اشراف : أميرة إسماعيل - سماح موسى – شيماء أبو النصر – ابتسام اشرف – أمانى ربيع
"القيم واحترام الآخر" ليس مجرد كتاب لغرس الأخلاق الحميدة وقيمة احترام الآخر فى نفوس أبنائنا لكنه أحد أهم أدوات بناء الإنسان المصرى فى الجمهورية الجديدة وطريق نخطو به مع أطفالنا لنصل بهم ومعهم لأخلاقنا الجميلة.
"الكتاب" بدأت فكرته بأمنية أطلقها الطفل مهند عماد فى أثناء احتفالية "قادرون باختلاف" والتى تمنى فيها وجود مادة دراسية تحث على احترام الآخر، تلك الأمنية التى استجاب لها الرئيس عبد الفتاح السيسى فورا، وتم إقرار تدريس مادة القيم واحترام الآخر التى خرجت إلى النور مع بدء تطبيق نظام التعليم الجديد، و"القيم واحترام الآخر" يعتبر منهجا متكاملا لجميع سنوات النقل ويبدأ تدريسه منذ الصف الأول وحتى الصف السادس الابتدائى.
يتكون المنهج من ست قيم أخلاقية يتم تجسيدها من خلال شخصيات ومواقف حياتية تمت صياغتها فى شكل قصص ورسوم محببة للأطفال وهى أقرب للحوار المسرحى، وينقسم الكتاب إلى أربع محاور ومن أهم القيم التى يتضمنها الكتاب قيم الحب والتعاطف واحترام الآخر، تقدير العلم والعمل، والتسامح والسلام والاستقلالية، وتقدم هذه القيم فى شكل قصص ومواقف وشخصيات أبطالها من الجنسين تعبر عن الواقع بشكل متساوى فى الظهور والتأثير مع إعطاء مساحة للطفل للتفكير والإبداع والتحليل والتعبير عن تفاعله بالمواقف المقدمة من خلال الكتاب والأنشطة والأسئلة التى يطرحها المعلم بعد الإنتهاء من القصة التى تتحدث عن القيمة التى التى تتضمنها وإعطاء مساحة للحوار والنقاش.
وعن "القيم واحترام الآخر" يعبر الطفل عمر عبد اللطيف عن رأيه فى الكتاب وهل فعلا يتم تدريسه بشكل جيد قائلا: "الكتاب جميل يشبه كتاب القصص والحكايات، بحب أقرأه وأمثل الشخصيات اللى فيه مع أصحابى فى المدرسة، والمدرسة بتوزع الشخصيات علينا وكل واحد بيقول الحوار اللى بيمثل شخصيته والحصة بتكون شيقة جدا ولكنها حصة واحدة فى الأسبوع وأتمنى تكون حصتين أو 3 حصص فى الأسبوع".
الطفل يوسف على يريد أن يتم تقديم القصص فى شكل مسرحيات وأن يتم السماح للآباء والأمهات بمشاهدة أبنائهم وهم يقدمونها.
أما الطفلة فريدة إيهاب أيضا تؤكد استمتاعها بحصة القيم وأنها تكون مختلفة عن بقية الحصص، كما أنها قرأت الكتاب كله فى 3 أيام خصوصا أنه فى شكل قصص قصيرة ومسلية وتقوم والدتها بمناقشتها فى القصص بعد قراءتها، كما أن أخيها الكبير قام باستعارة الكتاب منها لقراءة القصص أيضا.
إشادة من الأمهات
عن رأى الأمهات فى مادة القيم واحترام الآخر ومدى تأثيرها فى تربية الأبناء على الأخلاق والقيم الحميدة تؤكد أسماء كمال، والدة طفل فى الصف الخامس الابتدائى إعجابها الشديد بفكرة الكتاب القائم على مجموعة من القيم الجيدة مثل احترام الكبير وحب الأسرة والتعاون بين أفرادها وكيفية تقدير واحترام أبنائنا القادرون باختلاف وكل القيم الجميلة التى كادت تختفى من حياتنا مع انتشار الصور السلبية والسلوكيات الخاطئة والتى ساعدت السوشيال ميديا على نشرها حتى على مستوى الأطفال، كما أن أسلوب الكتاب المعتمد على القصص والرسوم محبب جدا للأطفال.
وفى نفس الإطار ترى حنان السيد، والدة طفلة فى الصف الرابع الابتدائى أن الكتاب يشجع الأطفال على القراءة والإطلاع والإقبال على قراءة القصص البسيطة خاصة وأن الكتاب ليس المقصود منه جمع الدرجات فهو ليس مادة رسوب ونجاح وليست له اختبارات ولكنه وسيلة لتربية أبنائنا على الأخلاق الحميدة، وأحيانا أتناقش مع ابنتى وأشعر بالسعادة عندما أجدها تتحدث عن أهمية التعاون مثلا أو كيفية مواجهة التنمر بوعى، فالكتاب يساعدنا فى التربية بالفعل.
تعلق الخبيرة التربوية د. بثينة عبد الرؤوف على مادة القيم واحترام الآخر قائلة: يجب فى البداية التفريق بين الأخلاق والقيم، حيث إن الأخلاق أحد أفرع القيم التى تعد أكثر شمولا وتعددا، قد كانت هناك عدة محاولات سابقة لتدريس الأخلاق داخل المدارس ولكنها كانت غير كافية ولا يتم الاهتمام بها حتى جاءت الدعوة التى أطلقها الطفل مهند عماد فى احتفالية "قادرون باختلاف" وفى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى استجاب بشكل فورى بأن يكون هناك كتاب ومادة يتم تدريسها فى المدارس حول القيم واحترام الآخر، تلك الاستجابة التى عكست اهتمام الرئيس ببناء الإنسان المصرى وبناء الوعى ومنظومة القيم القادرة على بناء المجتمع والحفاظ عليه، وظهرت مادة القيم واحترام الآخر فى شكل كتاب من القصص والمحاور التربوية التى تحث على اكتساب مجموعة القيم والسلوكيات الإيجابية مثل قيم التسامح والتعاون واحترام الآخر وغيرها من الأخلاقيات والقيم التى نتمنى أن تعود إلى مجتمعنا وأن نربى عليها أبناءنا، مضيفة أن تربية الأطفال على القيم والأخلاق تحتاج أكثر من كتاب وتحتاج أن يتم تطبيق تلك الأخلاقيات والقيم فى شكل سلوكيات وأنشطة يقوم الطلاب بالتدريب عليها فى المدرسة مع وجود أنشطة منزلية يمكن القيام بها على مستوى العائلة والشارع والحى الذى يعيش فيه الطفل، كما يجب على الآباء والأمهات تعزيز تلك السلوكيات والتشجيع عليها لتدعيمها وحتى تصبح أسلوب حياة، فعلى سبيل المثال احترام قيمة الوقت بأن تنظم الأم لابنها يومه بشكل سلس ومنظم وأن تكون هى نفسها لها نظام يومى تحافظ عليها، وأيضا التعاون بتشجيع الطفل على التعاون مع أشقائه بتقسيم المهام والمسئوليات دون اعتبار للنوع سواء ولد أو بنت فالجميع يجب أن يتعاون فى المنزل، وكذلك حسن التعامل مع الأطفال القادرون باختلاف بكل تقدير واحترام لمواهبهم وإمكانيتهم.
إعداد المعلمين وتدريبهم
تؤكد الخبيرة التربوية أنه كلما تم تقديم موضوعات الكتاب فى شكل يتمتع بالتشويق والتسلية مثل تحويل موضوعات الكتاب إلى مسرحيات يقوم الأطفال بتمثيلها فى عروض مسرحية تقدم أمام زملائهم وفى حفلات المدرسة وخلال اليوم الفنى الذى أعلن عنه د. رضا حجازى، وزير التربية والتعليم مما يسهم فى تحويل تلك القيم إلى جزء من شخصية الطفل وعامل أساسى فى اكتساب السلوكيات الإيجابية مما يساهم بشكل قوى فى بناء الإنسان وبناء الشخصية المصرية السوية، لافتة إلى ضرورة إعداد وتدريب المعلمين المكلفين بهذه المادة بشكل جيد على القيام بالأنشطة المختلفة، فمادة القيم واحترام الأخر بعيدة كل البعد عن الحفظ أو التلقين أو التوجيه المباشر ولكنها تحتاج إلى اتباع الأساليب التربوية الحديثة فى إعطائها للطفل. مع ضرورة تحقيق التواصل بين البيت والمدرسة فيما يتعلق بتقييم سلوكى للطفل ومعرفة مدى استفادته ومدى التغير الإيجابى فى شخصيته.
ساحة النقاش