حوار: هايدى زكى

عام تلو الآخر تزداد مكتسبات المرأة المصرية فى مختلف مناحى الحياة وكافة الأصعدة خاصة السياسية، حيث حجزت مكانها بالمجالس النيابية منذ منتصف الخمسينيات من القرن العشرين والذى كان بداية لرحلة المرأة فى الحياة السياسية عقب منحها حق الترشيح والانتخاب وفق مواد الدستور وصولا إلى التعديلات الدستورية الأخيرة، وعلى مدار هذه الأعوام واجهت العديد من التحديات وتغلبت على الصعوبات إلى أن تولت أهم المناصب وحصدت المقاعد فى مجلسى النواب والشيوخ.

وحول هذه المسيرة وما حققته المرأة من مكتسبات على الصعيد السياسى كان لحواء هذا الحوار مع النائبة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ.

فى البداية هناك دعم قوى من القيادة السياسية للمرأة المصرية وتمثيلها فى المجالس المنتخبة كيف ترين ذلك؟ 

المكاسب التى حصدتها المرأة سواء فى المناصب القيادية أو المجالس المنتخبة لم تكن لتتحقق لولا الإرادة السياسية والمتمثلة فى الرئيس عبد  الفتاح السيسى، فهو يؤمن ويقدر دور المرأة ويدرك أهميته فى بناء المجتمع ما جعلها تظهر على الساحة وبقوة، تجلى هذا فى توليها مناصب إدارية وقيادية بالدولة وتعيينها فى مراكز لم يسبق للمرأة أن دخلتها، كما أن نسبة تواجدها فى مجلسى النواب والشيوخ غير مسبوقة.

بالحديث عن نسبة تواجد المرأة بالمجالس النيابية هل يمكنك كنائبة أن تعكسين مدى أهمية الدور الذى تلعبه النائبات بالمجلس، وكيف يخدم حضورهن الفعال مصالح بنات حواء؟

دعينى أؤكد أن تواجد المرأة بمجلسى النواب والشيوخ يعكس ثقة الإرادة السياسية فى قدراتها وصدق الرئيس فى سعيه لتمكينها سياسيا، كما أن عدد المقاعد التى حصلت عليها المرأة فى المجلسين لم يسبق لها مثيل فى تاريخ المرأة النيابى، فمثلا فى مجلس النواب حدد الدستور نسبة 25% للمرأة لكنها زادت لتصل إلى 28%، ووصل عدد السيدات إلى 41 نائبة ما بين منتخبة ومعينة، كما أن تواجد النائبات وحضورهن الفاعل فى المجالس النيابية لا يخدم مصالح المرأة فحسب بل المصريين عامة، فالمشروعات والقوانين التى تقدمها النائبات ليس فقط تخص المرأة ولكن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تعود بالنفع عليها وتعنى بمشكلات المجتمع وأفراده.

من خلال تجربتك النيابية كيف يمكن زيادة نسبة تمثيل المرأة فى المجالس المنتخبة فى دوراتها المقبلة؟

من المتوقع أن تزداد نسبة السيدات فى المجالس المنتخبة الفترة المقبلة بشكل كبير وذلك بسبب الأداء المشرف للمرأة المصرية فى البرلمان أو الشيوخ والذى جعلها محل ثقة الناخبين، وهذا ليس انحيازا لكن بشهادة الكثيرين، لكن دعيني أعول كثيرا على دور الإعلام فى هذه الزيادة حيث يعد الأداة الأولى للتوعية بمختلف أنواعها، لذا أتطلع من القائمين على الوسائل الإعلامية تسليط الضوء على النماذج المشرفة من النائبات وأدائهن وتقديم سبل الدعم لهن، ما يزيد من ثقة المواطن فى قدرات المرأة, وتزداد الأصوات الداعمة لها فى الانتخابات المقبلة. 

لا شك أن المرأة تواجه الكثير من العقبات خلال ترشحها للعمل النيابى فهل تفضلين ترشحها بشكل مستقل أم ضمن قائمة حزبية؟

أفضل ترشح المرأة ضمن قوائم الأحزاب السياسية لأنها أكبر داعم لها وتوفر الكثير من الامتيازات وتعمل على تعليمها العمل السياسى بخبرة وكفاءة، بالإضافة إلى أن الأحزاب قد توفر الدعم المادى لها، إلى جانب توضيح طرق التعامل مع الحملات الانتخابية والتواصل مع المواطنين والاندماج معهم وحل مشاكلهم، ولا أؤيد أن تكون المرشحة مستقلة لأن الساحة الآن متجهة نحو تعزيز دور الأحزاب السياسية.

الوصول إلى المناصب السياسية والمقاعد البرلمانية ليس بالأمر السهل فماذا تحتاج المرأة للوصول إليها؟

العمل السياسى كأى عمل آخر هناك منافسة قوية، لذا لابد أن تتحلى المرأة المقبلة على العمل السياسى بشكل عام بالصبر، وأن يكون لديها القدرة على الاستمرارية والإصرار على النجاح وتحقيقه وعدم الاستسلام، وأن تتمتع بضبط النفس لأن العمل السياسى مجهد والمرأة تتعامل فيه مع قطاعات وفئات وعقليات مختلفة، فالسياسى عموما سواء رجل أو امرأة لابد أن يكون لديه صبر ومثابرة ولديه قدرة على الاستماع للآخرين والتعامل مع مشكلاتهم.

فى النهاية ما نصيحتك للمرأة المقبلة على العمل السياسى وخوض الانتخابات بالمجالس المقبلة؟ 

إذا اتخذت المرأة خوض العمل السياسي عليها ألا تنشغل بالثقافات الذكورية التى تثبط من عزيمتها والتى للأسف ما زالت سائدة، فهناك بعض الرجال يرى دخول المرأة فى مجال ما هو انتقاص من حقه، وعليها أن تدرك أن خوض التجربة فى حد ذاته إنجاز، وأن التوفيق من الله، والإخفاق لا يكون إلا بسبب بعض التقصير، لذا لتكن التجربة -وإن أخفقت فيها- زادا لها فى تجارب مقبلة وأن تتخذ منها الدروس التى تساعدها على النجاح والفوز بثقة من حولها والتغلب على كافة العقبات التى تواجهها.