رانيا شارود
مصر هى قلب العالم ومعامل اتزانه، وإن شئت فقل مصر جاءت ومن بعدها التاريخ، فمنذ أن عرفت البشرية الحضارة والتاريخ احتلت الصدارة بين الدول والحضارات ليس لموقعها الإستراتيجي فحسب حيث البحرين الأحمر والأبيض المتوسط وقناة السويس أو سيناء أرض الفيروز والخيرات بل لمكانتها العظيمة بين دول العالم، فهى بوابة الشرق، وصمام أمان الغرب، رمانة الميزان وصاحبة الريادة والقيادة فى منطقة الشرق الأوسط ككل.
ووسط الأحداث التى تموج بها المنطقة العربية والتى لا تتوقف عند حدث أو أزمة ما بل تموج بعضها وراء بعض تظل الأزمة الفلسطينية باعث الألم فى نفوس وقلوب العرب، بل فى قلوب أصحاب الضمائر اليقظة والكلمة الصادقة من العالم الغربى الذى لا تستهويهم الأهواء ولا تتحكم فى قراراتهم المصالح الشخصية، حيث يشاهد العالم أجمع ما خلفه العدوان الغاشم على غزة من دمار فى البنيان والإنسان، فالقنابل العمياء والصواريخ الصماء لا تفرق بين طفل ولا شيخ ولا رجل ولا امرأة ولا مدنى ولا جندى، يتزايد الألم يوما تلو الآخر خاصة فى ظل التحرك العربى والصمت الغربى الذى يدعم بعضه الكيان الصهيونى.
وبعيدا عن التمييز بين مواقف دول العالم من الحرب على غزة يبقى الموقف المصرى من القضية الداعم لها والمساند لشعبها فى حقه الأصيل للدفاع عن الأرض والمطالبة بإقامة دولتهم المستقلة مشرفا أمام العالم أجمع، بداية من الدعوة لمؤتمرات عالمية على أرضها ورفضها القاطع لحل القضية وتهجير الفلسطينيين وإجلائهم عن أرضهم، فضلا عن القوافل الإغاثية التى ترسلها مصر بمؤسساتها الحكومية والأهلية، وتسخير جهودها على الحدود المصرية الفلسطينية لتسهيل عبور الإغاثات التى ترسلها دول العالم لتدخل إلى الأراضى الفلسطينية عبر معبر رفح.
إن مجهودات مصر لحل هذه الأزمة ووقف هذه الحرب على أهل غزة ونشر الأمن والسلام للشعب الفلسطيني وتوفير سبل الحياة الآمنة لهم، والدعوة للجلوس على مائدة المفاوضات السلمية لا تخفى على الدانى والقاصى، لذا أرى أنه لا مجال للمزايدات على انحياز مصر لفلسطين أو دورها المحورى فى السير نحو حل الأزمة وإعلان هدنة ووقف إطلاق النار، فالتاريخ شاهد منذ بزوغ فجره على أن مصر كانت وما زالت عامل الاتزان بالمنطقة العربية والمدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين.
ساحة النقاش