأطفال والشباب وكذلك كبار السن سواء للتنزه أو ممارسة الرياضة أو تناول الأطعمة والمشروبات المختلفة هذا بجانب الطبيعة الجميلة والتنسيق المعماري المميز للمكان.

ويقول د. رفعت يونان، أستاذ التاريخ والحضارة المصرية: تم افتتاح عدد من المتاحف والأماكن التى تعد مقصدا ترفيهيا وتثقيفيا للأسر المصرية منها متحف الحضارة المصرية بمدينة الفسطاط، بالإضافة إلى العمل على المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات والذي سيفتتح في أواخر العام الحالى، وممشى أهل مصر وغيرها من المعالم الثقافية والأثرية التي تجمل وجه القاهرة، لذا أدعو كل الأسر والمؤسسات التعليمية إلى تنظيم رحلات لهذه الأماكن حتى تربط الجيل القادم بالوطن وتعمق فيه الانتماء، وبخاصة خلال فصل الصيف.

مصر مركز الكون

يرى د. نادر ألفي، الأستاذ المساعد بقسم الإرشاد السياحي بإحدى الجامعات، أن تعميق الروح الجمالية لدى نفوس أطفالنا أمر في غاية الأهمية، ويقول: يؤسفني أن العديد من الأجانب يعرفون عن تاريخنا وحضارتنا أكثر من أبنائنا، فالناس يأتون من كل مكان في العالم لرؤية آثارنا وتاريخنا بينما يقبع أطفالنا خلف شاشات الكمبيوتر يلعبون ألعابا تدمرهم أكثر ما تفيدهم، ومن المهم جدا أن أعرف طفلي أن أجداده هم أول من ألفوا مخطوطات الطب والهندسة وهم أول من استخدموا حساب المثلثات والتحنيط، وهم أهم كيميائيين على مر التاريخ، وهناك متاحف بمحافظة سوهاج وأخميم ودمياط والمنصورة وبكل المحافظات المصرية تربط الطفل بوطنه وتجعله فخورا ببلده، وتقدم له نموذجا وقدوة من أجداده العظماء حتى لا ينساق وراء ثقافات أجنبية فى الوقت الذى تزخر ثقافته بكل ما تجعله يفتخر أنه مصري.

برامج ثقافية وفنية

أما الكاتب محمد ناصف، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل فيقول: هناك العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي يمكن للأم توجيه طفلها لممارستها فى الإجازة وفى نفس الوقت تعد نزهه بالنسبة له منها على سبيل المثال ورش لكتابة القصة والشعر وورش للمسرح وللرسم والعرائس، وتدريبات على الفنون الشعبية، كل هذا تحرص وزارة الثقافة على تنظيمه فى أكثر من مكان خلال موسم الصيف هذا بجانب ورش في مشروع )الحرفي الصغير( تهدف إلى تعليم الأطفال حرف تراثية يمكن استخدامها في المستقبل، هذه الأنشطة تنمى مهارات الطفل وتقدم له جانب ترفيهى فى نفس الوقت. أخيرا يوضح د. أحمد البهي أستاذ التربية بجامعة المنصورة أن زيارة المتاحف والأماكن الأثرية تعلم الطفل بطريقة غير مباشرة، وتربطه بجغرافيا وتاريخ بلاده، وتقدم له القدوة الحسنة من خلال تسليط الضوء على أبطال هذا الوطن على مر التاريخ، ومن المهم أيضا تسليط الضوء على متاحف الرسم ومتحف السينما والطفل ومسرح الصوت والضوء بالهرم، ومن الضروري جدا التركيز على المحتوى الذي يقدم للطفل وضرورة ربطه بالبيئة وبالوطن، فجميعنا مازال يذكر أوبريت الليلة الكبيرة الذي قدمه الفنان الكبير الراحل الباقي سيد مكاوي والذي نقل فيه الحارة المصرية للطفل الصغير من خلال مسرح العرائس، فلا يمكننا أن نحيا بهويات أخرى وثقافات أخرى، وتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا قد أبهرت العالم كله.

 

المصدر: أعد الملف : أميرة اسماعيل - سمر عيد – هايدى زكى- أسماء صقر – محمد عبد العال – نهى عبد العزيز تصوير : ابراهيم بشير
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 300 مشاهدة
نشرت فى 23 يونيو 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,113,868

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز