اشراف : أميرة إسماعيل - سماح موسى – شيماء أبو النصر – ابتسام اشرف – أمانى ربيع
"التنمر" أحد الآفات المجتمعية والسلوكيات المرفوضة التى بدت تستوحش فى شوارعنا ومدارسنا حتى باتت بابا خلفيا لمحاولات عديدة للانتحار، وفي ظل انحدار لسلوكيات المجتمع واختفاء قيم وعادات وتقاليد حميدة تربينا عليها، علينا أن نتعلم كيف نربي أبناءنا على أن تكون نفوسهم قوية، وعلينا أن نتعلم جيدا كيفية التعامل معهم حين يواجهوا تلك الآفات المجتمعية، وكيف يتصدون لها بعزم وحزم وحكمة دون اللجوء إلى العنف أو اتباع سلوك لا يختلف كثيرا عن الشخص المؤذي نفسه.
التنمر وكيفية مواجهته وتجنب مخاطره، والطريقة التربوية السليمة التى تمنع أبناءنا من فعل هذا السلوك موضوع هذا التحقيق..
في البداية يقول د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية: إن الحالة النفسية لضحية التنمر تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى، فكل مرحلة تتأثر بشكل مختلف عن أخرى، وطريقة تعامل الأسرة يجب أن تناسب كل فئة عمرية، فعلى سبيل المثال الطفل عندما يشعر بالتنمر يراوده إحساس بالحرمان العاطفي والاكتئاب والكراهية الشديدة للشخص المتنمر وتظل الواقعة متعلقة في ذهنه العمر كله، كما يحدث له اضطرابات في النوم والأكل، وعند التفكير زيادة قد يدخل الطفل في مرحلة وسواس قهري وانفصام، وفي حالة التنمر على شخص في مرحلة المراهقة قد يصل به الحال إلى اكتئاب نفسي شديد وأحياناً يفكر فى الانتحار.
ويتابع: تتمثل دوافع المتنمر في عدم ثقته بنفسهورغبته في إثبات ذاته على حساب الغير خاصة عندما يتأكد من ضعف وعدم قدرة الضحية على الرد، ويرجع ذلك إلى سوء التربيةوالهروب من وضع سيئ بالأسرة كالخلاف بين والديه، أو وجود شخص متحكم بالأسرة يمارس عليه تهديد، وتعد المشكلة الحقيقية أن المُتنمرلا يتم حسابه أو معاقبته.
ويستطرد فرويز: وفيما يخص آثار التنمر السلبية داخل المجتمع فإن الضحية يشعر بالنقص والدونية بطريقة تؤثر على سلوكه، ويكون له ميولا عدوانية بصورة أكبر، لذا أنصح الأخصائين بالمدارس بأن يأتوا بأسرة الضحية ويوصونهم بالتقرب منهم، والتحدث معهم طوال الوقت، وإذا لزم الأمر فلا مانع من الاستعانة بطبيب نفسي.
دليل الانحدار الأخلاقي
ترى بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية أن التنمر نوع من النشاط المنحرف الذي يقوم به الطالب او مجموعة من الطلاب لغرض السيطرة على الآخرين وترهيبهم أو تخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم أو على الآخرين بغرض التقليل منه أمام زملائه للإضرار به نفسيا أو جسديا.
وتحمل الخبيرة التربوية المسئولية للمدرسة والمعلمين أثناء اليوم المدرسي، مطالبة أولياء الأمور بتوعية أبنائهم بصفات المتنمرين في المدرسة، وضرورة إبلاغ إدارة المدرسة حال ممارسة أى عنف تجاههم لاتخاذ الإجراء المناسب.
خطوات تساعد طفلك لمواجهة التنمر
استمع لطفلك بانفتاح وهدوء وركز على إشعار طفلك بأنك تستمع إليه وتدعمهبدلاً من محاولة معرفة سبب التنمر أو السعي لحل المشكلة، تأكد من إشعاره بأن لا لوم عليه فيما حدث، وأخبر الطفل بأنك تصدقه وأنك مسرور بأنه أبلغك، وبأن الذنب ليس ذنبه؛ وأنك ستفعل كل ما في وسعك لمساعدته.
تحدّثْ مع المعلّم أو مع المدرسة، ولا يتعين عليك وعلى طفلك أن تواجها التنمّر وحدكما، واسأل ما إذا كانت للمدرسة سياسة أو مدونة سلوك بشأن التنمّر، وقد ينطبق هذا الأمر على التنمّر بنوعيهالشخصي وعبر الإنترنت.
كُنْ جزءاً من نظام الدعم، من المهم لطفلك أن يكون له والدان داعمان من أجل التعامل مع آثار التنمر وتأكد من أن طفلك يعرف أن بوسعه التحدث إليك في أي وقت، وطمئنه بأن الأمور ستصبح أفضل.
إن الطرف الرئيسي فى حل تلك الظاهرة ومعالجتها الأخصائي الاجتماعي داخل المدرسة، فدوره حل مشاكل الطلاب والتحدث لولى الأمر ومناقشته للمشكلة، لكن ما يحدث أنه قد يكون سببا رئيسيا فى زيادة التنمر،فالطلاب عندما يلجأون إليه يحثهم على عدم فعل الخطأ مرة أخرى وكأنه ينهى المشكلة، لكنه لا يبحث فى أساسها أو طرق علاجها ولا يصنف الطلاب «عدواني أو عصبي»،أو يستدعى ولى أمره ويبلغه أن ابنه يعانى من فرط حركة ويبحث معه عن علاج لابنه ويعرضه على طبيب نفسي.
دراسة.. 800 ألف شخص ينتحر سنويا بسبب التنمر
قد وجدت دراسة أن واحد من بين 8 شباب حول العالم لديهم سلوكيات انتحارية، حيث يرتبط التنمر بقوة بمحاولات الانتحار، وذلك وفقا لما جاء في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وقالت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة "ولفرهامبتون" البريطانية وجامعة "قوانجتشو" الطبية في الصين: إن هناك حاجة إلى تعزيز السياسات والإجراءات للحد من ظاهرة التنمر، من أجل معالجة السلوكيات الانتحارية بين الشباب.
وعن عدد الأشخاص الذين ينتحرون كل عام قالت الدراسة:إن هناك 800 ألف شخص ينتحر كل عام في جميع أنحاء العالم، ويحتل الانتحار المرتبة الثانية في الأسباب الرئيسية للوفاة للأفراد البالغ عمرهم بين 10 إلى 24 عامًا، أما انتحار الأطفال فقد وصل عدد المنتحرين منهم سنويا إلى 220 ألفا.
ساحة النقاش