أماني ربيع

 

منذ أكتوبر 2024، تعيش المنطقة على صفيح ساخن بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وما صاحبه من جرائم شنيعة ضد الإنسانية راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين بين شهداء وجرحى ونازحين، وبعد مرور نحو 7 أشهر على الأزمة ما زالت مصر تبذل جهودا حثيثة على المستوى الدبلوماسي والإنساني لدعم الشعب الفلسطيني وإيقاف نزيف الدماء المستمر.

"حواء" تحاور د. نسرين البغدادي، مقرر لجنة الأسرة والتماسك المجتمعي بالحوار الوطني وعضو المجلس القومي للمرأة وأستاذ علم الاجتماع للوقوف على أبعاد الدور المصري في دعم أهل غزة خلال الأزمة الأخيرة على المستويين الرسمي والإنساني.

 

في البداية.. ما تقييمك للدور المصري الرسمي منذ بدء الحرب في غزة؟

خلال الأحداث الأخيرة بذلت مصر جهودا مضنية لوقف العدوان على غزة، وبادرت بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لأهاليها، في نفس الوقت الذي يجوب فيه فريقا من الدبلوماسيين المصريين المحافل الدولية ليضعوا المجتمع الدولي أمام مسئولياته وضميره.

 

وما رأيك في استجابة المصريين لدعوة السيد الرئيس برفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير غزة ونزولهم للميادين لدعم القرار؟

 

كانت هذه الاستجابة نابعة من طبيعة الحضور التاريخي للقضية الفلسطينية داخل المجتمع المصري، والمساندة المصرية الرسمية والشعبية لأهل فلسطين منذ عام 1948، حيث كرست مصر لعقود طويلة كافة جهودها وأدواتها الدبلوماسية لوقف معاناة الشعب الفلسطيني، ووضعت القيادة السياسية دائما مصالح الشعب الشقيق على رأس أولوياتها، ولم تتخل يوما عن التزامها الإنساني والإقليمي تجاه الشعب الفلسطيني سواء في السلم أو الحرب، ومن جهة أخرى أبرز نزول المصريين إلى الميادين حجم ثقتهم في القيادة السياسية ودعم موقفها الواضح والثابت من القضية الفلسطينية، وتفويضها باتخاذ أي إجراءات لحماية الأمن القومي المصرى، ورفضها الواضح والقاطع لتصفية القضية الفلسطينية.

 

حافظت القاهرة على موقف ثابت منذ بدء الأزمة برفض التهجير رغم الضغوط الدولية.. كيف يبرز ذلك قوة مصر الإقليمية والعالمية؟

 

 مصر دائما وأبدا تضع حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في صدارة أولوياتها، والموقف المصري من مسألة التهجير القسري لسكان قطاع غزة واضحا وصريحا لأن حدوثه يعد تصفية للقضية وهذا ما ترفضه مصر، ودائما ما تؤكد مصر من خلال جهودها الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي أن حل القضية الفلسطينية يكمن في الاعتراف بدولة فلسطين، وبحق الشعب الفلسطيني في وطن آمن مع الرفض الصارم لمبدأ التهجير القسري.

 

تلعب مصر دورا كبيرا حاليا لوقف إطلاق النار في القطاع ما تقييمك لهذا الدور؟

تبذل مصر دورا بارزا لوقف إطلاق النار في القطاع من خلال الجهود الدبلوماسية والمفاوضات التي تجرى للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائما بوساطة مصرية، هذا بخلاف المحاولات الدءوبة لإيصال كافة أبعاد الأزمة إلى المجتمع الدولي، حيث طالب ممثلو مصر في كافة المحافل الدولية بضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار من أجل إنهاء نزيف الخسائر الفادحة في الأرواح وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة، مع التأكيد على أهمية الالتزام بسيادة القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، ومطالبة إسرائيل بضرورة منع التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وأوضحت مصر خلال مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية، مدى بشاعة السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وتقدمت بمذكرة للمحكمة أكدت خلالها عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي الذي مارس كل أشكال العنف والعدوان على الشعب الفلسطيني من ترحيل وتهجير قسري من أراضيهم باستعمال القوة المسلحة.

 

وتحرص مصر دائما في كافة المؤتمرات الدولية على فضح الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والممارسات غير المشروعة ضد الشعب الفلسطيني، مع التأكيد على حق الفلسطينيين في تقرير المصير.

 

وماذا عن الجهود المصرية على المستوى الإنساني لإغاثة ودعم الأشقاء في غزة؟

 

خلال الأزمة الأخيرة بذلت مصر جهودا حثيثة على المستوى الإنساني بتقديم المساعدات الغذائية والطبية، وخلال شهر رمضان كثفت مصر جهودها الإغاثية، وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي قامت بإنزال جوي لأطنان من المساعدات الغذائية على شمال القطاع بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، بخلاف الجهود التطوعية للعديد من الشباب وحتى الأطفال لتعبئة وتغليف المساعدات، وكانت هناك العديد من قوافل المساعدات سواء التابعة لصندوق تحيا مصر أو حياة كريمة، محملة بكل المستلزمات الضرورية من أجهزة ومعدات طبية وملابس وطعام وألبان للأطفال وغيرها من الاحتياجات الضرورية، وتأتي هذه المساعدات من منطلق إيمان القيادة السياسية بطبيعة الدور المصري تجاه فلسطين.

 

كيف نرد على المشككين في الدور المصري لدعم غزة؟

 

بالحقائق، فقد أثبتت المواقف يوما بعد يوم أن مصر لم تتوان لحظة في تحمل دورها تجاه أهل فلسطين، سواء على المستوى الرسمي بإيصال صوت الفلسطينيين لكافة المحافل الدولية، أو المستوى الشعبي بجهود التطوع والتبرعات لإغاثة أهل غزة.

 

*ما أهمية دور المرأة في هذه المرحلة بالتوعية بالقضية الفلسطينية والموقف المصري في محيطها؟

 

هناك دور كبير للمرأة في مثل هذه الأزمات، منها الدور الإنساني عن طريق المشاركة في الجهود التطوعية والإغاثية وحث الأبناء على الاقتداء بها، وكذلك حث المحيطين بها على الاستجابة للمبادرات الإنسانية والتبرع لتوصيل المزيد من المساعدات لأهل غزة، بالإضافة إلى دورها في التوعية بالقضية الفلسطينية داخل أسرتها ومحيطها الاجتماعي، وتعريفهم بالموقف المصري الداعم لها.

المصدر: أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 318 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,007,902

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز